شهد حقن البوتوكس انتشاراً كبيراً في عالم التجميل، فبفضله يمكن التخلص من التجاعيد دون أي آلام تذكر. البوتوكس اختصار لمادة سامة تستخلص من بكتيريا كلوستريديوم بوتولينيوم، وتؤدي إلى الإصابة بمرض البوتوليزم، والذي يسبب شللاً مؤقتاً في العضلات المصابة.

ورغم ذلك، يقبل الكثيرون على استعمال حقن البوتوكس بانتظام، فتأثير هذه الحقن يدوم ستة أشهر فقط. ووفقاً لدراسات حديثة، فإن التخلص من التجاعيد بشكل مثالي يتطلب حقن هذه المادة مرتين في السنة.

لكن طبقاً لموقع "غيزوندهايت هويته" الألماني، أجرى باحثون إيطاليون مؤخراً دراسة على حقن البوتوكوس. فبعد حقنهم فئران التجارب بههذ المادة، وجدوا أن البكتيريا لا تبقى ثابتة في المكان الذي تم حقنها فيه، بل من الممكن أن تصل إلى الدماغ عبر الحُصين، وهي منطقة في الدماغ مسؤولة عن الذاكرة، والأكمية العلوية المسؤولة عن استقبال السيالات العصبية من العين.

وبعد ثلاثة أيام من حقن الفئران بالبوتوكس، لاحظ الباحثون أن البكتيريا التي تم حقنها للقضاء على التجاعيد في منطقة الشفة العليا وصلت إلى مناطق مركزية في الجهاز العصبي. كما وجدوا أن السموم التي تم حقنها في منطقة الحصين وصلت إلى الجانب الآخر من الدماغ، وأن محتوى حقنة منطقة "الأكمية العليا" في أجزاء أخرى من العين.

البوتوكس قد يكون قاتلاً

قد يكون هذا الاكتشاف الهام سبباً كافياً لمنع استخدام حقن البوتوكس. لكن حتى الآن لم يحصل ذلك، إذ يرى بعض أخصائيي التخدير أن حقن البوتوكوس مضرة إذا كانت جرعة البوتوكس المحقونة عالية جداً، أو إذا تمّ حقنها بشكل خاطئ.

جدير بالذكر أن مادة سم البوتولينوم ملوثة للأغذية وتسبب التهاب الجروح غير المعالجة، وانتشارها في الجسم قد يؤدي إلى حدوث شلل في الجهاز التنفسي، والذي يؤدي إلى الوفاة أحياناً. لكن حتى الآن لم يتمكن العلماء من معرفة تأثير البوتوكوس على الدماغ وقدرته على الانتقال إلى الجهاز العصبي، الأمر الذي ربما يدفع الكثيرين إلى تقبل تجاعيد الوجه وعدم التفكير في التخلص منها.

(DW)