يمر "نادي الحكمة" بمرحلة مهمة من تاريخه، حيث يشهد اليوم معركة انتخابية لهيئته الادارية لم يشهدها من قبل، بل يمكن القول لم يشهدها اي نادٍ آخر، خصوصاً لناحية ارتباطها بسقف سياسي للائحتين المتنافستين، وان كان غير معلن، حيث ينضوي بعض المرشحين في كل لائحة اما الى "التيار الوطني الحر" او "القوات اللبنانية"، وبالتالي من المنطقي ان تكون كل لائحة مدعومة من الطرف الموالي له، علماً انه كانت هناك محاولات "عونية ـ قواتية" لتجيير المصالحة السياسية على مستوى العماد ميشال عون وسمير جعجع لمصلحة توافق بلائحة تزكية يبدو انها لم تبصر النور.
على الارض، هناك 272 عضواً في الجمعية العمومية استوفوا الشروط القانونية التي تسمح لهم بالمشاركة في المعركة الانتخابية، حيث سدد فريق لائحة الزميل ايلي نصار الاشتراكات عن 175 عضواً، فيما سدد فريق لائحة مارون غالب اشتراكات 97 عضواً، لكن المعركة الانتخابية ستكون بمن حضر، وعلى اساس الحضور سيتقرر من القادر على التحكم بمجريات العملية الانتخابية والفوز بها، والتي بدورها لن تسلم من الضغوطات السياسية على الاعضاء، لتجيير اصواتهم لصالح هذه اللائحة او تلك.
يحشوشي يدعم غالب
وعشية موعد الانتخابات، عادت الوجوه الحكماوية العريقة الى الظهور على الساحة الخضراء ومنها ايلي يحشوشي رفيق درب الراحل انطوان شويري والذي كان رئيس لجنة كرة السلة في النادي لسنوات عديدة ايام العز، حيث اكد يحشوشي في اكثر من مناسبة دعمه للائحة التي يرأسها مارون غالب (باسم عائلة شويري)، وتضم اليه كلاً من سامي برباري، باتريك عون، روميو أبي طايع، جوزيف صوما، إيلي رشدان وميشال خوري.
الفترة القانونية للهيئة الادارية الجديدة التي ستنتخب اليوم لن تتعدى السنة ونصف السنة تقريباً، حيث تنتهي ولايتها يوم 17 تشرين الثاني من العام المقبل، كونها مكملة لولاية الادارة السابقة، وبعدها ستتجدد الانتخابات التي قد تشهد ترشح يحشوشي بنفسه لرئاسة النادي.
خوري: مرتاحون لوضعنا
من جهته، وفي اتصال مع "السفير" اكد المحامي ميشال خوري انه مع فريق لائحة مارون غالب "ونحن مرتاحون الى الوضع في الانتخابات"، متمنياً ان تأتي العملية الانتخابية ديموقراطية وانه سيقول مبروك للفائز.
وقال خوري: "بالتأكيد اتمنى الفوز للائحتنا، ونحن نملك الخبرة الكافية لإدارة النادي وسبق لنا ان قمنا بهذه المهمة بنجاح والجميع يشهد بذلك، ونحن عملنا على موضوع التمويل ولا خوف على النادي من هذه الناحية في حال فوز لائحتنا".
وعن رأيه بموضوع الفارق بين اللائحتين في تسديد الاشتراكات اكد خوري مرة جديدة ان فريقه مرتاح الى أنه سيكون الفائز في الانتخابات، مشيراً الى ان حضور اكثر من 100 شخص داعم للائحة ولا يستطيع الحكم على الداعمين للائحة الثانية، غامزاً من قناة ان هناك اشخاصا موالين لهم دفع الطرف الثاني اشتراكاتهم.
وعن دعم يحشوشي للائحة غالب ابدى خوري ارتياحه لذلك معتبراً الأول رمزاً من رموز النادي وهو مقرّب من عائلة شويري، لكنه اكد عدم حصول اي اتصال مع السيدة روز شويري من اجل العودة لدعم الحكمة، لكنه لم يخف امنيته ان يحصل ذلك لما تمثله هذه العائلة من قيمة كبيرة للنادي.
نصار: مستمر للنهاية
معركة انتخابية اكد معها رئيس احدى اللائحتين الزميل ايلي نصار في تصريح لـ "السفير" انه ذاهب بها الى النهاية حتى"لو حصل على صوته فقط"، حيث يريدها "معركة ديموقراطية وليفز من يستحق الفوز".
نصار اكد في تصريحه ان هناك ضغوطات مارسها الأب جان بول ابو غزاله على بعض المرشحين مستخدماً نفوذاً سياسياً، وقال: "في البداية نادى ابونا بالمعركة الديموقراطية لكنه بعد ان شعر ان الكفة تميل لصالحنا بدأ عملية الضغط التي ادت الى انسحاب بعض المرشحين، الذين لم يسجلوا انسحابهم رسمياً وبالتالي هم لا زالوا في المعركة الانتخابية"، وكشف نصار ان ضغوطاً مماثلة تمارس على احد المرشحين في لائحته كي ينسحب من الانتخابات.
وختم نصار حديثه بالتأكيد على انه سيقف الى جانب من يقف معه في هذه المعركة التي اعتبرها لمصلحة نادي الحكمة وليس لأي مصلحة شخصية.
يُذكر ان لائحة نصار تضمه الى ايلي مشنتف، جان حشاش، طوني مونس، لبيب شبلي وخليل نصار، وهناك محاولات لإقناع جوزيف عبد المسيح وطارق كرم للعدول عن قرارهما، وكذلك الرئيس نديم حكيم الذي وبحسب المعلومات تلقى اتصالاً من جهة روحية تؤكد له ان النادي بحاجة اليه وتمنت عليه العدول عن قراره.
ابو غزاله: اتهامات باطلة
من جهته، اعتبر الرئيس الفخري لـ "نادي الحكمة"، رئيس "مدرسة الحكمة" الأب جان بول ابو غزاله ان كل ما يُساق اليه من اتهامات هو باطل، كاشفاً لـ "السفير" انه اعدّ «ميثاق شرف» وطلب من اللائحتين التوقيع عليه أمس (النص ضمن إطار)، اضافة الى تأكيده على انه لم يتدخل في الانتخابات لصالح اي طرف، ولم يعمل على الضغط على اي من المرشحين، مشيراً الى انه كان ولا يزال مع التوافق ولكن هناك اشخاصا رفضوا التوافق وهو لا يستطيع منع احد".
وشدد ابو غزالة على انه والمطران بولس مطر راعي ابرشية بيروت متفقان على الوقوف على الحياد في الانتخابات، خاتماً بتوجيه تحية الى جمهور "الحكمة" معتبراً ان على الجميع العمل لعدم خذلان هذا الجمهور الوفي.
شهوان للتوافق ولكن..
وكما في كل انتخابات، كانت هناك محاولات لتقريب وجهات النظر وتجنيب النادي المعركة الانتخابية، وهو ما قام به الرئيس الأسبق للنادي جورج شهوان من خلال اجتماع عقده في مكتبه مع بعض الأشخاص الفاعلين في اللائحتين، وامام مرجع رياضي بارز، لكن النتيجة التي خرج بها المجتمعون بدعوة الرئيس الفخري للنادي الاب جان بول ابو غزالة للسعي الى لائحة توافقية لم تسلك طريقها بعد على الرغم من جهود ابو غزاله، حيث لا تزال المعركة قائمة.
ميثاق الشـرف من "أبو غزالة" إلى المرشحين
تحيّة محبّة وتقدير لكم جميعًا، إني أقدّر تنافسكم الشريف لخدمة ناديكم، وأحيي فيكم كلّكم محبتّكم لـ "الحكمة" التي تظلّلكم، كيف لا؟ وأنتم كلّكم أبناؤها.
من هذا المنطلق، ومن روح "الحكمة" التي تجمعكم أطلب من حضرتكم التوقيع على ميثاق الشرف هذا أمام الله وجمهور "الحكمة" الوفيّ متعهّدين أنكم ستتعاونون بعد انتهاء الإنتخابات لما فيه مصلحة النادي الذي تنتمون إليه بقلبكم وعاطفتكم، وانكم تلتزمون بهذا الميثاق فتح صفحة جديدة بينكم، رابحين وخاسرين، لأن ّالرابح في هذه الإنتخابات هو "نادي الحكمة"، أولًا وأخيرًا، ومَن لا يكون نصيبه الفوز بهذه الانتخابات يتعهّد بألاّ يتقدّم بأي شكوى أو دعوى قضائيّة أمام المحاكم تجاه اللجنة الإدارية الفائزة لأنّ هكذا مبادرات لا تمت إلى روح «الحكمة» بصلة وهي غريبة عن التنشئة الحكموية الأصيلة.
وفقكم الله جميعًا في خدمة النادي الذي رفع اسم لبنان عاليًا في كل المحافل الرياضيّة العربيّة منها والآسيويّة والعالميّة.
( السفير)