ما صورته المملكة العربية السعودية عن اجماع عربي يتبنى تصنيف حزب الله ارهابيا تبين انه مخالف للواقع وغير صحيح في ظل المواقف التونسية والعراقية والجزائرية بالاضافة الى موقف لبنان وقد اعلن الرئىس التونسي الباجي قائد السبسي بشكل واضح رفضه للقرار السعودي بتصنيف حزب الله بتنظيم ارهابي ودعا السبسي وزير خارجية تونس لتوضيح الخطأ وتحميل وزير الداخلية الخطأ الذي وقع فيه واعلن وزير الخارجية التونسي ان بيان وزراء الداخلية العرب هو مجرد بيان وليس قرارا ملزما لاحد، في المقابل اعلن وزير خارجية الجزائر تبرء بلاده من القرار واشاد بحزب الله ودوره في مقاومة العدو الاسرائىلي كما ان الموقف العراقي كان واضحا حيث انسحب وزير الداخلية من الاجتماع فيما الرفض اللبناني عبّر عنه وزير الداخلية في المؤتمر.
واللافت ان موجة التصعيد الشعبي للقرار توسعت عبر تحركات شعبية في تونس والجزائر والعراق رفضا للقرار كما سجل اعتراضات لمثقفين كويتيين فيما استمر التنديد الفلسطيني برفض القرار واكدت على ان التحالف مع حزب الله تعمد بالدم لاسترجاع فلسطين وبالتالي كل محاولات الهيمنة السعودية على القرار العربي باءت بالفشل وهي تتخبط في سياساتها وقراراتها من اليمن الى ليبيا والعراق ومصر وسوريا ولبنان، فيما واصل حزب الله عبر مسؤوليه باعلان المواقف المنددة بالقرار وبانه تمت صياغته بحبر اسرائىلي.

ـ قضية النفايات ـ

اما على صعيد الوضع الحكومي وتهديد الرئيس سلام بالاستقالة اذا لم تحل قضية النفايات التي يبدو انها لن تسلك طريق الحل بدون تسويات سياسية غير متوافرة حتى الان، لكن الاتصالات مستمرة على مدار الساعة لايجاد حل بعد تهديد الرئيس تمام سلام بالاستقالة، وتم تحديد اربعة مطامر تم الاتفاق عليها وهي: مطمر الجية ترمى فيه نفايات الطائفة السنية، وبرج حمود للنفايات المسيحية، والناعمة للنفايات الدرزية، وكوستابرافا لنفايات الشيعة، علما ان مطمر كوستابرافا سيتم اقامته في عقار تابع لبلدية الشويفات وهذا ما يرفضه النائب طلال ارسلان وعلم ان الخلافات المستعصية تعود الى عدم التوافق حتى الان على تنظيم السرقة والمحاصصة وبدون ذلك لن يتم حل هذه المسألة مهما بلغت اخطارها على اللبنانيين.
وفي هذا الاطار جاءت زيارة النائب وليد جنبلاط الى الرئيس سعد الحريري ليل امس بعد المعلومات عن خلاف جدي وعميق بين الرجلين حول اصرار الرئيس الحريري على اعطاء التلزيمات لشركة «جهاد العرب» في ملف النفايات وملفات اخرى وفي المعلومات ان النائب جنبلاط عقد اجتماعا مع جهاد العرب مع بدء ازمة النفايات لبحث قضية فتح مطمر في كسارات اقليم الخروب قرب سبلين حيث الاراضي تعود للنائب جنبلاط، وجرى خلاف بين الطرفين وعدم التوافق وانسحب جنبلاط من الامر بعد اعتراضات الاهالي وانتهت القضية وتم بعدها اقتراح خيار الترحيل للنفايات وهدأت الامور.
وتشير المعلومات بعد العودة الى قضية المطامر قام جهاد العرب بشراء كسارة «كجك» في اقليم الخروب، واعلنت اللجنة الوزارية المكلفة متابعة قضية النفايات انه تم التوافق على تحويل كسارة كجك الى مطمر بدعم من الحريري واشترط العرب تلزيمه الكنس والجمع وتم ازاحة النائب جنبلاط من هذا الملف، وتؤكد المعلومات ان جنبلاط رد على الفور بابلاغ سلام رفضه لاقامة اي مطمر في اقليم الخروب مهما كلف الامر وقال لسلام «دخيلك ما تحاكيني بمطمر في اقليم الخروب لا استطيع تحمل الاتهامات، والاهالي يرفضون ذلك» واستتبع كلام جنبلاط بتصريح لنائب الشوف علاء الدين ترو ويرفض اقامة اي مطمر في اقليم الخروب والتحضير لتحركات شعبية فيما دعا الحريري اهالي الاقليم للتهدئة.


واشارت المعلومات ان جهاد العرب محسوب على الرئيس سعد الحريري وهناك معلومات بأن العرب قام بدفع فواتير متأخرة للرئىس الحريري في لبنان حتى ان جنبلاط اتهم العرب بشراء بيوت اثرية في بيروت بأسعار زهيدة وتحويلها الىِ مجمعات سكنية وهذا ما يشكل ضررا على مدينة بيروت وتراثها الثقافي وان جنبلاط احبط عملية البيع كما ان حملة جنبلاط على القاعدة البحرية التابعة للجيش اللبناني تعود باتهامه العرب بشراء اراض قرب القاعدة البحرية لاقامة مرفأ سياحي. في المقابل اعلن الوزير فاعور رفض اهالي عاليه فتح مطمر الناعمة ولو ليوم واحد لان ذلك يترك اكبر الاضرار على الاهالي وهذه ورقة اضافية يستخدمها جنبلاط لمنع تلزيم العرب.
وبعيدا عن مطمر الجيه والناعمة فإن قوى سياسية ومن بينها حزب الطاشناق ترفض اقامة مطمر في برج حمود الا ضمن خطة انمائىة شاملة اما بالنسبة لمطمر الكوستابرافا فان الاعتراضات الشعبية والسياسية تتصاعد وابلغ النائب طلال ارسلان الجميع رفضه لاقامة المطمر وقال «يخيطوا بغير مسلة الكوستابرافا» ولو بدأ العمل لاقامة المطمر فيلزمه ثلاثة اشهر لاستقبال النفايات واعلنت بلدية الشويفات دعمها لموقف ارسلان ورفضها لاقامة المطمر.
وفي ظل هذه الاجواء هل يستقيل الرئيس تمام سلام نهار الاثنين بعد انتهاء مهلة الثلاثة ايام التي اعطاها لحل قضية النفايات ام يمدد الامر لجلسة الخميس رغم ان الرئىس سلام يعرف ان موضوع الاستقالية امر خطير جدا وهذه الخطوة لا تحظى بتغطية القوى الخارجية وربما رمى الرئىس سلام هذه الورقة بوجه الجميع لايجاد المخرج لكن حسابات سلام في مكان وحسابات القوى السياسية في مكان اخر وابرز من عبّر عن سخطه من الطريقة التي يدار به هذا الملف هو الرئيس نبيه بري الذي قال:« سألوني عن كل شي الا عن ملف النفايات لقد تحدثت كثيرا في هذا الامر وفي طريقة الحل».

 

ـ اجواء لقاء ارسلان ـ فرنجية ـ

اما على الصعيد الرئاسي فذكرت مصادر قريبة من النائب طلال ارسلان ان لقاءه مع فرنجية يأتي في اطار التشاور المستمر بين الرجلين في ظل صداقة وعلاقة تاريخية تربطهما واضافت ان زيارة فرنجية لا تدخل في سياق جولة يقوم بها في خصوص الملف الرئاسي بل تأتي ضمن الزيارات المتبادلة واشارت انه من الطبيعي ان يتم التشاور في كل المستجدات ومن ضمنها الاستحقاق الرئاسي علما ان النائب ارسلان كان قد اعلن في وقت سابق تأييده للوزير فرنجية.