الغياب العربي الرسمي والشعبي عن مجمل قضايا العرب وفي مقدمتها فلسطين اوصلنا الى ما نحن فيه الان وهو اعادة رسم خارطة العالم العربي لا شك ان التقصير واللامبالاة والارتهان للاجنبي ووضع كل مقدرات الامة بيد التكتلات والمحاور الاقليمية والدولية هو دودة السرطان التي تفشت امراضا فتاكة في كل الجسد العربي المشروع الايراني لم يكن ليتمدد وينمو ويصل الى اهم المفاصل والمصيرية في قضايانا جميعا الا لان هناك من تنصل من مسؤولية التنكب للدفاع عن ابسط حقوق المواطن العربي وهي كرامة وعدالة اجتماعية وحرية وتنمية الاسرائيلي ولا ريب عرف وتيقن ان مشروع المقاومة هو النقيض لدولة الكيان الغاصب وهو المحفز ايضا لحياء روح التضامن العربي واعادة الامل بامكانية تحرير الارض والانسان.
لذلك كان لا بد من القضاء عليها وبكل اشكالها وقتل قيمها وروحها ومناقبها واهدافها السامية ومن اجدر من القيام بهذه المهمة الا اهل المقاومة انفسهم قد يظن البعض اننا نبسط الاشياء او نقارب المسائل القومية والوطنية بقليل من التسطيح واستعمال العقل التبريري والتذهين الذي طالما مارسته كل قوى العالم التي ارادت شرا بامتنا السؤال المنطقي الاول ماذا انتجت ثلاث مؤتمرات قومية ووطنية تحت مظلة نظام دمشق طوال فترة حكم الاسد الاب والابن والمواربة مع اغلب الانظمة العربية الم تتشارك السلطة الرسمية لمحور ما يسمى المقاومة والممانعة مع احزاب العالم العربي قاطبة دون استثناء مع انظمة الحكم العربية الاخرى في رسم سياسة قتل روح المقاومة او ليست مبادرة بيروت العربية ابسط مثال على نطرح عشنا زمنا نصرف منه سياسيا ونستثمره في شراء المناصب وتقاسم المغانم والحصص من جراء صمود غزة وبيروت امام العدوان الصهيوني وهل تم هذا الصمود لولا الخميرة والنخبة التي لم يحسب احدا لها حسابا وهي الفئات المهمشة والغالبية العظمى المثقفة او المسيسة من شعوب العالم العربي التي لم تجد متنفسا لها الا في التطرف الاسلامي فكرا ونهجا وحربا لم يكن الربيع العربي الا لاسدادة الفلين الضاغطة على قنينة الضغط الجاهزة للانفجر في اية لحظة نتيجة كل الاحباط والتقوقع والانعزال عن الشارع العربي هموما ومشاكل وقضايا.
اذا كانت المقاومة المتحولة 360 درجة عكسيا لا تحمل بذور الارهاب منذ نشأتها بل وجدت حضنا فرسيا ووجدت حضنا اسلاميا متطرفا فداعش ومثيلاها زرعت هذه البذور منذ نشاة المقاومة وليس صحيحا انها وليدة عام 2013 فما الذي جعلها ان تتحول الى درجة الحرب الوجودية والمصيرية مع من ؟ مع الخميرة والنخبة العربية سنية وشيعية التي انتفضت لنسف الاسس والمرتكزات التي ابقت الاحتلال ما يزيد على ثمانين عاما مع ان هذا الدور كان يجب ان تقوم به المقاومة فاذ بالجميع امام نار الخلافة الاسلامية مرة اخرى عثمانية وفارسية بعد ان تخلى عنها كل العرب دولا وانظمة شعوبا واحزاب وحركات لان القومية العربية كانت البديل والبديل الذي تخلى عن الخلافة العربية لصالح العلمانية والليبرالية تحت شعار الامة العربية تخلى ايضا عن موجبات الاستنهاض لتوحيد الصف تمهيدا للتحرير عندها من حق فارس التي رعت هذا النمو الهجين ان تبدأ باستثمار ما مشروعا اربع عواصم عربية وما زالت القدس غائبة ولو قدر لها 22 عاصمة عربية وتبقى القدس غائبة انها مهمة صعبة وطويلة لانقاذ صورة نعم صورة فقط لعالم عربي او مشروع عربي يواجه كل هذه المرحلة لان اعادة بناء النفس العربية تتطلب الكثير والكثير من التضحيات والالم والتعب والصبر وليس اخرا الجهاد الذي له اثمان باهظة ومكلفة ايضا ولكن نحن جميعا امام هذا الامتحان هل يبدأ العاهل السعودي مسيرة النهضة المرتقبة ام تعود المقاومة الى جذورها الاولى قد تكون الاجابة هذه المرة عند كنيسة تبحث عن مسيحها المخلص