ماذا كنت  ستخسر يا سيادة الرئيس لو أنك مع بداية الأحداث في سوريا أقريت الإصلاحات التي طالب بها شعبك الذي قمعته ووالدك لأكثر من أربعين عام؟ ماذا كنت ستخسر لو أنك إستمعت لنصائح حلفاءك الذين دعوك  للإعتراف بالمعارضة  والتحاور معها؟ وأكثر من ذلك,فماذا كنت ستخسر لو أنك رحلت حين طالبك الشعب بذلك,أما كنت ستوفر على سوريا كل ما يحصل لها الأن؟

غريب حالك يا صاحب الفخامة,يبدو أن حبك للسلطة وظنك بأبك ستبقى على الكرسي حتى النهاية أعمى بصرك وصم أذنيك,فما عدت ترى ولا تسمع.ما عليك أن تعرفه اليوم هو أن سوريا مدمرة كليا,بناها التحتية,عماراتها,تراثها أسواقها التاريخية,معالمها الدينية العريقة كلها الأن باتت في خبر كان.والدمار يقدر بمائة مليار دولار,فأليس ذلك بحرام؟

وعن مآسي الشعب فهي كثيرة.ملايين النازحيين في الداخل ومئات ألاف المهجرين إلى أوطان ليست لهم.كلهم يعيشون أصعب الظروف الحياتية من دون مأكل ودواء,في فقر مدقع فلا منازل لهم ولا مدارس يتعلم فيها الأطفال.وأيضا فعشرات ألاف الشهداء والجرحى والمفقودين الذين يزداد عددهم يوميا.

إن السوريون يا فخامة الرئيس يقتلون بعضهم بعضا,الأخ يقتل أخاه والجيش قد إستنزفت كل قدراته, ففقد الأمن كليا ودخلت الجماعات المسلحة من كل حد وصوب ليزداد بذلك وجع سوريا الجريحة.

لقد سقطت يا سيادة الرئيس  أكثر من مرة في مستنقع الأخطاء,إعتقلت أصحاب الرأي والكتاب والصحافيين فقط لأنهم عارضوك فعارضت بذلك الديموقراطية التي قلت أنك أوجدتها.إن بقاءك في السلطة حتى الأن وضع على أكتاف الشعب السوري حملا أكبر من أن يستوعبه.بقاءك في السلطة فرض على السوريين عقوبات إقتصادية كبيرة,فتراجعت قيمة الليرة وتردت حالة الإقتصاد بشكل واضح.

ما هو حقيقي الأن يا سيادة الرئيس أنك لا تزال رئيسا للجمهورية العربية السورية,وأنك عاديت العالم كله لتبقى كذلك وهذا شأنك.لكن المطلوب منك الأن هو أن تعيد حساباتك جيدا وأن تسترجع مصير الحكام الذين سقطوا من قبلك.المطلوب منك الأن هو أن تأخذ قرارا رجوليا وتستقيل لكي تكسب نفسك وتنقذ سوريا من محنتها.وكما قال الشاعر:" الله هو الواحد الهادي إلى الرشد".