تصوت 12 ولاية أميركية اليوم، في الانتخابات التمهيدية لاختيار مرشحين رئاسيين للحزبين الديموقراطي والجمهوري. وتعد انتخابات «الثلثاء الكبير»، المنافسة الأوسع منذ بدء السباق، وترجح الاستطلاعات أن تعزز فيها المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون صدارتها، وكذلك الأمر بالنسبة إلى الجمهوري دونالد ترامب، على رغم محاولات اللحظة الأخيرة من منافسيه السناتورين ماركو روبيو وتيد كروز، لوضع العصي في دواليب حملة رجل الأعمال الثري.
ومن ألاباما وأركنسو وتينيسي وأوكلاهوما وجورجيا وتكساس جنوباً، إلى كولورادو وألاسكا ومينيسوتا شمالاً وغرباً، فماساتشوستس وفيرجينيا وفيرمونت شرقاً، سيصوت أكثر من مليوني أميركي في جولة اليوم التي قد تحسم اتجاه السباقين الجمهوري والديموقراطي لمصلحة كل من كلينتون وترامب.
وتحمل الولايات المذكورة ما يصل عدده إلى 1033 مندوباً حزبياً للديموقراطيين من أصل 2383 مندوباً مطلوبة أصواتهم للفوز، كما تحمل للجمهوريين 524 مندوباً من أصل 1237 مطلوبين لحصد لقب مرشح الحزب للرئاسة.
وتسعى كلينتون، التي تملك حالياً دعم 543 مندوباً، إلى توسيع هامش التأييد لها أمام منافسها السناتور بيرني ساندرز والذي لا يملك حتى الآن أكثر من 85 مندوباً.
وفي السياق ذاته، سيعمل ترامب على تعزيز تقدمه على منافسيه، إذ يملك حتى الآن تأييد 81 مندوباً في مقابل 17 مندوباً لكل من كروز وروبيو.
وبالنظر الى الخارطة الانتخابية لـ «الثلثاء الكبير» والاستطلاعات في هذه الولايات، فإن كلينتون تتقدم في 10 منها وتتراجع في مينيسوتا وفيرمونت، ويعطيها ذلك فرصة كبيرة لتحقيق قفزة إلى الأمام، وخصوصاً في حال فازت في ولايات الجنوب، وأهمها تكساس، التي تضم 222 مندوباً.
وسيحاول ساندرز تقليص تقدم وزيرة الخارجية السابقة وحصد أصوات بعض المندوبين الموزعين بشكل نسبي، ليعيد استراتيجية كلينتون ضد باراك أوباما في 2008، حين خسرت في 13 ولاية وفازت بـ10 في «الثلثاء الكبير» واستمرت في السباق بسبب هامش المندوبين.
ويبدو مسار الفوز في ولايات «الثلثاء الكبير» أسهل أمام كلينتون مما هو أمام ترامب بين الجمهوريين، إذ يتراجع رجل الأعمال في تكساس أمام كروز، وهي الولاية التي تضم 155 مندوباً. كما يقترب روبيو من ترامب في ولايات الجنوب، وخصوصاً أوكلاهوما وتينيسي، وهو يتطلع إلى الفوز بإحداها أو المنافسة بشكل قوي على المركز الثاني فيها. ويتقدم ترامب بهامش واسع في الولايات الشرقية، ما قد يساعده في الحفاظ على صدارته.
وقال المدير السابق لحملة باراك أوباما ديفيد بلوف، إن حظوظ كلينتون بكسب ترشيح الديموقراطيين هي في حدود الـ98 في المئة. ورجح في مقابلة مع مجلة «بوليتيكو» فوز ترامب بين الجمهوريين، غير أن محاولات المؤسسة الحزبية والمحافظين التقليديين، أخذت وتيرة أقوى لوقف ترامب أمس، مع تصعيد روبيو وكروز انتقاداتهم رجل الأعمال الثري وطرح أسئلة حول «علاقته بالمافيا» وعدم إدانته شخصيات عنصرية مثل ديفيد دوك وحركة «كو كلوكس كلان».
ويرى الكثير من الجمهوريين في فوز ترامب بلقب مرشح الجمهوريين كابوساً وخسارة حتمية للحزب في الانتخابات العامة ضد الديموقراطيين، لذا يحاول الجمهوريون بشتى الوسائل تعزيز موقع روبيو، أو تشتيت أصوات ترامب في المؤتمر الحزبي في تموز (يوليو) المقبل.
غير أن المرشح الثري يستمد شعبيته من القاعدة اليمينية الغاضبة على المؤسسة الحزبية في واشنطن، وأيضاً بسبب خطابه الشعبوي والتحريضي ضدالأقليات والذي يروق لمؤيديه من البيض.
وفي حال صحت الاستطلاعات وفازت كلينتون بمعظم المندوبين، سيقترب السباق الديموقراطي من الحسم. أما نجاح ترامب فسيزيد من الدعم لترشيحه، وسيبدأ بفرض نفسه واقعاً على المؤسسة الحزبية، في حين ستعطي أي خسارة غير متوقعة له اليوم أملاً لروبيو وكروز في منافسته في الولايات المتبقية.