برغم معنوياتنا العالية وعزة نفسنا وكرامتنا وثقتنا بالنفس، اصبت بحزن كبير عندما اتخذ وزراء داخلية دول عربية مع تحفظ بعض الوزراء، قرارا بأن حزب الله حزب إرهابي تماماً كما تدّعي إسرائيلي وراعيتها اميركا.
حزن كبير اصابني، لان طعنة الخنجر جاءت من العرب لحزب قدم اكثر من 10 آلاف شهيد وعشرات آلاف الجرحى والتضحيات، لتحرير سيادة لبنان وتحرير الجنوب اللبناني سنة 2000. ولم يهتم احد من الدول العربية، باستثناء سوريا لدعم المقاومة لتحرير الجنوب، وتفرج العالم على جنوب لبنان مقتطعاً من السيادة اللبنانية، الى ان حرره حزب الله، حزب المجاهدين الشرفاء.
أية هدية اكبر لنتنياهو وإسرائيل التي تضطهد اللاجئين الفلسطينيين في الضفة وغزة وتحاصرهم اكثر من تلاقي اللهجة العربية تماما وتكلمها اللغة الإسرائيلية بأن حزب الله إرهابي، وهل وصلنا الى زمن التحالف العربي - الإسرائيلي ضد قوى الممانعة والمقاومة ضد المخطط الصهيوني - الأميركي للسيطرة على المنطقة وجعل إسرائيل القوة الأساسية، لتهيمن علينا وتسيطر على مصيرنا؟


ان وصف حزب الله بأنه إرهابي، هو تشجيع لإسرائيل لشن حرب على المقاومة ورفع الغطاء العربي عن حزب الله وإعطاء الضوء الأخضر لإسرائيل للهجوم على لبنان وحزب الله. فهل هذا ما يريده العرب، ان تشنّ إسرائيل بضوء اخضر عربي هجوما على المقاومة التي لا نخاف على قوتها وقوة ردعها للعدو الإسرائيلي؟ وهذه المرة ستدفع إسرائيل ثمنا باهظا في عدوانها على لبنان من ضرب مطار بن غوريون في تل ابيب الى ضرب مرفأ حيفا، الى ضرب الكيان الاقتصادي الصهيوني لفلسطين في كل بنيته التحتية وفي كل اماكنه وردعه على الحدود مع فلسطين المحتلة وتدمير دباباته وهجومه البري، وانشاء الله نسقط له طائرات هليكوبتر عديدة ونلحق به هزيمة نكراء ليتعلم الكيان الصهيوني ان ارض لبنان غير سائبة، بل ان مجاهدينا نذروا انفسهم لله وقدموا ارواحهم في سبيل الدفاع عن لبنان. وهم مستعدون للقتال حتى آخر لحظة لهزيمة إسرائيل والحاق الردع من قبل المقاومة لجيش العدوان الإسرائيلي. حتى أوروبا لم تعتبر حزب الله حزباً إرهابياً، بل اعتبرت الجناح العسكري فيه، وان اعلان حزب الله إرهابياً هو ضرب للوحدة اللبنانية، فالطائفة الشيعية الكريمة هي تشكل نسيجاً كبيراً من النسيج الاجتماعي اللبناني المؤلف من الطائفة السنيّة الكريمة والدرزية الكريمة والطائفة المسيحية الكريمة، ونحن لا نستطيع ان نعيش الا في وحدة وطنية بين الشيعة والسنّة والمسيحيين والدروز، في سبيل بقاء لبنان في استقرار اجتماعي وأمني وسياسي واقتصادي. وحزب الله يشكل ركنا أساسيا في الحكومة اللبنانية وكتلة نيابية هامة انتخبها الشعب اللبناني بملء ارادته. ولذلك فهذا التوصيف لحزب الله يمسّ الوحدة الوطنية اللبنانية، فهل العرب يريدون تقسيم لبنان، وهل يريدون فتنة تقع في لبنان، ام يريدون ان تنفجر الحكومة وتستقيل، ام يريدون مقاطعة بقية الطوائف لحزب الله، وهو أمر لن يحصل؟ باذن الله، ستبقى الوحدة الوطنية اللبنانية قوية ومتينة، لأننا نحن نؤمن بأن المقاومة هي شرفنا وعزتنا، وهي التي دافعت عن لبنان في وجه إسرائيل، والحقت الهزيمة بإسرائيل في حرب 2006. وهذا الامر نور عربي شعّ على العالم العربي عندما انهزم الجيش الإسرائيلي امام مقاومة حزب الله، وانتهى الجبروت الإسرائيلي الى استقالة رئيس وزراء إسرائيل أولمرت ووزير دفاعه ورئيس اركانه، وأعاد الجيش الإسرائيلي كل مناوراته، ليفعل المستحيل كي يربح في الحرب القادمة على المقاومة، لكن مقاومة حزب الله رغم انشغالها بجبهات في سوريا، فانها قادرة على ردع إسرائيل والحاق الهزيمة بها، وفقا لما وعدنا به سماحة السيد حسن نصرالله. وهو دائما صاحب الوعد الصادق، وهو دقيق في ما يعلن ويقول، وهو المطلع على قوته وقوة المقاومة وقوة حزب الله، وهو يعرف كيف يردع إسرائيل من خلال التجارب السابقة التي انهزمت فيها إسرائيل امام حزب الله.
ان البيان العربي الذي صدر عن وزراء الداخلية العرب هو اكبر هدية لإسرائيل، لكن، لن يفيدها بشيء سوى إعطاء ضوء اخضر لضرب حزب الله من قبل إسرائيل وأميركا. ولكن اميركا لن تقدم على ذلك، لان الرئيس الأميركي أوباما في نهاية عهده اما إسرائيل فقد جربت الميدان الحربي، واذاقتها المقاومة اللبنانية هزيمة جعلت مقبرة دبابات الميركافا الإسرائيلية اكبر مقبرة يشهدها سلاح المدرعات الإسرائيلي مع لواء غولاني وغيره من القوات المعتدية على لبنان. والمقاومة قوية ولن تخسر الان شيئا، لان العرب لن يقدموا لها اي مساعدة عسكرية، باستثناء سوريا في مقاومتها لإسرائيل. والمقاومة قوية بنفسها، بارادتها، بعزة نفسها، بقوة مجاهديها، بإيمانها بالقضية العربية. والقضية العربية الأساسية هي قضية فلسطين، وبمقدار ما يقف أي عربي ضد الإسرائيلي من اجل فلسطين يكون عربي الهوية والانتماء وتكون العروبة مجذرة في دمائه. اما الذين يقدمون الهدايا للاسخريوطي الإسرائيلي، فعروبتهم ناقصة والمقاومة قوية وستنتصر ونحن معها ودماؤنا لها. ولتطلبنا كمسيحيين، فنحن جاهزون لدعمها والوقوف معها كشعب لبناني موحد مستعد لتقدمة كل التضحيات في سبيل ردع العدوان الإسرائيلي على لبنان وكسر الجبروت الإسرائيلي الذي يعتقد انه بالقوة سيلغي الحق العربي، والحق العربي سيبقى مرفوعاً طالما ان المقاومة موجودة وحزب الله يقاتل إسرائيل.