أنت تقاتل دفاعاً عن أرضك أو عن ثروات بلادك أو عن حريتك السياسية وحقوقك السياسية فهذا حق مباح لك لكن لماذا تريد أن تُقْحِمَ الدين أو المذهب في حربك ونضالك وجهادك ?! وتصور المعركة وكأنها بين الدين والمذهب من جهة وبين أعداء الدين والمذهب من جهة أخرى ?! إذا سمح لك الدين أو المذهب أن تقاتل دفاعا عن أرضك وعرضك وثروات بلادك وحريتك السياسية وحقوقك السياسية فهذا لا يعني مطلقا في أن جهادك ونضالك دفاعا عن الدين أو المذهب نفسه ولا يعني أن خصمك وعدوك هو عدو لدينك ومذهبك ?!
إن مواثيق الأمم المتحدة وُلِدَت لترسيخ مبدأ السلام بين الأمم والشعوب وتعزيز مبادئ حقوق الإنسان وصحيح أن هيئة الأمم المتحدة ما زالت تقع تحت هيمنة الدول القوية وتستثمرها وتقوم بتأويل مبادئها وفقا لمصالحها الإقتصادية والسياسية إلا أن الصحيح أيضا أن هذه الهيئة الأممية ما زالت تشهد شهادة عادلة لمصلحة القضايا العادلة للشعوب يعني صحيح أنها لم تمنع الإسرائيلي الصهيوني الظالم من احتلال أرض الفلسطيني المظلوم إلا أنها ما زالت تشهد بقرارات دولية صادرة منها بأن الإسرائيلي ظالم محتل والفلسطيني مظلوم مغصوبة أرضه وصحيح أنها لم تمنع الأميركي من غزو العراق إلا أنها والصحيح أيضا أنها لم تشهد وفق رغبة الأميركي بأن العراق يصنع السلاح النووي واعتبرت غزو العراق احتلالاً - ( علما أن لا احد على وجه الارض يتأسف على رحيل المستبد الديكتاتور صدام حسين ) - يا ترى من يحمي الدولة المسلمة الضعيفة من الدولة المسلمة القوية في العالم الإسلامي غير مجلس الأمن الدولي وهيئة الأمم المتحدة ?!
ألا تعتقد معي بأن كل حاكم قوي مستعد وجاهز لكي يبلع الحاكم الضعيف في دول العالم الإسلامي لولا هيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي ?! ألا تعتقد معي بأن حكام العالم الإسلامي شهوتهم جامحة في ابتلاع القوي للضعيف منهم لولا هيئة الامم المتحدة ومجلس الأمن الدولي ?! ألا تعتقد معي بالبديهة التاريخية التالية : حروبنا نحن المسلمون بعضنا مع بعض قبل تأسيس هيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي كانت أشد فتكا وتدميرا ووحشية قياسا على حروب الآخرين علينا بعد تأسيس هيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي ?! إن كل حرب ليس على رأسها نبي أو وصي نبي لا يمكن أن تكون حربا دينية ولو كانت محقة وتدور بين ظالم ومظلوم .