اعترض كثيرون على قرار دول مجلس التعاون الخليجي بإدراج حزب الله ضمن المنظمات الإرهابية دون النظر الى أسباب هذا القرار والتي اتصلت بشكل أو بآخر بالسياسات والمواقف التي يعتمدها حزب الله في لبنان والمنطقة، متناسين أن هذا القرار لم يأت إلا بعد خروج حزب الله عن أهدافه السابقة بمقارعة الإحتلال الاسرائيلي ومناصرة القضية الفلسطينية، وكذلك لم يأت إلا بعد تغيير حزب الله استراتيجياته تجاه المنطقة كما جاء على لسان أمينه العام في خطابه الأخير الذي أشار فيه إلى أن أهم أعمال حزب الله اليوم هو مواجهة السعودية في اليمن مقدما أعمال حزب الله العسكرية في سوريا واليمن والمنطقة على سياسة حزب الله الجهادية ضد العدو الاسرائيلي .
أن يخرج حزب الله عن أساسيات وجوده ومسببات نشأته التي كانت محصورة بمواجهة العدو الاسرائيلي، إلى مقارعة الدول العربية والمعارضات العربية المطالبة بتغيير الأنظمة الاستبدادية والقمعية، فإن ذلك يجب أن يقود الى محاكمة حزب الله على خياراته الجديدة التي أقحم فيها نفسه بالدرجة الأولى والطائفة السيعية في الدرجة الثانية دون النظر الى التداعيات التدميرية التي ساقتها هذه الخيارات الجديدة للحزب عليه وعلى أبناء الطائفة السيعية وأخيرا على لبنان . لقد باتت محاكمة حزب الله مطلبا سياسيا وشعبيا بعد خروج الحزب عن هذه الأساسيات وبعد توريط لبنان وشيعة لبنان في الأزمة السياسية في المنطقة وفي الصراعات الطائفية والمذهبية التي تهدد المنطقة برمتها .
لقد باتت محاكمة حزب الله ضرورية بالنظر إلى خروجه من النسيج الوطني اللبناني ومن النسيج القومي العربي وقد بات متمسكا أكثر من أي وقت مضى بتنفيذ السياسات الإيرانية في المنطقة وقد بات الآلة الحادة للبطش الإيراني في المنطقة وفي ذلك خروج مؤكد من وطنية اللبنانية وعروبيته القومية .
إن محاكمة حزب الله باتت مطلوبة بالنظر الى توريط لبنان في أزمة أقتصادية ذات أبعاد مدمرة بعد مواقفه اللامسؤولة من المملكة العربية السعودية ودول الخليج، وبعد إصرار الحزب على تخريب علاقات لبنان مع جيرانه وأشقائه العرب والتي تأني كإنسجام كامل مع السياسات الإيرانية في المنطقة دون النظر الى مخاطر هذه السياسات على لبنان خصوصا بجانبها المالي والإقتصادي.
وإن الصرخة التي أطلقتها يوم أمس الهيئات الإقتصادية خلال زياتها الرئيس سعد الحريري يجب أن لا تمر مرور الكرام, لأن التداعيات الإقتصادية لسياسات حزب الله ومواقفه من الدول العربية هي تداعيات مدمرة على الصعيد الاقتصادي للبلد نظرا لما تمثله هذه الدول من عمق اقتصادي استراتيجي للبلاد .
لقد شكلت سياسات حزب الله هذه اعتداءا كبيرا على الاقتصاد المحلي وبالتالي باتت محاكمة حزب الله على أدائه هذا واجبا وطنيا لحماية البلاد من الآثار الاقتصادية السلبية الكبيرة التي باتت تهدد البلاد . وفي المقابل فإن حزب الله في عالم آخر، لا يرى فيه تلك المخاطر ولا يهتم بتداعياتها على اللبنانيين، بل تراه، لا يهتم سوى بارتباطاته الإيرانية برغم كل ما سببته وتسببه من كوارث كبرى على البلد برمته إن القرارات العربية الصادرة بحق حزب الله هي جزء من مواقف مطلوبة لإعادة الحزب إلى جادة الصواب ولإعادة الحزب الى خياراته الوطنية والعربية التي نشأ عليها والتي انتر من خلالها على العدو الاسرائيلي عام الفين .