أكد نائب رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق أن "كل المطالب الإسرائيلية والسعودية والتكفيرية في المنطقة تلتقي على مواجهة محور المقاومة، لذلك نحن لا نتفاجأ إن كان الحزب مستهدفا من إسرائيل والإرهاب التكفيري والنظام السعودي، لأن خندق التكفيريين اليوم يجتمع فيه كل أعداء المقاومة الذين اجتمعوا علينا في تموز عام 2006، وأمام كل هذه التهديدات والضغوط لا تزال المقاومة تحرز النصر تلو النصر، وهي تسير في مسار تصاعدي، وتحقق إنجازات ميدانية عسكرية وسياسية بالرغم من كل الضغوط الاقتصادية والتحريض الإعلامي والمذهبي".

وشدد خلال احتفال تأبيني أقامه "حزب الله" في أسبوع العلامة السيد غازي محمد الحسيني في حسينية وادي جيلو على أن "المقاومة اليوم في ذروة قوتها العسكرية والشعبية والسياسية، وهذا ما أثار توتر البعض، لأنهم أدركوا أنها بموقع اقتدار في مواجهة الخطر الإسرائيلي والتكفيري والسياسات السعودية، وأن إنجازاتها تجاوزت الكثير من الساحات والمعادلات لتصبح اليوم العقبة الأساس أمام أي عدوان إسرائيلي أو تكفيري أو سياسة عدوانية سعودية، وهذا الذي يفسر كيف أن الحملة على "حزب الله" يشترك فيها الأميركيون والإسرائيليون والتكفيريون والسعوديون، ولكن يبقى السؤال في أنهم هل وصلوا إلى أهدافهم المعلنة والمضمرة؟"

وقال: "في الوقت الذي كانوا يريدون فيه إبعاد الناس عن المقاومة، الناس ازدادت قناعة بصوابية موقف "حزب الله" بعد الهجمة السعودية الظالمة عليه، وبعد أن انكشفت النوايا السعودية في أنهم لا يعطون مكرمة من دون مقابل، فيريدون من اللبنانيين التنازلات، وتغيير هوية الجيش اللبناني وتغيير موقف لبنان، ودفع اللبنانيين إلى فتنة داخلية، وكأن هذا النظام كان يراهن على أن يلتحق لبنان بحلف السعودية في عدوانه على اليمن أو على سوريا".

ورأى أن "النظام السعودي الآن في حالة يأس، لأن السنة الأولى قد مرت على بداية عدوانه على اليمن وصنعاء لا زالت صامدة ولم تسقط، وكذلك الحال في سوريا حيث مرت خمس سنوات على الأزمة فيها ودمشق لا زالت صامدة ولم تسقط، ومن هنا فإن النظام السعودي الذي يحصد الفشل في سياساته في اليمن والعراق وسوريا ولبنان، يريد أن يعوض خسائره في المنطقة بالهجمة المفتعلة على لبنان من خلال إذلال وابتزاز اللبنانيين ودفعهم إلى الفتنة الداخلية"، معتبرا أن "هذا النظام السعودي قد فشل أيضا لأنه أخطأ في الحسابات مجددا، لأن لبنان ليس الساحة المناسبة حتى تعوض فيها السعودية عن خسائرها في المنطقة، فهو عصي على الفتنة، وهوية الجيش اللبناني عصية أيضا على الابتزاز، أما إرادتنا فهي أصلب من أن ينال منها أحد، وكرامتنا أعز من أن يمسها أحد".

وتابع: "الأيام ستشهد أن النظام السعودي ارتكب مغامرة غير محسوبة بالهجمة المفتعلة على لبنان، ولا سيما أن السعودية لم تستهدف حزبا بعينه ولا الجيش ولا طائفة ولا مذهبا، إنما اعتدت على كرامات وسيادة جميع اللبنانيين، وبالتالي فإن هذا النظام السعودي قد دخل في مغامرة غير محسوبة بالهجمة على لبنان، وهو اليوم وقع في مأزق، ولا يعرف كيف ومتى وأين ينهي هذه الهجمة الظالمة على لبنان التي لن تنتهي إلا بالخيبة والفشل، لأن المقاومة التي ثبتت المعادلات في ميادين القتال هي أقوى وأكبر من أن تخضع لابتزاز أحد في هذا العالم، وكرامتنا أعز من أن ينال منها أحد في هذا العالم".

وختم قاووق: "لبنان الآن يمر بحال توتر، ويتعرض لضغوط اقتصادية وسياسية وتحريض مذهبي، والمصدر واحد هو مملكة التحريض المذهبي، وإذا كان هناك من يراهن وينتظر أن نقدم اعتذارا على موقف يندد بالعدوان السعودي على اليمن، أو إن كان هناك من ينتظر من حزب الله أن يعتذر على كلمة حق في وجه الظالم، فإنه سينتظر طويلا وطويلا وطويلا، وسنبقى نلتزم موقف الحق في مسؤولياتنا الدينية والإنسانية والأخلاقية لمواجهة الظلم ومشاريع التكفير والفتنة".