رآى الرئيس سعد الحريري خلال استقباله مساء الإثنين في “بيت الوسط” وفداً موسعاً من رؤساء البلديات والمخاتير في منطقة الجومة الشفت في عكار، أن الخلاف السياسي الواقع اليوم في البلد هو خلاف على دور لبنان في محيطه العربي، ونحن متمسكون بعروبتنا ولا نقبل بعزل لبنان عن محيطه العربي.

في بداية اللقاء، رحب الحريري بالوفد قائلا: “أهلا بكم في بيتكم، وهذا بيت جميع اللبنانيين، وقد حرصت على هذا اللقاء لأني لم أركم منذ زمن، وإن شاء الله أكون بينكم في عكار في أقرب فرصة ممكنة. تعرفون مكانة عكار بالنسبة إلي وما تعنيه لي، فباستشهاد رفيق الحريري في العام 2005 فقدت عكار ابنها، كما كان حال كل المناطق اللبنانية. وقد مشينا سويا بعد ذلك منذ 11 سنة لإكمال مسيرة الرئيس الشهيد رفيق الحريري.

واضاف: “اللبنانيون يعانون اليوم، كما تعانون أنتم، جراء تعطيل انتخابات رئاسة الجمهورية وتردي الوضع المعيشي والصحي والبيئي وباقي الملفات الأخرى، وفي الأساس، فإن غياب رئيس للجمهورية هو المسبب الأول لهذه الحالة، لأنه هو رأس الدولة، والآن إذا انتخبنا رئيسا للجمهورية نكون قد حللنا خمسين بالمائة من المشكلة، فكل شيء في النهاية يُحل ضمن المؤسسات”.

وبحديثه عن موضوع الانتخابات البلدية وقال: “نحن ندعم إجراء الانتخابات البلدية لأنها جزء من الحياة الديمقراطية في لبنان، وهي تجدد عمل البلديات والحياة السياسية. وعكار لها حقوق، كما باقي المناطق اللبنانية، وقد حاولنا في الماضي وسنواصل جهودنا للعمل من أجل تحقيق هذه المطالب.

وتابع: “أنتم ترون البلد اليوم كيف هو منقسم على نفسه، ولكن بغض النظر فإن عكار كانت ولا تزال الخزان الأول للجيش والقوى الأمنية، يتحدثون عن التنمية المتوازنة وينسون عكار، ولكن النسبة لنا عكار هي الأساس، فالقلب دائما على الشمال، كما كان يقول الشهيد رفيق الحريري، ونحن على هذا الأساس مستمرون”.

وأكمل “نحن نعتمد سياسة واضحة في موضوع البلديات، وهي أن عكار كلها هي بالنسبة لنا سواء، والمهم أن تختار من يمثلها ويعمل لمصلحتها وتنمية مرافقها وتطويرها، وما يهمني أن تكون كلمة عكار مسموعة في لبنان، خاصة في هذه الانتخابات، واعتبروني موجودا هنا لخدمتكم، ولخدمة لبنان، ومستعد لتقديم كل ما يمكن من أجل لبنان”، داعياً الى إفساح المجال للشباب، لكي يأخذوا أماكنهم ويضخوا الحيوية والطاقة في العمل البلدي، إلى جانب خبرة الكبار والحكماء.

وأثار خلال اللقاء مشكلة النفايات المستعصية، والحلول المطروحة بشأنها، فأكد على ضرورة التعاون مع الحلول المطروحة لما يخدم مصالح أهالي عكار والمنطقة، بعد أن أصبحت مشكلة النفايات تهدد الجميع”.

وتحدث الحريري عن موضوع العلاقات مع المملكة العربية السعودية، فقال: “إن المملكة لم تقدم لنا إلا كل الخير، فهي وقفت على الدوام إلى جانبنا وساندتنا في عملية إعادة الإعمار وتوسطت لإيقاف الحرب الأهلية ووقفت معنا لدى تعرضنا للاعتداءات الإسرائيلية وكانت تسعى لجمع اللبنانيين في كل مرة اختلفوا فيها، لذلك فإن الموقف الذي نواجهه اليوم هو مع دولة وقفت معنا تاريخيا، والخلاف السياسي الواقع حاليا هو خلاف على دور لبنان في محيطه العربي.

وختم: “نحن متمسكون بعروبتنا ولا نقبل بعزل لبنان عن محيطه العربي، ولذلك قمنا بفكرة العريضة لنؤكد محبة اللبنانيين من كل المناطق والطوائف للمملكة، وهذه مناسبة لندعو كافة المعنيين في لبنان إلى الأخذ بعين الاعتبار المصالح العليا للبنانيين والتوقف عن تلك الحملات التي تسيء للبنان ودوره العربي وتعرضه لمخاطر هو في غنى عنها”.