حذّرت مصادر أمنية فلسطينية من توتير الاوضاع الامنية في عين الحلوة على نطاق واسع بين السلفيين المتشددين و"حركة فتح"، في ظلّ تنامي الحديث في المخيم عن ظاهرة تمدد "داعش" داخل اسوار عين الحلوة بهدف خلق ارباكات امنية للقوى الفلسطينية وللجيش اللبناني ولصيدا والجنوب عموماً.

وليس الأمنيون وحدهم في هذه الأجواء، بل إن الأحاديث عن تمدّد "داعش" باتت سائدة والشائعات بالعشرات على مواقع التواصل الاجتماعي عن حالات من الاستنفار العام المتقابل بين "فتح" وبين السلفيين في "تجمع الشباب المسلم" في عدد من الازقة وبين الطرقات، اضافة الى انتشار المقنعين بين الاحياء وخصوصاً في الليل.

وتوحي هذه الشائعات التي تضخّ على مدار اليوم، أنّ ما يحصل قد لا يكون بريئاً وهناك من يسعى لتفجير الوضع الامني المحتقن بين "فتح" والسلفيين.

ولذلك، تبدي "فتح"، بحسب مصادر أمنيّة، مخاوفها من احتمال وجود سيناريو مشترك بين "داعش"والاسلاميين المتطرفين للسيطرة على جبل الحليب في المخيم حيث تتمركز "فتح"، ممّا دفع قيادتي الأمن الوطني الفلسطيني و "فتح" إلى اعادة التموضع العسكري في الجبل. في حين أنّ "تجمّع الشباب المسلم" السلفي وضع علامات استفهام حول ما يحصل على الارض من انتشار عسكري ومن حجم الاستنفارات التي تقوم بها "فتح".

هذا الأمر بالنسبة لـ "التجمع" لا يغيّر من التزاماته، إذ يؤكّد أنّه "ما زال ملتزماً بآليات ميثاق الشرف والمبادرة الامنية التي اعلن عنها بالتنسيق مع عصبة الانصار والحركة الاسلامية المجاهدة لوقف الاغتيالات والاشتباكات في عين الحلوة".

وعليه، أبلغت قيادة "تجمع الشباب المسلم" المتصلين بها من القوى الفلسطينية بأنّ عناصر من "فتح" أطلقوا النار باتجاه حيّ الصفصاف خلال اليومين الماضيين وأن عدداً من عناصر "التجمّع" قد تعرّضوا لإطلاق نار، مشتكين من حجم انتشار "فتح" في الطرقات وما يجري في جبل الحليب "ممّا بات يثير مخاوفنا".

هذا الأمر قد يقلب الطاولة، والدليل على ذلك ما يقوله "الشباب المسلم" بأنّ ذلك (انتشار فتح) "وضع معادلة امنية جديدة يجب ان تؤخذ في الحسبان وان ميثاق الشرف بات على المحك".

وفي سياق منفصل، انتقلت عدوى انتشار الفصائل المسلحة وعسكرة المخيمات وانتشارها ضمن تشكيلات عسكرية منتظمة من عين الحلوة الى مخيمات بيروت حيث نظّمت "الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين"عرضاً عسكرياً شارك فيه المئات من عناصرها في مخيم برج البراجنة، وذلك بعد عرضٍ مماثل في عين الحلوة.

وأشارت مصادر فلسطينية إلى أن الهدف الاساسي الذي لم تكشف عنه "الجبهة" من خلال هذا العرض هو "اعادة احياء جناحها العسكري المسلح ممثلاً بالقوات المسلحة الثورية في لبنان التي كانت منتشرة حتى بداية التسعينيات".

ولأن هذا العرض العسكري لم يحصل مثيل له منذ تسعينيات القرن الماضي، فإنّ المصادر تشير إلى أنّه "يحمل في شكله ومضمونه العديد من الأهداف والرسائل، أهمها ان الجبهة مازالت تتمسّك بالعمل العسكري المقاوم باعتباره حقا لشعبنا. وتتمثّل الرسالة بقدرة الجبهة على المساهمة بحفظ أمن واستقرار المخيّمات والتنسيق مع الجهات المعنيّة لبنانياً وفلسطينياً". وهذا أيضاً ما يشير إلى استعداد "الجبهة" للمشاركة الفاعلة وباللجان الامنية الفلسطينية المُزمع تشكيلها في مخيمات بيروت في إطار من التنسيق مع الجهات اللبنانية المعنية، والعمل على منع دخول أي من المطلوبين او الإرهابيين لتنفيذ اعمال امنية ارهابية ضد اهداف لبنانية.

في حين تؤكّد المصادر أنّها "باقية على خطها وخيارها وسياستها الفلسطينية المُوحدة المتسمة بالحيادية والنأي عن التجاذبات اللبنانية الداخلية لأنّنا لسنا جزءا من التجاذبات اللبنانية ـ اللبنانية".