أكد وزير التربية الياس بو صعب أن "الخلافات السياسية التي تجعل من إجتماع النواب اليوم لإنتخاب الرئيس إجتماعا فلكلوريا، لذا فإن الإجماع حول شخص ضمن العائلة التربوية من كل الجهات والطوائف يجب أن تنتقل عدواه إلى السياسة لأن العمل السياسي يرتكز حتى الآن على إبعاد أشخاص وليس على التوافق حول أشخاص. يجب أن لا نتفق على بعضنا البعض بل أن نتفق مع بعضنا البعض، وعند تحقيق إتفاقنا يتم إنتخاب رئيس للجمهورية، يجب أن نركز على الشراكة في الحل وعلى تمثيل الجميع".
  وفي كلمة له خلال حفل تكريم مدير التعليم الثانوي محيي الدين كشلي لبلوغه سن التقاعد، أوضح بو صعب "أننا لا يمكن أن نستمر في هذا الوضع في التعليم الرسمي إذ أن الموارد البشرية الخبيرة تخرج إلى التقاعد بالمئات سنويا من دون أن نتمكن من ملء الفراغ بأساتذة يتمتعون بالجودة نفسها فنلجأ إلى التعاقد وقد قصرت الحكومات المتعاقبة في إيلاء الأهمية والدعم للتعليم الرسمي"، مشيراً الى أنها "ليست المرة الأولى التي اتحدث فيها في تكريم الأستاذ كشلي فهذه المناسبة ترتدي اهمية كبرى لأن من نكرمه اليوم قد وصل إلى مواقع المسؤولية بجهده الشخصي وكفاءته، وفرض احترامه ووجوده كإنسان ناجح في مهامه، فالتعليم الثانوي في لبنان يعول عليه وإننا نلاحظ إنتقال التلامذة من الخاص إلى الثانوي الرسمي بقوة الأساتذة والمديرين في هذا القطاع".
  كما أكد أن "المكرم سيبقى مستشارا في الوزارة طالما الوزير مستمر في هذه المهمة فهو واحد من أصحاب الخبرة الطويلة التي تحتاجها التربية، لا سيما وأنني أمضي قدما في إجراءات جذرية على صعيد الإمتحانات وعلى مستوى الهيكلية في الوزارة. من هنا فإنني يمكن أن أتوقع إنتقادات لهذه الخطوات فلا تخافوا من التغيير الذي نقوم به لأنه لا يمكننا المتابعة في إدارة التعليم الرسمي من دون القيام بإجراءات تحقق ما نصبو إليه".
  ومن جهة أخرى لفت الى "انني تحدثت مرارا عن الوضع غير اللائق في مراكز الإمتحانات ومراكز التصحيح وعن أجور وبدلات المراقبة والتصحيح وهي لم تعد كافية هذه الأيام"، لافتا إلى التعاقد العشوائي الذي يتم لتلبية الحاجة ومنهم من يتمتع بالمستوى وهناك قسم آخر يجب أن لا يدخل الصف، محذرا ان "هذه الدولة إذا كانت لا تريد أن "تقبض التعليم الرسمي جد" فإننا ذاهبون إلى كارثة نتيجة تقاعد الأساتذة، أما سلسلة الرتب والرواتب التي يستحقها الأساتذة منذ عشر سنوات فإنها إذا وصلت اليوم تصبح أرقامها غير كافية نتيجة التضخم".
  وأطلق بو صعب إنذارا حول وضع التعليم الأساسي الذي يتراجع أعداد معلمي الملاك فيه بصورة دراماتيكية، كما أنه لا يوجد تمويل لبناء وترميم المدارس ولا لتأمين السلسلة، نحن نقوم بورش عمل ويجب أن نكون خلاقين واصحاب جرأة في تعديل مناهجنا لكي نتمكن من مواكبة العصر كما يجب أن نعمل على تطوير الأساتذة وتطوير الإمتحانات بكل مفاصلها فنعالج الثغر ونحمي الشهادة الرسمية، واعدا بإجراءات جذرية، مؤكدا أن القطاع التربوي غني بالموارد البشرية وسيكون هناك دور للمكرم في مواكبة هذه الورشة. وهنأ المكرم على سيرته وإخلاصه مؤكدا إستحقاقه التكريم.