أكد الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله أنه "منذ أن أعلنت السعودية عن ايقافها للهبات المفترضة للجيش، بدأت في لبنان والمنطقة حملة سياسية واعلامية واسعة جدا، وشهدنا تصعيدا ان من جهة السعودية وبعض دول الخليج أو من جهة بعض الجهات السياسية في لبنان، ونتيجة التصعيد الاعلامي والسياسي والخطابات والمؤتمرات ونحن نعلق بالحد الأدنى، لكن هذا الامر أدخل لبنان في مناخ من التوتر الشديد على المستوى السياسي والاعلامي والشعبي مما أدى الى بروز مخاوف كبيرة عند اللبنانيين والمقيمين في لبنان".

  وفي كلمة تلفزيونية له، اوضح نصر الله أنه "انتشرت شائعات كثيرة، وقامت بعض المحطات السعودية بتقديم برامج مهينة فحصلت تطورات في الشارع. منذ 19/2/2016 تاريخ وقف الهبات دخلنا مرحلة جديدة من الصراع السياسي الاعلامي من قبل السعودية".

  ولفت الى أنه بعد المناخ التصعيدي من السعودية، الفريق السياسي الاخر "قامت قيامته" من تحركات ووفود شعبية وتصعيد واثارة، حيث وزعت بيانات مجهولة المصدر معلومة الخلفية عن نوايا "حزب الله" الدخول الى بعض المناطق وأن طريق الجديدة مستهدفة، وتم تلقف مضمون هذه البيانات عبر المواقع الالكترونية وحصل قلق الى حد أن الجهات الامنية أضطرت الى أن تسأل، معتبراً ان البيانات يرتفع منها بقوة صوت الفتنة بين الشيعة والسنة.

  وأشار الى أن السعودية وبعض دول الخليج منعت سفر رعاياها الى لبنان وطلبت من رعاياها مغادرة لبنان وتحدثت عن اعتبارات أمنية، ولا يوجد أي معطى من هذا.

  ورأى نصر الله أنه لا شك أن حراك الشباب ورد الفعل على برنامج الـMBC  ساعد على اثارة المخاوف والقلق بالاوساط اللبنانية، مشيراً الى أنه "بالنسبة لـ"حزب الله" فنحن أقوياء ومرتاحون ونحن في أفضل وضع منذ5 سنوات الى الآن، لسنا مضغوطين، ونحن حريصون على الاستقرار والامن والسلم الاهلي".

  ورأى أنه عندما تلجأ بعض وسائل الإعلام إلى هذا المستوى المتدني فهذا دليل ضعف، ويمكن لمن يريد أن يخوض معركة إعلامية ضدنا، لكن هذا المستوى يدل على ضعف، لافتاً الى أن هذا المستوى لا يستحق التعليق ولا الرد ويعبر عن ضعف الجانب الآخر والعجز في خياراته، معتبراً أن ما حصل في الشارع رد فعل عفوي من بعض المواطنين، وهم محبين وصادقين ولكن ربما يكون هناك إختراقات، لكن في الخلفية محبة ولكن هذا الإسلوب غير صحيح وغير مناسب

  ولفت الى أنه "من يستطيع قلب الطاولة على "حزب الله" في لبنان فليفعل لكن نحن لا نريد قلب الطاولة على أحد، وأنا أدعو جمهورنا إلى عدم الإصغاء إلى هذا الصراخ والتهويل لأن هذا الخطاب تعودنا عليه منذ سنوات".

  وفي موضوع الحكومة، أكد نصر الله "أننا لا ننوي الإستقالة لكن لا أحد يربحنا جميلة بالبقاء في الحكومة، وهذه حكومتكم ونحن شركاء لكم فيها وبقائها مسؤولية وطنية"، مشدداً على أن "هناك مصلحة وطنية في استمرار الحوار الثنائي مع "تيار المستقبل" والحوار الوطني، لكن لا أحد يمن علينا بهذا الموضوع".

  واعتبر أن "هناك إحتمال بأن يكون لدى أحد ما في لبنان خشية من إجراء الإنتخابات البلدية في لبنان ويريد أن يتوتر الوضع الأمني لكي يقول أن الوضع الأمني لا يساعد على إجراء الإنتخابات ومن ثم يبحثون عن فتوى لمعالجة هذا الأمر وأنا أريد أن أحذر اللبنانيين من هذا الأمر"، مشيراً الى أنه على الناس أن تطمئن هناك خطابات ذات صقف عالي لكن لا أكثر وعلى العالم أن تكون مرتاحة.

  ومن جهة أخرى، توجه نصر الله الى الشباب الذي تحركوا في الشارع على خلفية فيديو الـ"MBC"، مؤكداً أنه "لا حاجة إلى النزول إلى الشارع وأطلب منكم أن لا تنزلوا مهما حصل من برامج أو كلام يستهدفني أو يستهدف "حزب الله"، ويجب أن نفتش عن ردود فعل مجدية ومدروسة تخدم أهدافنا ولا تخدم أهداف العدو"، مشيراً الى أن "إسرائيل والسعودية وجهات أخرى يريدون فتنة سنية شيعية في لبنان، وهل المطلوب منا خدمتها؟ البعض قد يقول أن الحزب لا يطلب لأنه محرج فلنبادر، ولكن أي تحرك يحتاج إلى تنسيق"، مشدداً على انه "ليس مقبول الإجتهاد في هذا الأمر وإذا جاء يوم "حزب الله" يريد من الناس أن تنزل إلى الشارع سأخرج لأقول لكم هذا ولكن طالما لم نطلب يعني أن ليس هناك مصلحة في ذلك".

  ودعا مسؤولي المناطق في "حزب الله" إلى "جمع الشباب الذين نزلوا إلى الشارع إلى جمعهم وإبلاغهم بأن التحرك الذي حصل في الشارع لا يفيد وأطلب منهم في المرة المقبلة المبادرة سريعا لمعالجة هذا الأمر والمبادرة إلى التنسيق مع قيادات "حركة أمل".

  وفي موضوع الشعارات، أشار الى أنه "سواء ما قيل أو يقال في مثل هذه الأحداث، نقل أنه في بعض الأماكن حصلت إساءات لبعض الرموز الإسلامية الكبيرة وهذا الأمر خطيئة كبيرة، وفتوى المرشد الأعلى السيد علي الخامنئي تحرم هذه الإساءة والشتم وهي واضحة ومن هو مهتم بدينه يجب أن يعرف ذلك".

  ولفت نصر الله الى أنه "في إسرائيل قيل قبل أيام أن هناك فريق إسرائيل يتابع مواقع التواصل الإجتماعي، ونحن يجب أن نكون منتبهين إلى الشارع ومواقع التواصل الإجتماعي ولا أحد يستاهين بهذا الفضاء المجازي، وحتى الدول التي أوجدت هذا الفضاء تعتبر أنه يشكل خطر عليها"، مؤكداً ضرورة "التعاطي بكل مسؤولية مع هذا الفضاء المجازي وديننا يقول لنا لا تكون سبابين وغير أخلاقنا أن نشتم أو نتعرض لأي أحد على المستوى الشخصي، ونحن معنيين قول الحقائق وكشف الوقائع والأفعال وعدم الذهاب إلى الأمور الشخصية".

  ومن جهة أخرى أشار الى أنه "بالنسبة إلى التطورات الأخيرة مع السعودية، من المعروف أنه في تاريخ 29/12/ 2013 أعلن من قصر بعبدا أن السعودية ستقدم هبة إلى الجيش بقيمة 3 مليارات دولار وقبل عام وأكثر تم الحديث عن مليار دولار جديد، وفي 19 شباط من العام الحالي أعلنت السعودية أنها أوقفت الهبات"، لافتاً الى أن "كل المعطيات تشير إلى أن الهبات توقفت منذ وفاة الملك عبدالله بن عبد العزيز وليس بسبب موقفنا، ولكن الآن هناك مشكلة مع "حزب الله" فلنعلن عن هذا الموضوع الآن ونحمل الحزب المسؤولية"، مؤكداً "أننا نحمل مسؤولية هبات توقفت منذ أكثر من سنة، وهذا بمعزل عما إذا كانت السعودية لديها الأموال لتدفع أو ليس لديها، وأتمنى من الناس التي لديها معلومات أن تتحدث وتصدق هذا الموضوع".

  وأشار نصر الله الى أنه قيل في وسائل الإعلام إشاعات عن وقف الرحلات وعن سحب الودائع من المصارف اللبنانية وقطع العلاقات الدبلوماسية أو خفضها إلى أن أنهم سيطردون اللبنانيين من الخليج أو السعودية، وهم لم يتحدثوا عن هذا ولكن بعض اللبنانيين تحدثوا عن هذا الأمر، لكن ليس هناك من جهة رسمية هددت أو تحدثت عن هذا الموضوع، معتبراً أنه على ما يبدو القصة مكملة والمناخ تصعيدي، والبعض في قوى 14 آذار يأمل بـ"عاصفة حزم" لبنانية على أساس أن "عاصفة الحزم" اليمينة حققت إنتصار، لافتاً الى أنه "على هذا الأساس، فتحت معركة في لبنان حول العروبة والإنتماء العربي والقضايا العربية والهوية العربية ولكن الآن شعرتوا بهذا التهديد؟ لكن عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وخلال الاسبوعيين الماضيين سمعنا كلام لم نكن نتخيل سماعه في السابق".

  وأكد أن الكلام عن أن "حزب الله" يسيطر على الدولة اللبنانية نكتة وهناك أحزاب تأثيرها في قرار الحكومة أكبر منا وأيضا القصة ليست هنا"، مشيراً الى أن وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل مظلوم، وهو دان ما تعرضت له السفارة السعودية في طهران.

  وشدد على "أننا في هذه المعركة لا نطلب من أي حليف أن يحرج نفسه في أي كلمة أو موقف، و"حزب الله" جدير بالمعركة لوحده، وفي هذا المعركة لا نطلب أي شيء من أحد"، مؤكداً أن المشكلة هي مع "حزب الله" وكل ما يحصل هو أن المطلوب من الحكومة والقوى السياسية واللبنانيين المقيمين والمغتربين مواجهة الحزب ومقاتلة الحزب حتى يتراجع عن موقفه من السعودية حتى ولو كان ذلك يؤدي إلى فتنة أو حرب أهلية أو إسقاط هذه الحكومة والسعودية غير مهتمة بهذا الشأن وما يهمها هي مصلحتها وليس ما يحصل في بعض البلدان وأنا لا أعتقد أن بعض اللبنانيين قد يأخذون بلدهم إلى هذا المستوى، ونحن نتيجة تجربة الحرب الأهلية حسن ظني بكل الأطراف أنه لن يستجيب للسعودية بهذا المطلب"، معتبراً أن "السعودية غاضبة من "حزب الله" وهذه المعركة ليست جديدة، وهي من العام 2005 فاتحة مشكل معنا ونحن صامتين".

  وأوضح ان السيارات المفخخة التي كانت ترسل إلى بعض المناطق اللبنانية كانت تدار من السعودية، مشيراً الى أن كل الحروب في المنطقة كانت بشكل غير مباشر ولكن في اليمن هناك حرب مباشرة تخوضها السعودية، ومن يريد أن يسكت فليسكت لكن نحن في كل الإعتبارات والموازين وحتى بالمصلحة الوطنية اللبنانية لم يكن من الممكن أن نسكت عن الجرائم التي ترتكبها السعودية في اليمن ولن نسكت وسنكمل"، لافتاً الى ان "هذه هي جريمتنا التي نفتخر فيها، وأنا في كل العمر الذي عشته وفي هذه الدنيا عملت الجيد والسيء ولكن إذا سؤلت عن أشرف شيء قمت به أقول هو الخطاب الذي القيته في اليوم الثاني من الحرب السعودية على اليمن، وهذا هو الجهاد لأنني أقول كلمة حق وهذا الشعب اليمني شعب مظلوم تجاوز بمظلوميته الشعب الفسلطيني واليوم لا يوجد مظلومية كمظلومية الشعب اليمني".

  وأكد أنه عندما يسكت عن الحرب السعودية على اليمن يعني أن هناك شرعية لشن أي حرب في العالم العربي والإسلامي، مذكراً بأنه تم تهديد قطر بطردها من مجلس التعاون الخليجي عندما كانت قناة "الجزيرة" تنتقد السعودية.

  ورأى ان "السعودي حاول الضغط من أجل أن نسكت لكن لم ينجح ولن نسكت واليوم يريد الضغط عبر اللبنانيين والقضية ليست قضية الحرب في سوريا أو أي مكان أخر بل التجرؤ على صاحب الجلالة أو إلى النظام الذي لا يجرؤ أحد على قوله ونحن نتحدث بما لا تجرؤ إلا قلة على قوله.

  ولفت نصر الله الى أن "السعودي حاول الضغط من أجل أن نسكت لكن لم ينجح ولن نسكت واليوم يريد الضغط عبر اللبنانيين والقضية ليست قضية الحرب في سوريا أو أي مكان أخر بل التجرؤ على صاحب الجلالة أو إلى النظام الذي لا يجرؤ أحد على قوله ونحن نتحدث بما لا تجرؤ إلا قلة على قوله"، متسائلاً :"هل يحق للسعودية أن تعاقب اللبنانيين لأن هناك حزب لبناني أخذ موقف؟ السؤال من الناحية العربية والإسلامية والإنسانية، هل العربي هو من يسحب هبة قدمها أو يطرد ضيوفه؟"، مشيراً الى أنه "إذا كان هناك من مجرم فأنا المجرم من وجهة نظركم فلماذا معاقبة اللبنانيين والجيش وبأي ميزان أخلاقي أو شرعي يحق للسعودية أن تتعامل مع اللبنانيين بهذه الطريق المهينة".

  وسأل: "بأي معيار يحق للسعودية أن تتعامل هكذا مع لبنان؟ السعودية التي تتعامل هكذا في اليمن وسوريا والعراق والبحرين تتعامل هكذا مع لبنان"، متوجهاً الى السعوديين إفعلوا ما شئتم ولكن ماذا تريدون من الناس والدولة والجيش وحلفاءنا؟ افعلوا معنا ما شئتم، ومن لديه مشكلة معنا فليكمل معنا ولكن لا علاقة للبلد ولا للبنانيين.