ما نقلته «الديار» منذ ايام عن مسؤول اميركي رفيع لجهة تأكيده حرص بلاده على الاستقرار ودعم الجيش واستمرار الحكومة ورفض الاجراء السعودي بوقف الهبة للجيش اللبناني وضرورة تراجع السعودية عن ضغوطاتها واجراءاتها والتخفيف من التشنجات وان بلاده ستجري اتصالات لتهدئة الاجواء، اثبتت الوقائع والتطورات السياسية والميدانية هذا الخيار، وعدم قدرة البعض في الداخل اللبناني على تجاوز الموقف الاميركي والدولي، ولذلك فان تصاريح نواب تيار المستقبل حملت في الساعات الماضية حرصا على الحكومة واستمرارها، والاستقرار الامني وبالتالي الامور ستعود الى الهدوء بعد جلسة 2 آذار بانتظار محطة جديدة.
فالمواقف الدولية الاميركية والفرنسية والروسية والاوروبية المعارضة للتوجه السعودي باتجاه لبنان ووقف الهبة السعودية للجيش اللبناني بدأت تعطي مفعولها بعد ان تبلغت الرياض قراراًواضحاً بدعم الجيش اللبناني وتحصينه ومده بما يحتاج من اسلحة لمواجهة الارهابيين، وان الحفاظ على الاستقرار الامني مطلب الدول الكبرى، كما ا ن السفراء الغربيين تابعوا باهتمام ما حصل خلال الايام الماضية من توترات على الارض وهذا ما استدعى المزيد من التدخلات الدولية مع السعودية لتهدئة الاجواء الداخلية، وافيد ان بوادر التهدئة كانت في تقديم محطة M.B.C السعودية اعتذاراً عن برنامجها التلفزيوني، واكدت بانها تتعاطى مع الامور السياسية بتوازن، وقامت بحذف الشريط عن موقعها الالكتروني وادخال تقنيات تمنع برمجته وتوزيعه، مع التأكيد بان شركة M.B.C تقوم باعداد برامجها في بيروت ولا مشكلة لها مع اي فريق سياسي، وهذا الاعتذار تبلغه حزب الله.
ومن المؤشرات الايجابية ايضاً ما اكد عليه وزير الخارجية الكويتي صباح الخالد الحمد الصباح العمل مع السعودية لمساعدة لبنان ليكون في محيطه العربي، وقال: «ما نريده من لبنان هو ان يكون في اجواء المحيط العربي وهو شعب شقيق».
اما الخرق العملي الوحيد الذي سجل امس قيام الوزير وائل ابو فاعور بزيارة الرياض، وتأتي هذه الزيارة بعد مواقف لافتة لجنبلاط بان بيان الحكومة الاخير يشكل اعتذاراً للسعودية ولا حاجة لاعتذار جديد وعلى السعودية ان تتفهم الوضع اللبناني.
اكدت مصادر ديبلوماسية ان السعودية مضطرة للتراجع عن حملة التصعيد ضد لبنان بعد ان وصلت الحملة الى الطريق المسدود، وهي الآن تنتظر ايجاد مخرج للتراجع عن هذه الحملة.
واوضحت المصادر ان الرياض سمعت اعتراضات واضحة من الجانبين الاميركي والفرنسي حيال دفعها الوضع اللبناني نحو حافة الهاوية.
كذلك، اوضحت المصادر ان الفرنسيين طلبوا من الرياض التراجع عن دفع الوضع في لبنان نحو التوتير، وقالت ان الملف اللبناني سيكون احد المواضيع الاساسية في خلال محادثات ولي العهد السعودي محمد بن نايف خلال الاسبوع المقبل في باريس. والسؤال المطروح من المستفيد مما حصل في البلاد من تشنجات وتوترات منذ عودة الرئيس سعد الحريري والقرارات السعودية التي اثبتت فشلها وفشل المراهنين عليها واخذ البلاد الى التفجير والهاوية.

ـ بري ـ الحريري : نبذ الفتنة واستمرار الحوار ـ

وفي هذا الاطار، علم ان الرئيس بري والحريري ركزا في نقاشهما على ما تعيشه البلاد من اجواء توترات، واستعرضا ما حصل بالتفصيل خلال الايام الماضية في بيروت والشريط المسيء لشخص سماحة السيد حسن نصر الله وما استتبعه واكدا الحرص على تهدئة الاجواء ونبذ الفتنة. كما استعرضا حملات التشكيك وما تبثه الفضائيات والكلام المريب الذي تطاول على مقام الدين الحنيف وتفسير آياته البينات واحاديثه الشريفة وبما يحدث وقعا عند صغار النفوس، والجهلة خصوصا لجهة التعرض الى صحابة الرسول والخلفاء الراشدين وهم من عملوا على نشر الاسلام واعلاء كلمته.
وطالبا القيادات الدينية والسياسية ومؤسساته الاعلامية والثقافية بالتصدي للحملات المشبوهة ومواجهة كل محاولة لاشعال نار الفتنة حرصا على لبنان واللبنانيين وفي المعلومات ان بري والحريري توافقا على استمرار الحوار الثنائي ودعم الحكومة والعمل على كل ما من شأنه تخفيف التشنجات. كما تم التطرق الى جلسة الغد الرئاسية ومواقف الاطراف مع تأكيد الحريري الاستمرار في ترشيح فرنجية ونزول الجميع الى مجلس النواب.

ـ لا نصاب في الجلسة الرئاسية غداً ـ

كل الجهود والاتصالات التي قام بها سعد الحريري لايجاد خرق رئاسي في 2 آذار سقطت، فالنائب سليمان فرنجية ابلغ الحريري انه لن يحضر جلسة الاربعاء اذا غاب نواب حزب الله، وبالتالي لا نصاب للجلسة، كما ان الرئيس نبيه بري والنائب وليد جنبلاط ابلغا الحريري، ان الاستحقاق يجب ان يكون توافقياً ولا يخرج عن هذه المعادلة في ظل ما يعيشه لبنان والمنطقة، ومن دون التوافق، هناك استحالة باجراء هذا الاستحقاق لان التداعيات ستكون كبيرة على الاوضاع الداخلية كما ان هذا الاستحقاق لا يمكن الولوج به الى نهايات سعيدة، في ظل الكباش السعودي - الايراني الكبير وبالتالي لا يمكن انتخاب رئيس في ظل هذا الكباش، ومن دون توافق ايراني - سعودي من الصعوبة انتخاب رئيس للجمهورية.

ـ ملف النفايات وتهديدات سلام ـ

الرئيس تمام سلام وجه للاطراف السياسية رسالة واضحة انه «جدي في رمي الاستقالة في وجه الجميع، اذا استمروا على مواقفهم المعترضة لحل قضية النفايات لانه لا يستطيع التحمل في ملف النفايات في ظل ما يخلفه من اضرار ومخاطر على لبنان. وان اللبنانيين يحملونه المسؤولية. وذكرت مصادر مقربة من الرئيس سلام ان جلسة الخميس سيكون عنوانها الاساسي ملف النفايات بعد ان تقدم اللجنة الوزارية المكلفة متابعة موضوع النفايات تصورها للحل قبل جلسة الخميس واذا اخفقت الحلول فسيعلن الرئيس سلام موقفا يفضح فيه كل الخفايا في ملف النفايات. ومن يضع العراقيل، علما ان الرئيس سلام كان ربط في جلسة مجلس الوزراء الاخيرة بقاء الحكومة بقدرتها على حل ملف النفايات. وفي المعلومات ان الرئيس تمام سلام يدرك ان موضوع استقالة الحكومة ليس بيده، خصوصا في مثل هذه الظروف لكن سلام سيضع الجميع امام مسؤولياتهم وسيحملهم فشل الحلول.
وعلم ان ضغوط الرئيس تمام سلام بدأت تعطي مفعولها، حيث تمنى الرئيس سعد الحريري على رؤساء بلديات عكار، المساعدة في حل قضية النفايات، والموافقة على الحلول المطروحة بفتح مطمر سرار، كما علم ان مطمر الناعمة سيتم فتحه لمدة محددة ولكن من ضمن خطة شاملة لحل النفايات، وان بلديات الغرب الساحلي والشحار الغربي باتوا في اجواء فتح المطمر، كما ستتم معالجة الاعتراضات على فتح مطمر الكوستابرافا فيما تبقى المشكلة نفايات المناطق المسيحية وهناك معلومات عن فتح مطمر برج حمود والا التفتيش عن مطمر في مناطق كسروان.
وعلم ان الحل يقدم على معادلة «كل ديك على مزبلتو صياح» وبالتالي فان المطامر ستوزع طائفيا وسيتم تكليف شركة سوكلين برفع النفايات.