حذرت مصادر رفيعة في الهيئة العليا للتفاوض من انهيار الهدنة في سورية، وأكد أن الوضع الحالي لا يحتمل أي فشل للدول الكبرى فيما يتعلق بالمسألة السورية، في ظل التراشق الروسي - الأمريكي حول إمكانية نجاح الهدنة. وقالت المصادر في تصريح إلى «عكاظ» إن فشل مساعي وقف إطلاق النار سيكون له انعكاسات سلبية على مستقبل الحل في سورية، وتوقع أن تكون هناك عملية برية واسعة في سورية، وربما تضطر الولايات المتحدة إلى دخول مثل هذه الحرب والاستجابة إلى المقترح السعودي بدخول قوات برية.
وأشارت المصادر إلى أن مؤشرات الحرب البرية كبديل لانهيار الهدنة بدت واضحة من الاستياء الروسي الأخير من التصريحات الأمريكية بوجود ما يسمى بالخطة «ب»، واعتبر أن هذه الخطة تحمل أبعادا عسكرية للضغط على الروس والنظام السوري وحملهما إلى الالتزام بالهدنة، خصوصا أن النظام لوح بالخرق في داريا.
واعتبرت المصادر أن الهدنة «الأمريكية - الروسية» الفرصة الأخيرة لوضع الأزمة السورية على مسار الحل السياسي، مبينا أن من الممكن أن يحرز المبعوث الأممي ستيفان ديميستورا تقدما في حال نجاح الهدنة. وفي سياق متصل، قالت الهيئة العليا للتفاوض إن فصائل الجيش الحر وافقت على الهدنة لمدة أسبوعين بعد أن فوض 97 فصيلا من المعارضة الهيئة باتخاذ القرار المناسب.
وأكد المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات منذر ماخوس، أن قصف مدينة داريا قرب دمشق سيعد انتهاكا للهدنة التي دخلت حيز التنفيذ ليل الجمعة السبت. وأكد ماخوس أن لدى المعارضة معلومات مؤكدة تفيد بعدم وجود أي مجموعة مسلحة مصنفة إرهابية في داريا. وداريا معقل الفصائل الإسلامية والمقاتلة في الغوطة الغربية لدمشق.
إلى ذلك، يتجه مجلس الأمن الدولي إلى تبني قرار يصدق فيه على الاتفاق الروسي - الأمريكي لوقف المعارك في سورية ويطالب كافة الأطراف بتطبيقه، بحسب دبلوماسيين.
وقالت مصادر «عكاظ» إن هناك مساعي روسية - أمريكية لإصدار قرار أممي كمظلة سياسية للهدنة، على أن يكون قرار مجلس الأمن ملزما حول تنفيذ الهدنة. ولم تستبعد أن يكون القرار الأممي تحت البند السابع.
في غضون ذلك، قال متحدث باسم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس (الجمعة)، إن بلاده لديها تحفظات بشأن إمكانية الحفاظ على اتفاق الهدنة في ظل استمرار القتال.
المصدر : عكاظ