استنكرت كتلة "المستقبل" "العراضات المسلحة والمنظمة من قبل حزب الله وانصاره بذريعة بث برنامج تلفزيوني غير لبناني ذلك مما هدد أمن المواطنين واستقرارهم وحرياتهم وأسهم في توتير الأجواء المخيمة على البلاد"، معلنة رفضها "التعرض الشخصي لأيّ كان"، معتبرة أن "حزب الله في الاعداد لهذه العراضات الأمنية المركَّبة ولإدارته لها ومستنداً إلى سلاحه غير الشرعي وهيمنة ورهبة ذلك السلاح انما يهدد الاستقرار في البلاد ويضرم نار الفتنة بشكل مفضوح لا ينطلي على أحد".
  ورأت الكتلة، عقب اجتماعها الاسبوعي برئاسة النائب فؤاد السنيورة، أن "حزب الله يدخل اللبنانيين في خصومات ونزاعات تبدأ من سوريا وتمر في العراق والكويت والبحرين ولا تنتهي في اليمن وهو يتسبب بطريقة أو بأخرى بتشويه صورة اللبناني المبادر والمكافح والعصامي والمنتج والمحب للحياة والمتلائم مع عالم العصر وعصر العولمة، والمشارك في نهوض لبنان والمساهم في نهضة الدول العربية ونهضة الكثير من دول العالم واستبدالها بصورة أخرى تنعكس سلباً على ما انطبع من صورة لهذا اللبناني وعلى الاستقرار في لبنان وفي أكثر من دولة من دول العالم التي يتواجد فيها لبنانيون".
  ونوهت الكتلة بالمواقف التي عكسها البيان الصادر عن رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة السابق سعد الحريري ليل امس في عين التينة، لافتة إلى أن "المستفيد الأول من هذه الفتن المتحركة هي إسرائيل وكذلك الذين يريدون ان يعم التقاتل والتحارب بين مكونات الشعوب العربية في أكثر من بلد عربي وهذا ما ترفضه وتدينه الكتلة"، ومؤكدة "ضرورة التمسك بمندرجات وبمضمون وأهداف هذا البيان وهي تدعو جميع القوى السياسية إلى التنبه إلى المخاطر الشديدة التي يُحذِّر منها البيان وإلى محاذرة الوقوع في أتون هذه الفتن بين أبناء الوطن الواحد والدين الواحد".
  واستنكرت الكتلة "استمرار الحملة المغرضة من قبل حزب الله والمسؤولين فيه ضد السعودية على الرغم مما تتسبب بها مواقفه وتهجماته وحملات الكراهية التي يشنها على أكثر من دولة عربية في تفاقم ازمة علاقات لبنان مع السعودية ومع دول مجلس التعاون الخليجي وباقي الدول العربية"، معتبرة أن "الحزب في هذه التصرفات والمواقف السياسية والأمنية التي يفتعلها ويتولى إدارتها انما يتسبب في زيادة حدة التوتر في البلاد ويضع لبنان على مسار الانزلاق إلى مرحلة بالغة الخطورة على مختلف المستويات".
  ورأت الكتلة أن "الرأي العام والشعب اللبناني يعانون في هذه الأيام من صدمة قاسية تتمثل بتمادي حزب الله واجهزته وفرقه المسلحة غير الشرعية وحلفائه في تخريب علاقات لبنان بأشقائه العرب والتي كان اخرها ما كشفته الحكومة اليمنية عن دور للحزب في تدريب وتسليح الميليشيات الحوثية والتحضير لعمليات امنية وعسكرية ضد المملكة العربية السعودية عبر الحدود المشتركة مع اليمن"، معتبرة أن "هذا يعني وبشكل واضح إصرار الحزب على الاستمرار في توريط لبنان وإفساد علاقاته مع أشقائه وتعريض الشباب اللبناني للموت والضياع وتحويل مجموعات كبيرة منهم إلى حطب يحترق في كل حروب المنطقة المشتعلة وليصبح بعدها هشيماً تذروه الرياح"، وأضافت "ان لبنان لن يعود الى حالته الطبيعية كبلد مستقر وفاعل ومتطور ونام ضمن محيطه العربي والعالم، طالما بقي حزب الله في حالته الراهنة، أي حزباً مسلحاً متسلطاً ويمارس حالة الخروج على المؤسسات والشرعية والقانون والميثاق الوطني وفاقداً للثقة وللقبول والدعم من الكثرة الكاثرة من الشعب اللبناني".
  واملت الكتلة ان "تكون الجلسة الـ 36 المقبلة لمجلس النواب يوم غد الأربعاء مناسبة وطنية لانتخاب الرئيس الجديد للجمهورية يشارك فيها جميع نواب الامة والذين هم على موعد ملزم غداً للحضور الى مجلس النواب وذلك حسب ما ينص عليه الدستور وحسب ما تنص عليه الأصول والأعراف الدستورية والقانونية المحددة فيه لإنجاز عملية الاقتراع وعلى قاعدة التنافس الديمقراطي توصلاً الى النتيجة المطلوبة، أي انتخاب رئيس جديد للجمهورية وهو العمل الذي يُمكِّن لبنان من الخروج من المأزق الخطير الذي وقع فيه من أجل إعادة الاعتبار للمؤسسات الدستورية اللبنانية وللدولة اللبنانية ولوحدتها وهيبتها وبما يعيد الكرامة والأمل للمواطن اللبناني ويجنب لبنان واللبنانيين الانزلاق إلى أتون فتنة لا يمكن الخلاص منها"، مشيرة إلى أن "مسؤولية استمرار التعطيل يتحملها كل من يغيب عن هذه الجلسة مرشحاً كان أو ناخباً فاستمرار التعطيل يؤدي إلى وضع البلد في مهب الأعاصير العاتية والذهاب باتجاه المجهول المعلوم".
  ودعت "الكتلة الحكومة وبعد فشل الحل اللامعقول المتمثل بترحيل النفايات إلى الخارج إلى العودة إلى التفكير الواقعي والسليم والعملي لحل آني وسريع ينهي الأزمة الحالية الخانقة التي يعيشها اللبناني يما يمكنه من التقاط أنفاسه واستعادة كرامته الإنسانية وتفكيره الهادئ والعاقل والرصين والعملي بما يمكنه وفي ضوء تنفيذ الحل الآني من إيجاد الحلول الصحيحة على المديين المتوسط والطويل".