نصرالله يُعطي الاولوية لليمن على فلسطين , والجهاد الاكبر ليس في فلسطين بل باليمن
السفير :
لا جديد متوقعاً في جلسة انتخاب رئيس الجمهورية اليوم، سوى زيادة محتملة في عدد النواب الحاضرين، بفعل الزخم المترتب على وجود الرئيس سعد الحريري في بيروت. اما النصاب الدستوري ـ السياسي لعملية الانتخاب فلا يزال ناقصاً، في انتظار تحولات داخلية أو خارجية تستكمله.
في هذا الوقت، أطلّ الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله أمس بنبرة هادئة وحاسمة في آن واحد، واضعاً حداً قاطعاً لكل الالتباسات و«الأوهام» التي أثيرت حول حقيقة موقف الحزب وخياراته، على المستوى الداخلي، في مواجهة خصومه.
بكلمات واضحة لا تحتمل التأويل والاجتهاد بدّد نصرالله كل السيناريوهات البوليسية والخيالية التي نُسجت خلال الايام الماضية حول 7 أيار جديدة، وفتنة محتملة، ونفض غبار الشارع عن الثوابت، مؤكداً عدم مسؤولية الحزب عن التحركات التي حصلت على الارض مؤخراً، ومشدداً على ضرورة حماية الاستقرار الداخلي، بشقّيه الأمني والوطني.
حدّد «السيد» من دون مسايرة ولا مجاملة، الضوابط السياسية والشرعية التي من شأنها تحصين بيئة جمهور المقاومة من أي اختراقات مريبة أو انفعالات متهوّرة، قد تخدم ما يخطّط له الاعداء.
بادر الى ترسيم حدود واضحة بين الحق في النقد والاعتراض ومواجهة السياسات السعودية وصولاً الى القتال في سوريا، وبين عدم جواز تهديد استقرار الساحة اللبنانية وأمنها مع ما يتطلبه ذلك من «رقابة ذاتية» تمنع تجاوز المحرّمات واستباحة الكرامات، لاسيما عندما يتعلق الأمر بخصوصيات أو مقدّسات الآخرين.
ابدى نصرالله حرصاً على مواصلة الحوار الثئائي مع «تيار المستقبل» انما من غير استجدائه.. رفض قلب الطاولة مؤكداً الرغبة في استمرار الجلوس اليها، شدد على ضرورة حماية الحكومة، اعترض بشدة على استعمال اسلوب السبّ والشتم، وأكثر من ذلك دعا الى عدم استخدام الشارع في هذه المرحلة، حتى ولو من باب الاحتجاج السلمي والحضاري.
هي شبكة أمان متكاملة، تتقاطع مع حصيلة الاجتماع الذي عقد، أمس الاول، في عين التينة، بين الرئيس نبيه بري والرئيس سعد الحريري.
ولأن هذه الشبكة تحتاج الى صيانة مستمرة، فقد كان نصرالله مباشراً في مخاطبة المحازبين والمناصرين على حد سواء. حمّلهم مسؤولية منع او احتواء أي خلل مستقبلي على مستوى السلوك في الشارع، والخطاب عبر وسائل التواصل الاجتماعي، رافضاً أي نوع من انواع المغامرات الانفعالية والاجتهادات الشخصية في اتخاذ قرارات قد ترتب تبعات لا تُحمد عقباها، من نوع إحداث فتنة مذهبية.
بهذا المعنى، كانت معادلة «السيد» واضحة: قرار ادارة الشارع لنا.. ولا مجال للقبول بأي عبث في هذا المجال.
وفي مقابل رسائل الطمأنة الموجهة الى اللبنانيين، وجّه نصرالله رسائل شديدة اللهجة الى الرياض، فاصلا بين مقتضيات المحافظة على السلم الأهلي، وخيار الحزب في المضي حتى النهاية في مواجهة العاصفة السعودية. بل هو ذهب الى حد القول إن الخطاب الشهير الذي القاه مع مطلع الحرب السعودية على اليمن كان الأفضل في حياته.
ولعل نصرالله أراد من خلال إعادة انتاج أدبيات الصراع مع المملكة، في خطابه أمس، إبلاغ من يهمّه الأمر في الداخل والخارج ان الحزب ليس في وارد الخضوع للابتزاز او التراجع تحت الضغط. لكنه في الوقت ذاته، دعا السعودية الى خوض المعركة وجهاً لوجه، وعدم تدفيع الدولة اللبنانية او المغتربين ثمنها، مبدياً الاستعداد لتحمّل كلفة هذه المعركة مهما ارتفعت.
وقال نصرالله في الخطاب الذي القاه عبر شاشة «المنار» أمس إن «البعض يفترض أن «حزب الله» مضغوط ويريد قلب الطاولة، لكن اقول للعدو حتى ييأس وللخصم كي لا يخطئ والصديق كي لا يقلق، بأننا في وضع افضل على الصعيدين المحلي والاقليمي».
وأصرَّ على الحفاظ على الهدوء والطمانينة والسلم في لبنان، نافياً اي تحضير لـ7 أيار او لقمصان سود، او لأي توتير، مشدداً على انه لا مشكلة أمنية في لبنان ولا مؤشر للصدام.
وتمنى وقف القتال في سوريا واستمرار الهدنة والذهاب الى حل سياسي، ولكن تركيا واسرائيل لا تريدانه وربما اميركا. ودعا «برغم كل ما يجري بيننا وبين السعودية» الى تحييد لبنان.
وتابع: نحن لا ننوي الاستقالة من الحكومة، والبقاء فيها مصلحة وطنية. وأكد استمرار الحوار مع «المستقبل» وإن كنا لا نريد أن يمنّ علينا أحد به، ولا أن نمنَّ نحن على سوانا.
واعتبر أن «قطع الطرقات لا يكون إلا على الناس، هذا الاسلوب غير صحيح وغير مناسب». وطالب بردود افعال محسوبة حتى لا نبدو كأننا نطلق الرصاص على انفسنا «وأنا انهيكم عن النزول الى الشارع مهما حصل في الاعلام، ويجب ان نفتش عن ردود فعل حضارية تخدم اهدافنا لا اهداف العدو»، مشيرا الى ان اسرائيل وبعض الجهات في المنطقة، وخصوصاً السعودية، تريد الفتنة.
وشدد على ان الاساءة الى بعض الرموز الدينية خطيئة تؤذي المقاومة ووحدة المسلمين وصوابية المعركة.
وأشار الى ان السعودية غاضبة على «حزب الله» وهذا الموضوع ليس جديدا، لافتا الانتباه الى ان السيارات المفخخة التي انفجرت في لبنان كانت تدار من السعودية.
وتابع: لم يكن بإمكاننا السكوت عن المجازر في اليمن، وسنتابع الحديث عنها ولن نسكت. هذه هي جريمتنا، ولكنها جريمة نفتخر بها. وتساءل: هل يحق للسعودية ان تعاقب لبنان وجيشه وشعبه والمقيمين في الخليج على اساس ان حزبا اتخذ موقفا ضدها. هل العروبة والاسلام يجيزان طرد ضيوفها؟ ورأى انه «يمكنكم ان تفعلوا بنا ما ترونه لكن لا يحق لكم معاقبة اللبنانيين».
النهار :
على الشعار نفسه الذي اطلقه الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله لدى بداية تدخل الحزب في القتال في سوريا بدعوته الفريق المعترض على هذا التدخل الى "التقاتل في سوريا وتحييد لبنان"، مضى أمس في تصعيد حملته الحادة على المملكة العربية السعودية في مقابل اعتماده لغة التهدئة والطمأنة في الداخل الى حدود استنكار ما قام به انصاره "عفوياً" في الشارع في الايام الاخيرة.
ووقت كان الرئيس سعد الحريري يرى ان "التاريخ لن يرحم حزب الله لتدخله ضد ابناء الشعب السوري الذي شكل جريمة بحق هذا الشعب وبحق لبنان"، شدّد السيد نصرالله هجماته على السعودية الى حدود اتهامها "بادارة السيارات المفخخة التي انفجرت في الضاحية الجنوبية والبقاع"، داعياً اياها الى "تصفية حسابها مع حزب الله وليس مع جميع اللبنانيين". أما في الموضوع الداخلي، فنفى ان يكون لبنان على حافة حرب أهلية مؤكداً ان الحزب "ليس في وارد قلب الطاولة أو القيام باي شيء يعكر السلم الاهلي". كما نفى أي علاقة للحزب بالتحرك الاخير في الشارع واستنكر الاساءات الى بعض الرموز الاسلامية وشدد على ان "بقاء الحكومة هو مصلحة وطنية". كذلك أكد استمرار الحزب في الحوار الثنائي مع "تيار المستقبل".
واذا كانت حركة الرئيس الحريري أمس تركزت في جانب أساسي منها على الدفع نحو تأمين مشاركة كثيفة للنواب في الجلسة الـ36 لمجلس النواب اليوم لانتخاب رئيس للجمهورية، فان احتواء آثار ما شهدته شوارع بيروت في الأيام الأخيرة لم تغب عن هذه الحركة إذ التقى الحريري وفداً من جمعيات العائلات البيروتية وكرر دعواته الى عدم الانجرار الى محاولات اثارة الفوضى والفتنة. كما ان "كتلة المستقبل" النيابية اتهمت "حزب الله" باعداد "العراضات الأمنية المركبة وادارتها مستنداً الى سلاحه غير الشرعي وهيمنته ورهبته بالتوازي مع الحملة التي يشنها للاساءة الى علاقات لبنان مع الاشقاء العرب".
وعلمت "النهار" ان القراءة الاولية لخطاب نصرالله تشير الى انه أحدث قطيعة في الداخل مع عدد من الأطراف وتسبب بالاحراج لحلفاء نصرالله على رغم انه بدأ بكلام هادئ لطمأنة الجميع، ومن ثم قال "الامر لي" في الحرب على السعودية. وفي هذا السياق صرّح النائب مروان حمادة لـ"النهار": "أن الخطاب ألقيّ في لبنان لكنه خطاب غير لبناني وضد مصلحة لبنان".
وفي المقابل، أبلغ مطلعون على لقاء الرئيسين نبيه بري والحريري مساء الاثنين لـ"النهار" انهما أكدا تثبيت الحوار بين "حزب الله" و"تيار المستقبل" واستمراره وان جولاته ستستكمل في 16 من الجاري ولا تعديل في جدول أعماله.
وشدّد بري والحريري بحسب المطلعين على حماية الوضع الأمني وضبط الشارع من اي تجاوزات واستكمال الاجراءات الأمنية التي اتفق عليها سابقاً. وكانت قد بوشرت في بيروت والمناطق ومنع تكرار العراضات.
وأظهر بري اصراراً شديداً على استمرار الحوار قائلاً ان "البديل منه هو الشارع وهذا ما لا يريده أي طرف". ولم تكن للقاء بري والحريري علاقة مباشرة بجلسة انتخاب رئيس للجمهورية اليوم.
الرسالة مبدئية
وتوقعت مصادر نيابية ان يتوافر في الجلسة النيابية اليوم نصاب يتجاوز النصف زائداً واحداً، لكن نصاب الثلثيّن غير متوافر. ويتوقع ان تتسم الجلسة بحضور كثيف لنواب 14 آذار في ما وصف بانه موقف مبدئي حازم سترتسم على أساسه دلالات بارزة على صعيد الخط البياني للأزمة الرئاسية اذ ستثبت قوى 14 آذار التزامها اللعبة الديموقرطية والدستورية مع القوى الأخرى التي ستحضر الجلسة، في حين ان غياب المرشحين الأساسيين لقوى 8 آذار مع القوى المقاطعة سيرمي حجراً معنوياً ثقيلا في خانة قوى التعطيل وخصوصاً بعدما ذهب ركنان اساسييان في قوى 14 آذار الى ترشيح كل من النائب سليمان فرنجية والعماد ميشال عون. واستبق الرئيس الحريري مشاركته في الجلسة مكرراً دعوته النواب الى النزول الى البرلمان، وتوجه مباشرة الى النائب فرنجية قائلاً: "أفضل ان تكون موجودا لأننا سننزل الى البرلمان من أجل ذلك".
ولكن فرنجية رد قائلاً: "سعد الحريري في القلب ولكن لن أنزل غداً (اليوم) الى المجلس". وأكد عقب زيارته مساء النائب السابق فريد هيكل الخازن ان الرئيس الحريري "على حق في طرحه وأنا أؤيده، لكنني متمسك بحقي الدستوري في عدم النزول لان من شأن نزولي ان يعقد الموضوع الرئاسي". وشدد على انه لن ينزل الى المجلس "الا بالتنسيق مع حلفائي في فريق 8 آذار".
المستقبل :
إذا كانت جلسة اليوم الرئاسية ستخلف بطبيعة الحال سابقاتها في استمرار حالة العقم والإحجام عن انتخاب الرئيس العتيد للجمهورية، غير أنها في الشكل والجوهر ستكون على قدر كبير من التمايز والامتياز عمّا سبقها من جلسات ربطاً بما ستسجله من حضور نيابي أكثري يُعبّر عن تعاظم الحاجة الوطنية إلى وضع حدّ للشغور في مقابل غياب نيابي أقلّي معبّر عن التمادي في سياسة التعنت والاستئثار لدى الفريق المُمسك بخناق الرئاسة الأولى تحقيقاً لمصالح فئوية ورغبات شخصانية تمجّد التعطيل وتنتهجه عند كل مفترق واستحقاق دستوري من دون أدنى التفاتة إلى تداعياته المدمرة وانعكاساته الكارثية على مصير الوطن وأبنائه. باختصار ستعكس جلسة الثاني من آذار اليوم تشخيصاً واقعياً للأزمة الرئاسية القائمة بحيث سيشهد اللبنانيون ومعهم العالم على حضور أكثرية نيابية جاهزة لإنجاز الاستحقاق في مقابل مقاطعة أقلية نيابية مانعة لتأمين النصاب ومعرقلة لإتمام الانتخاب.
وعشية الجلسة، أبدى الرئيس سعد الحريري تفاؤله بحصول تطورات إيجابية في ملف الاستحقاق الرئاسي على الرغم من التعطيل والتعقيدات الحاصلة راهناً، مجدداً مناشدة كافة الكتل النيابية «النزول إلى المجلس وتأدية واجبهم الدستوري». أما على ضفة المرشحين، فقد أيّد المرشح سليمان فرنجية دعوة الحريري باعتبارها دعوة وطنية محقّة، وعبّر إزاء ذلك عن الأسف لاضطراره إلى عدم المشاركة في الجلسة مراعاةً لحلفائه مفضلاً المراهنة «على الوقت»، وقال إثر زيارة لافتة في دلالاتها الكسروانية خصوصاً والمسيحية عموماً لدارة النائب السابق فريد هيكل الخازن أمس: «أنا ضد عدم النزول إلى المجلس لانتخاب رئيس وأتمنى الاحتكام إلى المنافسة الديموقراطية فأنا مرشح ولا يجوز أن أقاطع جلسات الانتخاب لكن مشاركتي قد تزيد الأمور تعقيداً»، وإذ تمنى إعطاء الأمور مزيداً من الوقت، أردف فرنجية: «علينا عدم حرق المراحل وأؤكد أنّ المستقبل سيكون للرئيس الحريري ولنا ولكل الناس «الأوادم» في البلد». ورداً على سؤال، رفض فرنجية اعتبار اتفاق النائب ميشال عون والدكتور سمير جعجع بمثابة اتفاق «كل المسيحيين»، واكتفى بالقول: «لولا تبنّي الرئيس الحريري ترشيحي لما اتفقوا».
وفي المقابل، لاحت من «الرابية» بوادر تصعيد مقبل على الساحة الرئاسية في ضوء ما جاء في بيان اجتماع تكتل «التغيير والإصلاح» أمس لجهة تلويح مذيع البيان الوزير السابق سليم جريصاتي بأنه بعد جلسة اليوم سيكون هناك «كلام مباح آخر» يعتزم عون قوله «في مواقيته».
الحريري
وكان الحريري قد شدد من السرايا الحكومية إثر لقائه رئيس مجلس الوزراء تمام سلام على أن من لا يريد المشاركة في جلسة انتخاب الرئيس «هذا شأنه لكننا سننزل لنؤكد حضورنا في هذه الجلسة لأن انتخاب رئيس للجمهورية بالنسبة إلينا هو مفتاح كل المشاكل التي نواجهها».
وبينما أكد العمل مع سلام لحل موضوع أزمة النفايات، وأعلن رداً على أسئلة الصحافيين الاستمرار في الحوار الثنائي في عين التينة مع «حزب الله»، عاد الحريري فأكد مساءً من بيت الوسط أمام وفد موسع من اتحاد جمعيات العائلات البيروتية على ضرورة عدم الانجرار وراء محاولات إثارة الفوضى والفتنة، منوهاً بأهمية ما تضمنه البيان الصادر عن اجتماعه برئيس مجلس النواب نبيه بري أول من أمس من توجهات تشدد على درء الفتنة ومواجهة المخلين بالنظام العام، وقال: «سأبذل المستحيل لحماية لبنان، هناك مواقف نتخذها في الوقت المناسب ونواجه بالوسائل السياسية والديموقراطية لأننا مع الحفاظ على البلد ونتصرف بحكمة وعدم تهور».
كذلك تطرق الحريري خلال استقباله وفداً موسعاً من رؤساء بلديات ومخاتير منطقة عكار الدريب إلى موضوع الحوار لافتاً الانتباه إلى أنه «يحصل مع الخصوم»، وقال: «صحيح أن الحوار في مرحلة من المراحل يتعثر، ولكن في النهاية سيصل إلى نتيجة إذا كان الهدف مصلحة البلد. أنا من مدرسة رفيق الحريري الذي كان يحاور الجميع في كل الظروف ولم يقاطع أحداً، ونحن عندما نحاور «حزب الله» نقول الأمور كما هي ونتمسك بثوابتنا وكل ذلك في سبيل حماية لبنان والاستقرار الوطني ومنع أي جهة من الانزلاق بالبلاد نحو الفتنة».
الديار :
فنّد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله مؤمرات المملكة العربية السعودية واتهمها بالوقوف وراء تفجير الحروب في اليمن والعراق وسوريا وليبيا ومحاربة اللبنانيين مؤكداً أن زمن السكوت عن الاجرام السعودي في اليمن والساحات العربية انتهى وسأل السيد نصرالله بأي معيار يحق للسعودية التي تتعامل هكذا في اليمن وسوريا والعراق والبحرين ان تتعامل هكذا مع لبنان.
وخاطب السيد نصرالله حكام السعودية بالقول «افعلوا ما شئتم ولكن ماذا تريدون من الناس والدولة والجيش وحلفائنا». وقال «اذا كان هناك من مجرم فأنا المجرم من وجهة نظركم، فلماذا معاقبة اللبنانيين والجيش وبأي ميزان اخلاقي او شرعي يحق للسعودية ان تتعامل مع اللبنانيين بهذه الطريقة المهينة». واضاف «السؤال من الناحية العربية والاسلامية والانسانية هل العربي هو من يسحب هبة قدمها او يطرد ضيوفه»..
وانتقد السيد نصرالله بعنف الدور السعودي في اليمن وما تقوم به وقال «أشرف شيء قمت به في حياتي هو الخطاب الذي القيته في اليوم الثاني من الحرب السعودية الوحشية على اليمن» واشار الى ان «الشعب اليمني شعب مظلوم تجاوز بمظلوميته الشعب الفلسطيني واليوم لا يوجد مظلومية كمظلومية الشعب اليمني».
وقال السيد نصرالله: «من يريد ان يسكت فليسكت لكن نحن في كل الاعتبارات والموازين وحتى بالمصلحة الوطنية اللبنانية لم يكن من الممكن ان نسكت عن الجرائم التي ترتكبها السعدوية في اليمن ولن نسكت وسنكمل».
وتابع السيد نصرالله «السعودية غاضبة من حزب الله وهذه المعركة ليست جديدة، وهي مستمرة منذ العام 2005» واتهم السعودية بالقول «السيارات المفخخة التي كانت ترسل الى بعض المناطق اللبنانية كانت تدار من السعودية ولدي أرقام الهواتف».
واشار الى ان المملكة السعودية تريد من الحكومة والقوى السياسية واللبنانيين والمقيمين والمغتربين مواجهة حزب الله ومقاتلة حزب الله حتى يتراجع الحزب عن موقفه لكننا لن نتراجع.
وقال «الهبات السعودية توقفت منذ اكثر من سنة، والآن هناك مشكلة سعودية مع حزب الله فاعلنت عن وقف الهبات وحملت حزب الله المسؤولية»، واشار الى ان «المناخ السعودي التصعيدي مستمر، والبعض من قوى 14 آذار يأمل بعاصفة حزم لبنانية على أساس ان عاصفة الحزم اليمنية حققت انتصاراً».
واشار بوضوح «الجميع يعرف الهبات توقفت منذ وفاة الملك السعودي عبدالله وليس بسبب موقفنا».
وفي الموضوع اللبناني كان السيد واضحاً مع الجميع رافضاً التهويل او أي مساعدة من احد، وكل ما نريده ان لا يتم طعننا في الظهر ونحن من اشد الحريصين على مصلحة لبنان وشعبه واستقراره وسلمه الاهلي والحوار والحكومة، منتقداً عمليات التهويل التي تعودنا عليها وهذا لا يدفعنا الى التراجع عن مواقفنا، نافياً كل التهم التي يسوقها البعض ضد حزب الله، وكل ضغوط العالم والحملات علينا لن تدفعنا الى تغيير مواقفنا في سوريا والعراق واليمن.
وقال: نحن اقوياء ومرتاحون ونحن في افضل وضع منذ 5 سنوات الى الآن، لسنا «مضغوطين» ونحن حريصون على الاستقرار والامن والسلم الاهلي. واكد «ليس لدينا 7 ايار وليس هناك «قمصان سود» وشدد على انه ليس هناك مشكلة امنية في لبنان والبلد ليس على حافة حرب اهلية وكل هذا تهويل لا أساس له من الصحة. وقال السيد: في اصعب الظروف نحن دعينا الى تحييد لبنان ومن يستطيع قلب الطاولة على حزب الله في لبنان فليفعل لكن نحن لا نريد قلب الطاولة على احد»، ودعا جمهور المقاومة الى عدم الاصغاء الى هذا الصراخ والتهويل لان هذا الخطاب تعودنا عليه منذ سنوات، واكد على ان حزب الله لا ينوي الاستقالة من الحكومة، لكن لا احد «يربحنا جميلة» بالبقاء في الحكومة، وهذه حكومتكم ونحن شركاء لكم فيها وبقاؤها مسؤولية وطنية.
وشدد على استمرار الحوار الثنائى والحوار الوطني لكن لا احد يمن علينا في هذا الموضوع، وقال: هناك احتمال بأن يكون لدى احد ما في لبنان خشية من اجراء الانتخابات البلدية في لبنان ويريد ان يوتر الوضع الامني، واكد السيد نصرالله ان ما عرض علىMBC هو مستوى متدن وهو دليل ضعف، واشار الى ان خلفية التحرك في الشارع محبة ولكن هذا الاسلوب غير صحيح وغير مناسب وربما هناك اختراقات. واكد لا حاجة للنزول الى الشارع ونطلب منكم ان لا تنزلوا مهما حصل من برامج.
وكشف بان اسرائيل والسعودية تريدان فتنة سنية ـ شيعية في لبنان وهل المطلوب منا خدمتها، واشار الى ان الاساءات لبعض الرموز الاسلامية كبيرة وهذا الامر خطيئة ومن يقوم بهذه الافعال يسيء الى اهله ودينه، وعدا اسرائىل من يريد الفتنة.
واضاف: «ما يقال بأن حزب الله يسيطر على الدولة «نكتة» وهناك احزاب تأثيرها في قرار الحكومة اكبر منا».
وخاطب السيد الجميع «لا نطلب من اي حليف ان يحرج نفسه في اي كلمة او موقف، وحزب الله جدير بالمعركة لوحده، وفي هذه المعركة لا نطلب اي شيء من احد.
ـ بري: لحظة الحسم لم تأت بعد ـ
اما على صعيد جلسة رئاسة الجمهورية الـ37 لن تحمل جديداً، وحضور سعد الحريري ربما يبدل في المشهد دون اي تعديل في النتيجة رغم مناشدة الحريري للنائب سليمان فرنجية بالنزول الى الجلسة لاننا سننزل الى البرلمان من اجله.. وفي المعلومات ان النائب فرنجية رغم انه مرشح لكنه لن يشارك.
وابلغ الحريري عبر الوزير السابق يوسف سعاده انه لن يحضر الجلسة اذا لم يحضر نواب حزب الله وبالتالي النصاب لن يكتمل.
الجمهورية :
تدخُل البلاد مرحلة جديدة من التهدئة الأمنية، بعد تأكيد الرئيس سعد الحريري والأمين العام لـ»حزب الله» السيّد حسن نصرالله ضرورةَ ضبط الشارع ومنعِ الانفجار الأمني، فيما برز إصرار الرَجلين على استكمال الحوار الثنائي والحِرص على بقاء الحكومة. وفي حين سَلك ملفّ الشارع طريقَه نحو الحلّ، يبقى ملفّ رئاسة الجمهوريّة معلّقاً، في انتظار وصول «كلمة السرّ» أو حدوث صدمة داخلية تستعجل الحلّ وسط دعوات بكركي وفريق «14 آذار» المرشّحَين، رئيس تكتّل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون، ورئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجيّة، للنزول إلى الجلسة والانتخاب ديموقراطياً. وقد بَرز أمس تعيين مدير مكتب قائد الجيش، العميد الركن كميل ضاهر مديراً لمخابرات الجيش، ممّا يدلّ على ثبات المؤسسة العسكريّة واستعدادها وجهوزيتها لمواجهة التحديات. يستمرّ الاستحقاق الرئاسي رهينة المراوحة الفعلية، إذ إنّ كلّ المساعي لإقناع المرشّحين بالنزول إلى جلسة اليوم فشلت، فيما يبدو أنّ الأفق مسدود، وسط غياب أيّ مؤشّر يدلّ إلى قرب انتخاب الرئيس العتيد.
وتتوزّع الاهتمامات اليوم بين المجلس النيابي الذي تسجّل روزنامته الجلسة 36 بلا رئيس، والاتصالات السياسية، خصوصاً بعدما أكّد تكتّل «التغيير والإصلاح» أنّ هناك كلاماً آخر بعد الجلسة، وبكركي التي يترَأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي اجتماع مجلس المطارنة الموارنة، الذي يتزامن مع جلسة الانتخاب، وعيد البطريرك الأوّل للموارنة مار يوحنا مارون في 2 آذار.
الحريري وفرنجيّة
وعلى خطّ الترشيحات، أوضَح الرئيس الحريري بعد زيارته رئيس الحكومة تمام سلام، أنّ «النائب سليمان فرنجية قد لا يشارك في جلسة انتخاب الرئيس، وهذا شأنه، لكنّني أفضّل أن يكون موجوداً، لأننا سننزل إلى البرلمان من أجله». وأكّد «أنّنا سنكمل الحوار مع «حزب الله».
ولم يتأخّر ردّ فرنجيّة، إذ قال مساءً، «الرئيس سعد الحريري في القلب، لكن لن أنزل غداً (اليوم) إلى جلسة مجلس النواب المخصّصة لانتخاب رئيس للجمهورية». واعتبَر أنّ «العماد عون والدكتور جعجع اتّفقا في الـ 1988 واختلفا في الـ 1989 وهما لا يمثّلان كلّ المسيحيين».
كرم
وفي حين تعثّرَت محاولات إقناع كتلتَي «المردة» و»التغيير والإصلاح» بالنزول الى جلسة الانتخاب، أكّد عضو كتلة «المرده» النائب سليم كرم لـ»الجمهوريّة» أنّ الكتلة «لن تشارك في جلسة انتخاب الرئيس اليوم، لأنّ فرنجيّة قال إنّه لن ينزل الى الجلسة من دون «حزب الله»، وعندما يأخذ قراراً يلتزم به، لأنّه وفيٌّ لحلفائه».
وأوضَح كرم أنّ «مبادرة الرئيس سعد الحريري القاضية بترشيح فرنجيّة مهمّة، لكنّها تحتاج إلى متابعة، وقد سبّبت ردّات فعل عند الكثيرين، ولعلّ أبرزها إقدام رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع على ترشيح عون»، موضحاً أنّ «فرنجية لن يقبل أن يُنتخب رئيساً حتى لو استطاع تأمين النصاب من دون توافُق الجميع، لأنه لن يكون رئيس تحَدّ لأحد»، لافتاً إلى أن «الحريري لم يقدِم على ترشيح فرنجية لو لم يكن يحظى بدعم سعودي وأميركي». وقال إنّ «الاتصالات واللقاءات مع «التيار الوطني الحر» مستمرّة».
وأشار إلى أنّ «ملفّ الرئاسة لم يعُد مرتبطاً بالداخل، وقد دخلت عليه عوامل إقليمية عدة، ويحتاج الى توافق دولي وإقليمي، وأهمّها حصول تفاهم بين الرياض وطهران».
«التغيير والإصلاح»
وعشية الجلسة، رأى تكتّل «التغيير والإصلاح» أنّ «المناوارات كافّةً انتهَت إلى الفشل، والمقصود طبعاً هو عدم تحقيق أيّ خَرق من الذين لا يَرغبون في رئيسٍ قويّ وفقاً للمعايير الديموقراطيّة والميثاقيّة».
وقال بعد اجتماعه برئاسة العماد عون: «لنا كلامٌ آخر بعد جلسة الغد (اليوم)، في حين يُسجَّل إخفاق تلوَ الإخفاق بهدف سَلقِ هذا الاستحقاق المحوري والمفصلي والميثاقي بامتياز، الذي يَعنينا جميعاً.
إنّ الكلام المُباح في مواقيته عند العماد ميشال عون، الصابر على الصفة، والقدرة، والميثاق والمقارنات التي لا تصحّ في كلّ المعايير. لا تجوز المساومات في الحقوق الميثاقيّة والدستورية والقانونية ولن تمرّ، لن يبقى تعطيل الميثاق من دون ردّ».
بكركي
وفيما تشهد الساحة المسيحية حركة مشاورات لم تؤدّ حتّى الساعة إلى جمعِ الأقطاب المسيحيين الأربعة، أو نجاح الوساطات لعقد لقاء أو حوار بين عون وفرنجيّة، أكّدَت أوساط قريبة من بكركي لـ«الجمهورية» أنّ «الوضع الذي وصَلت إليه البلاد سيّئ جدّاً، خصوصاً مع ذهاب كلّ وعود القوى السياسية بقرب انتخاب الرئيس أدراج الرياح».
وسألت: «هناك مرشّحان من فريق واحد، فلماذا لا ينزلان إلى المجلس ويُنتخَب الرئيس بشكل ديموقراطي». وأوضَحت أنّ «الراعي يكثّف اتصالاته مع الخارج، لكنّ الخارج لا يفكّر بلبنان ولا يُدخله في سلّم أولوياته، فهل علينا أن ننتظر أكثر لتغرقَ البلاد بالفوضى والأزمات والنفايات؟».
صيّاح
من جهته، أشار النائب البطريركي العام المطران بولس صيّاح لـ«الجمهوريّة» أنّ «اجتماع مجلس المطارنة يتناول معظم القضايا المسيحيّة والوطنيّة»، واصفاً البيان الذي سيخرج به المطارنة بـ«المهمّ، نتيجة الملفات التي سيَطرحها».
وأوضَح صيّاح أنّ «محاولات الراعي واتصالاته لإيجاد حلّ لأزمة الرئاسة مستمرّة مع الداخل والخارج، خصوصاً في مجال محاولة الجمع بين الزعماء الموارنة عموماً وبين العماد عون والنائب فرنجية خصوصاً».
شمعون: الزعامات الحاليّة «ما إلها عازِي»
وفي المواقف النيابية عشيّة الجلسة، دعا رئيس حزب «الوطنيين الأحرار» النائب دوري شمعون «المرشّحين إلى رئاسة الجمهوريّة للنزول إلى الجلسة.
وقال لـ«الجمهورية»: «على المرشّح أن يكون لديه الهمّة لينزل إلى المجلس للإدلاء بصوته، ولا نفهَم كيف أنّ شخصاً يطرَح نفسه مرشحاً رئاسياً ويقاطع». وأضاف: «كلّ ما يحصل لا «أقبضُه جدّ»، وكلّ الترشيحات والحركة الرئاسيّة لن تؤدي إلى نتيجة لأنها غير صادقة، والنيّات لم تصفُ بَعد».
وأشار الى أنه «لو كان الرئيس كميل شمعون موجوداً لَما حصَل كلّ هذا الاستهزاء والاستخفاف بالرئاسة، لكنّ الزمن تغيَّر، والدوَل والعلاقات الخارجية تبدّلت ولم تعُد تنفَع كلمة لو»، مبدِياً أسفَه «لِما وصلت إليه الزعامات المارونية»، معتبراً أنّ «الزعامات الحاليّة ما إلها عازي».
وتمنّى شمعون أن «يَجترح مار مارون أعجوبة، ويَنزل النواب الموارنة أوّلاً إلى الجلسة وجميع نواب لبنان من أجل انتخاب رئيس للجمهورية».
نصرالله
وفي ملف العلاقات اللبنانية السعوديّة وموقف «حزب الله» من التطورات، رأى الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله أننا دخلنا مرحلة جديدة من الصراع السياسي والإعلامي في لبنان بسبب الحملة السعودية ضدّنا»، معتبراً أنّ «السعودية تذرّعت باعتبارات أمنية لدعوة رعاياها إلى المغادرة، في وقتٍ كانت حجّتها سياسية في البداية». واعتبَر أنّ «الهبة السعودية المقدّمة إلى الجيش اللبناني أوقِفت منذ وفاة الملك عبد الله، ولم تتوقّف بسبب مواقفنا من السعودية».
ورأى أنّ «السعودية تتصرّف مع لبنان بطريقة مهينة، فالسعودي يحاول الضغط على اللبنانيين لإسكاتنا، ونحن لم نسكت ولن نسكت، ووصَلنا الى محلّ لا يسَعنا السكوت. وسأل: «هل يحقّ للسعودية أن تعاقب لبنان والدولة والجيش والمقيمين اللبنانيين في الخليج لأنّ هناك حزباً لبنانياً يأخذ موقفاً ويَرفع الصوت»؟
وأكّد نصرالله «حِرص «حزب الله» على الأمن والهدوء والاستقرار في لبنان»، مشيراً إلى أن «لا مشكلة أمنية في لبنان، ولسنا على حافة حرب أهلية، وما يتردد عن «7 أيار» و «قمصان سود» غير صحيح أبداً».
وقال نصر الله إنّ «هناك مصلحة وطنية في استمرار الحوار الثنائي مع «المستقبل»، ومَن يستطع أن يقلبَ الطاولة على «حزب الله» فليَفعل، أمّا نحن فنريد أن نبقى حول الطاولة للحوار، ولا أحد يقدر أن يمنّ علينا أنّه يتحاور معنا»، معتبراً أنّ «بقاء الحكومة مصلحة وطنية ولا نَنوي الاستقالة منها».
ورأى أنه «لا حاجة للنزول إلى الشارع، ومهما حصل يجب أن نفتش عن ردود حضارية تَخدم أهدافنا»، معتبراً أنّه «مِن غير المناسب قطعُ الطرق، وردُّ الفعل يجب أن يكون مناسباً ومدروسا».
اللواء :
غطى الرصاص الذي ترافق مع إطلالة الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله عند الثامنة والنصف من ليل أمس، على دعوات التهدئة ونبذ الفتنة، وعدم تكرار 7 أيّار 2008، فضلاً عن وصف التعرّض للصحابة ورجالات الإسلام بأنه «خطيئة» محرماً الذي حصل ليل السبت - الأحد، باعتباره امراً ممنوعاً وغير جائز ويؤذي وحدة المسلمين، مع التأكيد على رفض اي تحرك في الشارع، نظراً لصعوبة الوضع ودقته، ولتفويت الفرصة على العاملين على الفتنة المذهبية بين السنة والشيعة.
ولاحظت مصادر نيابية ان التمسك بالسلم الأهلي وببقاء الحكومة والحوار الثنائي والحوار الموسع، قابلته مواقف بالغة التصعيد ضد المملكة العربية السعودية حيث كشف (أي نصر الله) ان حزبه قادر لوحده على مواجهة المملكة، معتبراً في موقف مفاجئ، انه «يفتخر» بالموقف الذي أعلنه ضد المملكة بعد «عاصفة الحزم» التي شنّها التحالف الإسلامي بقيادة السعودية لإعادة الشرعية إلى اليمن، واصفاً هذا الموقف بأنه «الاشرف» في عمره كلّه وأهم من حرب تموز عام 2006.
وبمحصلة الحملة ضد السعودية، أكّد نصر الله «اننا لن نسكت وسنظل مكملين»، الأمر الذي رأت فيه المصادر بمثابة صب الزيت على النار، معربة عن مخاوفها من ان يبقى الوضع الداخلي الذي وصفه نصر الله نفسه «بالحساس» في دائرة الخطر.
ومع ان نصر الله أكّد على التمسك بالسلم الأهلي وبكل ما من شأنه ابعاد الفتنة عن لبنان، فإن ازيز الرصاص ادرجته المصادر النيابية نفسها في سياق الضغط على الحوار.
والمواقف التي اعلنها نصر الله، ستكون موضع ردّ تفصيلي من قبل رئيس تيّار «المستقبل» الرئيس سعد الحريري اليوم، أثناء وبعد لقاءات واستقبالات في «بيت الوسط».
وكان الرئيس الحريري الذي زار السراي أمس وعقد محادثات وصفتها مصادر السراي الكبير «بالممتازة» مع الرئيس تمام سلام، تناولت الجلسة النيابية ذات الرقم 36 لانتخاب رئيس للجمهورية، والتي سيشارك فيها شخصياً، اليوم، فضلاً عن الجلسة الحكومية غداً التي يفترض ان تنهي ملف النفايات، في ظل تأكيد من الرئيس سلام ان لا مجال للمساومة أو التهاون في بت موضوع المطامر على ان تتحمل السياسية المشاركة في الحكومة المسؤولية.
وأكّد الرئيس الحريري من السراي الكبير اننا عندما نحاور حزب الله نتمسك بثوابتنا في سبيل حماية لبنان والاستقرار الوطني ومنع أي جهة من الانزلاق بالبلاد نحو الفتنة، معتبراً ان مشاركة النائب سليمان فرنجية في الجلسة النيابية اليوم أفضل «لاننا سننزل إلى البرلمان من أجله».
ولفت الرئيس الحريري خلال استقباله وفداً موسعاً من اتحاد جمعيات العائلات البيروتية برئاسة الدكتور فوزي زيدان، إلى ان ما حصل في الأيام الماضية من أعمال شغب وقطع طرق وحرق دواليب في بعض شوارع العاصمة يندرج في إطار محاولات لإثارة الفوضى والفتنة، وعلينا ان لا ننجر إلى أي محاولة من هذا النوع.
وإذ شدّد على أهمية ما تضمنه البيان الذي صدر عن اجتماعه بالرئيس نبيه برّي من توجهات تشدد على درء الفتنة، دعا إلى الاتعاظ مما يعانيه الحوار وجوب التزام حدود المصلحة الوطنية في مقاربة كل المشاكل القائمة، مضيفاً بأن هناك قرارات سياسية اتخذها من أجل مصلحة البلد قد لا تعجب البعض كالخيار الذي اتخذه في موضوع رئاسة الجمهورية، لكننا نضع أمامنا مصلحة لبنان، وكل القرارات التي نتخذها هي لإخراجه من حالة الفراغ والاهتراء جرّاء تعطيل انتخاب رئيس الجمهورية.
واعتبر ان تدخل «حزب الله» في الحرب السورية وضد أبناء الشعب السوري هو جريمة بحق الحزب نفسه، وبحق الشعب السوري وبحق لبنان، لافتاً إلى ان التاريخ لن يرحم، وفي النهاية سيسجل عقلانيتنا وكيف اننا نعمل لإنقاذ لبنان، قيما يذهب سوانا إلى القتال في سوريا والعراق واليمن، ويهدد أمن دول الخليج العربي.
خيارات سلام
إلى ذلك، أوضحت مصادر السراي لـ«اللــواء» حول ما أُشيع عن أن الرئيس سلام يتجه لتعليق جلسات الحكومة إذا لم تخرج الجلسة غداً بقرار واضح بشأن النفايات، أنه لا يوجد شيء إسمه تعليق جلسات.
لكن مصادر وزارية التقت رئيس الحكومة أمس، قالت أنها لمست منه وعوداً بحل أزمة النفايات اليوم الأربعاء، إلا أنه أبلغ هذه المصادر بأنه سيكون أمام خيارات كثيرة إذا لم يحلّ هذا الموضوع، لكنه لم يُحدّد طبيعة هذه الخيارات وإن كانت رجحت أن يكون من بينها الإستقالة.
وعن عدم ورود البند المتعلق بإحالة ملف ميشال سماحة إلى المجلس العدلي على جدول أعمال جلسة الغد الخميس قالت المصادر، إن هذا البند لم يكن مدرجاً على جدول أعمال الجلسة الماضية، رغم أنه من البنود المتراكمة، ولكن قد يكون السبب غياب الوزير المختص أي وزير العدل المستقيل أشرف ريفي.
من جهته أكد وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس لـ«اللواء» أن المشهد الحكومي يتوقف على المسار الذي سيسلكه إجتماع لجنة ملف النفايات اليوم، معلناً أن هناك خيارات ستبحثها اللجنة التي يفترض بها أن ترفعها إلى الحكومة لاتخاذ القرارات المناسبة.
وعن الخيارات التي يمكن أن يلجأ إليها الرئيس سلام، أوضح الوزير درباس أنه يمكن توقّع كل شيء من الرئيس سلام الذي لن يقبل أن يكون الواجهة التي تتعرّض لقصف الحجارة.
وفي ردّ على سؤال حول وجود أجواء تشاؤمية تتصل بعمل اللجنة، قال: «لا أجواء تشاؤمية والبحث مستمر داخل اللجنة».
ورأت مصادر وزارية لـ«اللواء» أن معظم المواضيع أضحت ثانوية أمام موضوع النفايات الذي يتطلّب بحثاً داخل مجلس الوزراء قبل أي موضوع آخر، مشيرة إلى أن الرئيس سلام يعقد سلسلة لقاءات قبيل الجلسة لتقييم الموقف النهائي، على أن المساعي هذه المرة تختلف عمّا سبقها، لا سيما أن الحكومة باتت في سباق مع الوقت، وأن المطلوب استنفاد جميع الوسائل لوضع الملف على السكة الصحيحة ودخول الأفكار الجدّية حيّز التنفيذ من دون «فيتوات» و«فيتوات» متبادلة.
الاخبار :
بصريح العبارة، قال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله للنظام السعودي: «لن نسكت عن جرائمكم. مشكلتكم معنا، لا مع الحكومة ولا مع الجيش، واجهونا نحن». وكشف نصرالله بأنه يملك أرقام الهواتف التي أديرت بها، من الرياض، عمليات تفجير السيارات المفخخة في لبنان في السنوات الثلاث الماضية
لم تثن الحملة السعودية على لبنان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عن مواقفه. بهدوء سعى من خلاله إلى طمأنة اللبنانيين إلى الوضع الأمني، أعاد الالتزام بموقفه من العدوان السعودي على اليمن، إذ قال إن خطابه في اليوم الثاني للعدوان هو أفضل ما قام به في حياته.
والخطاب الذي ذكره نصرالله، كان فاتحة عهد جديد من أداء حزب الله الإعلامي تجاه السعودية، عنوانه المواجهة والتخلي عن سياسة الصمت. هذه السياسة تحدّث عنها الأمين العام لحزب الله أمس، لافتاً إلى أن الحزب التزمها، رغم أن اعتداءات النظام السعودي على المقاومة وبيئتها ليست جديدة، مذكّراً بالموقف السعودي في حرب تموز 2006، وكاشفاً أن السيارات المفخخة التي كانت تنطلق من منطقة القلمون السورية نحو البقاع والضاحية في الأعوام الثلاثة الماضية، كانت تُدار من الرياض «ولديّ أرقام الهواتف». وأكّد نصرالله أن السعودية وإسرائيل تريدان فتنة بين السنّة والشيعة في لبنان، والحزب لن ينجرّ إليها، ولن يشهد «لا 7 أيار ولا قمصان سود». واستنكر السيد الهتافات التي أطلقها بعض المعترضين على فيلم قناة «ام بي سي» الساخر منه، وخاصة منها الهتافات المذهبية، مذكّراً بالفتاوى التي تُحرّم سبّ الصحابة والرموز الإسلامية. ودعا جمهور المقاومة إلى عدم الانجرار خلف ردود الفعل وقطع الطرق حتى لو كان هو (السيد نصرالله) المستهدف في نقد أو سخرية أو تهجّم.
واستهل الأمين العام لحزب الله كلمته بالتوجه بالتعزية والمواساة إلى «عوائل الشهداء، ومن بينهم الشهيد القائد علي فياض، الذين استشهدوا أثناء مساهمتهم في فك الحصار عن مدينة حلب» التي قطع تنظيم «داعش» الطريق إليها، قبل أن يستعيده الجيش السوري والمقاومة قبل يومين. وأعلن أنه سيتحدّث في الأيام المقبلة عن هذا الأمر بالتفصيل.
وفي شأن الأزمة السعودية مع لبنان، قال إن الاعلان السعودي عن وقف العمل بالهبتين إلى الجيش اللبناني «أدخل لبنان في مناخ من التوتر على الصعيدين الاعلامي والشعبي. منذ 19/2/2016، يوم إعلان وقف الهبات، دخلنا في مرحلة جديدة واضحة رافقها تصعيد سعودي. حصلت عدة أمور، من بينها توزيع بيانات مجهولة المصدر معروفة الخلفية تطلب من أهل السنّة في الضاحية الانتباه، وأن طريق الجديدة مستهدفة، وذهبت الى حد التمادي الاعلامي في هذا الامر». ورأى أن هدف هذه البيانات كان للعمل على الفتنة بين الشيعة والسنّة، إضافة الى إعلان السعودية منع سفر رعاياها الى لبنان لأسباب أمنية، منتقداً ذلك «لأن لا أسباب توحي بحصولها. أما الاعلام فأخذ مداه في تأجيج الفتنة والادعاء أن 7 أيار جديد سيحصل». وقال: «لنعترف بأن ردّ الفعل الشبابي على برنامج (أم بي سي) ساعد في إثارة المخاوف والقلق في الاوساط الشعبية اللبنانية». وأصرّ على الحفاظ على السلم في لبنان، نافياً أي إعداد لـ7 أيار ولا لـ»قمصان سود»، أو لأي توتير.
وتمنى وقف القتال في سوريا واستمرار الهدنة والذهاب الى حل سياسي، «ولكن تركيا وإسرائيل لا تريدانه، وربما أميركا، ولكن رغم كل ما يجري بيننا وبين السعودية يجب تحييد هذا البلد، بما فيه النزول الى الشارع». ورفض الادعاء أن «حزب الله يريد قلب الطاولة، لأننا نريد التواصل حولها، ولكن من يريد أن يقلبها فليتفضل». وأكد «اننا لا ننوي الاستقالة من الحكومة، والبقاء فيها مصلحة وطنية، رغم أنها حكومتكم»، مؤيداً استمرار الحوار مع تيار المستقبل، «لأن المصلحة في الحوار بمعزل عن نتائجه».
وتعليقاً على التحركات في الشارع استنكاراً للفيلم الذي استهدفه، رأى نصرالله أن «هذا الاسلوب غير صحيح وغير مناسب». وطالب مسؤولي حزب الله بتوعية الشبان الذين شاركوا في التظاهرات، والطلب إليهم عدم تكرارها، مستنكراً الدعوات إلى التظاهر أمام السفارة السعودية، لأن ذلك يعرّض البلد لخطر الفتنة، «ويخدم قتلة الشيخ النمر الذين أعدموه لإشعال فتنة سنية ــ شيعية». ووصف التعرّض بالشتم للرموز الدينية الإسلامية بـ»الخطيئة والعيب والحرام وغير الجائز ويؤذي المقاومة ووحدة المسلمين وصوابية المعركة»، مذكّراً بفتوى السيد علي الخامنئي بحرمة شتم الرموز الدينية، «إضافة الى ذلك، فإن من يشتم إنما يسيء الى الدين والمسلمين ومقدساتهم، وهذا يخدم إسرائيل والسعودية». ورأى أن «هذا الاسلوب إنما هو أخطر طريقة لتأجيج الفتنة في ظل إعلام مفتوح».
ولفت إلى أن تجميد العمل بالهبتين السعوديتين إلى الجيش تم بعد وفاة الملك السعودي السابق عبدالله بن عبدالعزيز، «ولكن في ظل أزمة مع حزب الله ذهبت السعودية الى وقف الهبات وتحميل المسؤولية لحزب الله، واختاروا التوقيت كي يحمّلونا المسؤولية. وما استجدّ هو تهديدات السعودية بالقيام بإجراءات جديدة بعد وقف الهبات والطلب الى رعاياها عدم المجيء الى لبنان ومغادرته، إضافة الى تبرّع البعض بتقديم اقتراحات للسعودية للقيام بها، مثل وقف رحلاتها الجوية، وخفض المستوى الدبلوماسي وسحب الودائع وطرد اللبنانيين من السعودية». وأضاف: «فتحوا معركة عروبة لبنان والهوية العربية، وما الذي تغيّر؟ وهل شعرتم بأن عروبة لبنان مهددة؟». ودافع عن موقف وزير الخارجية جبران باسيل في مجلس وزراء الخارجية العرب ومؤتمر القمة الإسلامية، لافتاً إلى أن الهجوم على باسيل يأتي في سياق «الضغط على حليفنا».