لا يزال حزب الله ممسكا بزمام القرارات الداخلية والخارجية للسياسية اللبنانية، وأضحت السياسية اللبنانية الرسمية رهن قرارات حزب الله وسياساته المتصلة بالسياسات الإيرانية في المنطقة وسياسات الولي الفقيه، وبالتالي لم يعد لبنان ومصالحه السياسية والاقتصادية في سلم اهتمامات الحزب وأولوياته.

إن إصرار حزب الله على تخريب علاقات لبنان مع جيرانه وأشقائه العرب تأني انسجاما كاملا مع السياسات الإيرانية في المنطقة دون النظر الى مخاطر هذه السياسات على لبنان خصوصا بجانبها المالي والإقتصادي. إن الصرخة التي أطلقتها يوم أمس الهيئات الإقتصادية خلال زياتها الرئيس سعد الحريري يجب أن لا تمر مرور الكرام, لأن التداعيات الإقتصادية لسياسات حزب الله ومواقفه من الدول العربية هي تداعيات مدمرة على الصعيد الاقتصادي للبلد نظرا لما تمثله هذه الدول من عمق اقتصادي استراتيجي للبلاد .

لقد شكلت سياسات حزب الله هذه اعتداءا كبيرا على الاقتصاد المحلي وبالتالي باتت المواجهة السياسية لغطرسة الحزب وادائه واجبا وطنيا لحماية البلاد من الآثار الاقتصادية السلبية الكبيرة التي باتت تهدد البلاد . وفي المقابل فإن حزب الله في عالم آخر، لا يرى فيه تلك المخاطر ولا يهتم بتداعياتها على اللبنانيين، بل تراه، لا يهتم سوى بارتباطاته الإيرانية برغم كل ما سببته وتسببه من كوارث كبرى على البلد برمته.