عاد الهدوء الى مدينة اربد الاردنية، يوم امس، بعد ليلة ساخنة، شهدت أعنف مواجهات بين قوات الامن ومسلحين ينتمون الى مجموعة متشددة، انتهت بمقتل ضابط برتبة نقيب، وسبعة مسلحين، وإصابة آخرين.
وبرغم إعلان السلطات الاردنية عن انتهاء العملية الامنية في اربد، إلا ان ارتباط المجموعة المتشددة التي تمت تصفيتها بتنظيم «داعش»، حسبما أعلن جهاز الاستخبارات الاردني، أثار مخاوف من احتمال أن يكون ما جرى مقدمة لاختراق أمني كبير من قبل التنظيم التكفيري للمملكة الهاشمية، التي تشهد منذ فترة نمواً للجماعات المرتبطة بالسلفية الجهادية، لا سيما في المناطق الحدودية، كما هي حال محافظتي الزرقاء ومعان القريبتين من الحدود مع العراق، ومحافظة اربد المتاخمة للحدود مع سوريا.
وبحسب السلطات الاردنية، فإن العملية الامنية في اربد أجهضت مخططاً إرهابياً مرتبطاً بتنظيم «الدولة الإسلامية»، ويتضمن استهداف مواقع مدنية وعسكرية، وهي رواية، إن صحّت، فستعني أن ثمة تطوراً خطيراً في العلاقة بين التيار السلفي وتنظيم «داعش»، بما يتجاوز التعاطف والتأييد الى العمل المباشر داخل الساحة الاردنية.
ووفقاً للإعلان الرسمي الذي نشرته وكالة الأنباء الاردنية ـ «بترا» بشأن ملابسات العملية الامنية في اربد، فإن «دائرة المخابرات العامة تمكنت، بعد عمليات متابعة استخبارية حثيثة ودقيقة، منذ وقت مبكر، من إحباط مخطط إجرامي وتخريبي مرتبط بعصابة داعش الإرهابية، كان يهدف الى الاعتداء على أهداف مدنية وعسكرية داخل المملكة وزعزعة الأمن الوطني».
وأشارت «بترا» الى ان «القوات الأمنية المختصة قامت بتتبع المجموعة الإرهابية وتحديد مكانها، حيث اختبأت وتحصنت في إحدى العمارات السكنية في مدينة إربد، وبعدما رفض الإرهابيون تسليم أنفسهم، وأبدوا مقاومة شديدة لرجال الأمن بالأسلحة الاوتوماتيكية، قامت القوات المختصة بالتعامل مع الموقف بالقوة المناسبة، وقد نجم عن الاشتباك استشهاد النقيب البطل راشد حسين الزيود وإصابة خمسة من نشامى قوات الأمن الأردني واثنين من المارة».
ولفتت الوكالة الاردنية الرسمية الى ان «حصيلة عمليات المتابعة الاستخبارية التي سبقت تنفيذ العملية أفضت الى اعتقال 13 عنصراً متورطاً في المخطط الإجرامي، فيما نتج من الاشتباك مقتل سبعة إرهابيين كانوا يرتدون أحزمة ناسفة ويطلقون النار على قوات الأمن»، مشيرة الى «ضبط كميات من الأسلحة الرشاشة والذخيرة والمتفجرات والصواعق التي كانت بحوزة عناصر المجموعة الإرهابية».
من جهته، أعلن رئيس الحكومة الاردنية عبدالله النسور، في بيان تلاه أمام مجلس الأعيان، عن انتهاء «عملية أمنية نوعية نفذتها قوة خاصة من عدد من مرتبات الاجهزة الامنية والعسكرية بحدود الساعة الثالثة من فجر» يوم امس، مشيراً الى ان هذه العملية الامنية «حققت هدفها بنجاح تام بالقضاء على سبعة من الخارجين على القانون من زمرة ضالة مضللة وجماعة إرهابية مرتبطة بتنظيمات إرهابية كانت قد خططت للتعدي على أمن الوطن والمواطنين».
وأكد رئيس الوزراء الاردني ان «الحكومة والاجهزة المعنية قد تابعت هذا الامر، ووقفت عليه لحظة بلحظة، بكل حرفية ودقة، حتى ساعات الفجر» مشدداً على أن «المعنويات الوطنية مرتفعة وتدل على عظمة بلدنا وصلابته وقوته في مواجهة التعديات على الأمن».
وأضاف ان «وقفتنا المهيبة جميعا من خلف أجهزتنا العسكرية والامنية والاستخبارية والمدنية ايضا، ومن خلف قبائل هذا البلد وعشائره وأحيائه ومخيماته وقراه وبواديه، كلنا صوت واحد وموقف واحد في وجه الإرهاب».
وفي محافظة الزرقاء، شارك الملك الاردني عبد الله الثاني في تشييع جثمان النقيب راشد الزيود.
وقال الملك، في رسالة نشرها عبر موقع الديوان الملكي على موقع «فايسبوك»: «ابني الشهيد راشد الزيود، يشيعك الأردن شهيداً في قوافل المجد من رفاق السلاح، ممن صدقوا عهدهم مع الوطن»، مضيفاً «تضحيتك ليست غريبة على الأردنيين ولا على أبناء جيشنا وأجهزتنا الأمنية».
يذكر أن النقيب الزيود، الذي رقي الى رتبة رائد، هو ابن العميد الركن حسين الزيود، القائد السابق لقوات حرس الحدود الأردنية، والملحق العسكري الاردني في مسقط.
وتثير أحداث اربد مخاوف من وجود نيات لدى تنظيم «داعش» للقيام بعملية إرهابية كبرى في الأردن، وهو خلال الدرجة العالية من التسليح والإعداد والتخطيط، بحسب ما تبدّى من بيان الامن الاردني.
وتعكس هذه الأحداث، أن ثمة تطوراً في العلاقة بين التيار السلفي الجهادي وتنظيم «داعش» بما يتجاوز التعاطف الايديولوجي.
وتقع مدينة إربد على بعد 20 كيلومترا من الحدود الاردنية ـ السورية. وكانت تقارير عدة قد أشارت إلى تسلل العديد من المقاتلين منها إلى سوريا للقتال في صفوف «جبهة النصرة».
وتعتبر إربد من المعاقل الرئيسية للتيار السلفي الجهادي في الأردن. وتشير إحصائيات غير رسمية إلى أن عدد سكانها من المنتمين لأنصار السلفية الجهادية يصل إلى ثلاثة آلاف شخص.
وكانت علاقة الاردن بتنظيم «داعش»، وقبله «القاعدة»، قد بدأت مع تولي أبو مصعب الزرقاوي، وهو من مدينة الزرقاء الأردنية لقيادة تنظيم «القاعدة» في العراق، وهو التنظيم الذي انبثق عنه تنظيم «الدولة الإسلامية».
وتشير تقديرات مراقبين إلى أن عدد المقاتلين من الأردنيين في صفوف «داعش» في سوريا والعراق يتراوح بين 2500 و4000 مسلح.
الأردن: عملية إربد أحبطت مخططاً «داعشياً»
الأردن: عملية إربد أحبطت مخططاً...لبنان الجديد
NewLebanon
مصدر:
السفير
|
عدد القراء:
648
مقالات ذات صلة
ديوان المحاسبة بين الإسم والفعل ( ٨ ) سفارة لبنان في...
الشاعر محمد علي شمس الدين يترجل عن صهوة الحياة الى دار...
ديوان المحاسبة بين الإسم والفعل (7) سفارة لبنان في...
ديوان المحاسبة بين الإسم والفعل (6) سفارة لبنان في المانيا...
65% من المعلومات المضللة عن لقاحات كوفيد-19 نشرها 12...
لبنان: المزيد من حالات وارتفاع نسبة...
ارسل تعليقك على هذا المقال
إن المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس بـالضرورة سياسة الموقع
© 2018 All Rights Reserved |
Powered & Designed By Asmar Pro