اعتبر رئيس الحكومة الاسبق سعد الحريري أن السبب الأساسي لتصنيف مجلس التعاون الخليجي "حزب الله" منظمة إرهابية هو ممارسات وارتكابات الحزب في اليمن والبحرين والعراق وسوريا والكويت والمملكة العربية السعودية وغيرها من دول العالم.

  وقال: "وبدلا من أن نكون مع الإجماع العربي، يسعى الحزب من خلال البعض لخرق هذا الإجماع لغير مصلحة لبنان، ثم نعود ونسمع الخطابات العالية النبرة لتبرير هذه الممارسات والارتكابات".


  وتساءل الحريري لماذا يذهب بعض الشباب اللبناني للتدخل في هذه الدول؟ نحن ضد ما يقوم به الحزب من تدخلات في أي دولة كانت، لأنه ليس أكبر من بلده، هذه أسئلة تتطلب إجابة واضحة من "حزب الله" تحديدا.


  كلام الحريري جاء خلال استقباله مساء اليوم في "بيت الوسط" وفدا من منسقيات بيروت في تيار "المستقبل" في حضور نواب العاصمة، فاعتبر انه "أمام كل التحديات التي نواجهها، نزل اليوم 72 نائبا إلى المجلس النيابي، ولكن هناك بعض النواب لا يريدون انتخاب رئيس جديد للجمهورية وقاطعوا هذه الجلسة، ولو نزل هؤلاء المقاطعون إلى الجلسة لكان تم انتخاب رئيس جديد للجمهورية وانتهينا من هذه المشكلة وبدأت مرحلة سسياسية جديدة في لبنان.

  وتساءل الحريري قائلا: لا نعرف لماذا لا يريدون انتخاب رئيس للجمهورية حاليا؟ هل هم بانتظار أن يأتيهم الفرج من الخارج؟ في النهاية سننتخب رئيسا للجمهورية. لقد بادرنا أكثر من مرة في سبيل انتخاب رئيس للجمهورية، وكان آخرها باتجاه النائب سليمان فرنجية، وذلك لإنهاء الفراغ الذي يضر بلبنان كثيرا، ونحن مستمرون في مساعينا لتحقيق هذا الهدف. وفي رأيي أن مفتاح الحل للأزمة السياسية التي نعيشها هو بملء الفراغ لأن استمراره مضر للبلد.

  وكرر تمسكه باستمرار الحوار مع "حزب الله"، وقال: "الحوار يخفف من حدة الاحتقان الحاصل ويهدئ الأمور ويطرح وجهات نظر الأطراف لحل المشاكل القائمة. نحن سنكمل بمنطق الحوار بالرغم من كل ما يحصل. الطرف الآخر لديه تحديات ونسمع منه مواقف عالية النبرة وصراخا. فإذا كان يريد الذهاب للمشاركة بالحروب الدائرة في اليمن وسوريا وغيرها فهذا شأنه، وليتحمل مسؤوليات تداعيات هذه المشاركة".

  وأضاف: "علينا واجب حماية لبنان بغض النظر عما يجري في الجوار وفي سوريا تحديدا. نحن مع ثورة الشعب السوري، ونضاله في سبيل تحقيق تطلعاته وأهدافه في بناء دولة ديمقراطية، علنا وبدون مواربة، ولكن علينا واجب حماية لبنان. صحيح أن هناك خطابات واحتقان سياسي حاد، ولكن في النهاية لا بد أن نصل إلى حل لمعالجة مشاكل البلد. ولسوء الحظ، طوال مرحلة الفراغ الرئاسي المتواصلة، لم يلتفت البعض إلى معاناة المواطن اللبناني إن كان في بيروت أو في المناطق، وحاجته الضرورية للخدمات والمطالب الأساسية في الكهرباء والماء وحل مشكلة النفايات وغيرها. واجبنا أن نبعد الخلافات السياسية جانبا وأن نولي مطالب ومشاكل الناس الاهتمام اللازم وأن ننهض بالبلد والاقتصاد".

  وأخيرا تطرق الحريري إلى موضوع الانتخابات البلدية في بيروت، فكرر أن تيار "المستقبل" هو مع معادلة المناصفة بين المسلمين والمسيحيين في تركيبة المجلس البلدي المقبل، كما كان يفعل الرئيس الشهيد رفيق الحريري، لافتا إلى أن هذا الأمر غير خاضع للنقاش أو المراجعة من أي كان لأن المناصفة في بيروت هي الأساس لتكريس صيغة العيش المشترك في بيروت وفي كل لبنان.