اعتبر رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، لدى استقباله وفداً من رؤساء بلديات ومخاتير منطقة عكار الدريب، أن "عكار تجمع اللبنانيين وتغني الجيش والقوى الأمنية بخيرة أبنائها وتقدم التضحيات الغالية في سبيل الدفاع عن وحدة لبنان واستقلاله وسيادته"، لافتاً إلى ان "عكار محرومة وفي حاجة إلى الكثير الكثير من المشاريع والبنى التحتية الضرورية، وتستحق أكثر مما تم إنجازه حتى اليوم، ولكن تعلمون مدى تأثير سياسة وأساليب التعطيل المتبعة في تحريك مؤسسات الدولة وإداراتها منذ سنوات".
  ورأى الحريري أن "لبنان بلا رئيس جمهورية لأن هناك بعض الأفرقاء يمارسون سياسة التعطيل في كل اتجاه، بدءا من تعطيل انتخابات رئاسة الجمهورية وعمل الحكومة وسائر المؤسسات الدستورية والإدارات العامة، وصولا إلى تعطيل ملف النفايات"، مستدركا "لكن رغم كل محاولات التعطيل المتبعة، أنا متفائل بموضوع الانتخابات الرئاسية، ويمكن أن تتطور الأمور نحو الإيجابية، رغم تشاؤم البعض وتعقيدات الظروف المحيطة بنا".
  وأكد الرئيس الحريري للوفد أنه سيزور "عكار شخصيا لتفقدها، والوقوف على حاجاتها ومطالبها"، لافتا إلى أن "الظروف الصعبة والمعقدة التي أحاطت بالحكومات الثلاث التي تولاها تيار المستقبل في الماضي وسياسات التعطيل المبرمجة من قبل الأطراف الآخرين، أدت إلى عرقلة تنفيذ البرامج الموضوعة للنهوض بمنطقة عكار والمناطق الأخرى".
  وأشار الحريري إلى أنه "منذ اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري لم يتوقفوا عن التصويب على تيار المستقبل وإلصاق شتى التهم المزيفة بحقه، حتى وصل الأمر ببعضهم إلى نعتنا بالدواعش، وبعد ذلك يقولون إن لبنان بحاجة إلى سعد الحريري لاعتداله"، مؤكداً "اننا نمثل إرادة الاعتدال في لبنان، فهذا هو تاريخنا، وهذا هو خيارنا، ولا نحتاج إلى شهادة من أحد أما الاتهامات التي تسمعون بها فهي كانت وستبقى باطلة".
  وتطرق الحريري إلى موضوع الحوار، فرأى أن "الحوار يحصل مع الخصوم ومع الذين هناك مشكل معهم فصحيح أن الحوار في مرحلة من المراحل يتعثر ولكن في النهاية سيصل إلى نتيجة إذا كان الهدف مصلحة البلد"، لافتاً إلى "انني من مدرسة اسمها مدرسة رفيق الحريري، رفيق الحريري كان يحاور الجميع في كل الظروف، ولم يقاطع أحدا، وأنا لن أكون غير رفيق الحريري"، ومشيراً إلى "انني عندما نحاور حزب الله نقول الأمور كما هي، ونتمسك بثوابتنا، وكل ذلك في سبيل حماية لبنان والاستقرار الوطني ومنع أي جهة من الانزلاق بالبلاد نحو الفتنة".
  وتحدث الحريري عن "القرارات السعودية الأخيرة في خصوص العلاقة مع لبنان"، فأوضح أن "ما حصل في الجامعة العربية والموقف الذي اتخذه وزير الخارجية جبران باسيل خارج الإجماع العربي ضد حرق السفارة السعودية في طهران كان غير مقبول، وإن تدخل إيران في لبنان والمنطقة أمر مرفوض من قبلنا، والمشكل القائم مع إيران حاليا هو بسبب اختراقها للنسيج اللبناني وتحريضها اللبنانيين على بعضهم البعض".