واضعاً الاصبع على الجرح الوطني النازف على غير صعيد رئاسي ومؤسساتي واقتصادي واجتماعي وبيئي وصحي وصولاً إلى الاستنزاف الحاصل على جبهة سيادة الدولة وعروبتها والتهديد المتمادي للقمة عيش اللبنانيين العاملين الآمنين في الخليج العربي، صوّب الرئيس سعد الحريري بوصلة التردّي المتدحرج على الساحة الوطنية باتجاه جوهر المشاكل والمخاطر المحدقة بالبلد جراء «ممارسات «حزب الله» التي تضرّ بمصلحة لبنان وتُعرّضه وأبناءه لكوارث غير مسبوقة»، فدعا إلى «رفع الصوت عالياً ضدّ ارتكابات الحزب في الداخل والخارج«. وفي الأثناء تتعالى الأصوات الوطنية الرافضة لتخريب العلاقات الراسخة تاريخياً مع الدول العربية وبرز منها أمس على المستوى المسيحي إبداء البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي رفض «تشويه العلاقة بين لبنان والسعودية»، معبّراً خلال استقباله في روما السفير السعودي في إيطاليا رائد بن خالد قرملي عن أسفه «للفوضى العارمة التي تعكّر صفو هذه العلاقة»، وتمنى عليه، في معرض التأكيد على أنّ «الحكومة وحدها تنطق بموقف لبنان الرسمي في ظل غياب رئيس الجمهورية»، أن ينقل إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز أمله في «أن تعيد المملكة النظر بقراراتها التي صدرت على خلفية ما حصل أخيراً» من خروج عن الإجماع العربي في مؤتمري القاهرة وجدة.
وفي بيروت، حيث يتواصل تقاطر الوفود والشخصيات الوطنية إلى مقر السفارة السعودية تضامناً معها ووفاءً لعروبة البلد ولحسن العلاقات التاريخية مع المملكة بالتوازي مع تواصل حملة التواقيع على وثيقة «لبنان للإجماع العربي»، عبّر الحريري خلال استقباله في بيت الوسط وفداً من اتحاد العشائر العربية عن أسفه لإمعان «حزب الله» في التصرف «كدولة»، مشيراً إلى أنّ الحزب «فاتح على حسابو» ويقوم بسلسلة «ممارسات وتدخلات عسكرية وأمنية في أكثر من دولة عربية» بما يعرّض لبنان «لأخطار هو بغنى عنها». وأردف: «ما يقوم به «حزب الله» من ممارسات وارتكابات وقتل ضدّ الآخرين، هو موثّق، والأدلة عليه لا تُحصى ولا تُعد من سوريا إلى العراق والبحرين والكويت واليمن وسواها»، مؤكداً في المقابل أنه «أمر جنوني مرفوض ليس في استطاعة لبنان أن يتحمله، ولذلك نحن سنرفع الصوت برفض هذه الممارسات».
وإذ جدد دعوة «حزب الله» للعودة إلى لبنان «لأن ما يقوم به عمل إرهابي وإجرامي بحق الآخرين»، شدد الحريري على أنّ البلد «لا ينهض إلا بالدولة وعلى جميع أبنائه أن يكونوا ضمن مشروع الدولة وفي حمايتها وضمانتها»، خاتماً بالقول: «كما استطعنا إخراج الجيش السوري من لبنان بدون ضربة كفّ، قادرون بوحدة كلمتنا وصفّنا أن نواجه كل التحديات والمخاطر وإنقاذ لبنان وإعادة مشروع الدولة إلى السكّة الصحيحة».
المشنوق يحذر
تزامناً، وفي وقت جدد رئيس الحكومة تمام سلام التأكيد باسم لبنان الرسمي على الإجماع الذي تجلى في جلسة مجلس الوزراء الاثنين الفائت لجهة التشديد على التمسك بالإجماع العربي وأطلع أعضاء المجلس في مستهل انعقاده أمس أنه يبذل «جهداً كبيراً ويسعى في كل الاتجاهات من أجل تجاوز الواقع الراهن للعلاقات مع المملكة العربية السعودية وباقي دول مجلس التعاون الخليجي«، لفت الانتباه ليلاً ما كشفه وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق عبر برنامج «كلام الناس» لناحية وجود مناخ عربي تصعيدي أكثر تجاه لبنان الرسمي موضحاً أنّ «هناك اتجاهاً نحو التئام جامعة الدول العربية وربما قمة عربية لتخرج بموقف موحّد يحذو حذو المملكة العربية السعودية ويؤيد قراراتها الصادرة بحق لبنان».
وفي حين أشار إلى أنّ «تيار المستقبل» يمر حالياً في «مرحلة مراجعة للموقف حول كل أحزمة الأمان في البلد، أي الحوار الثنائي والحوار الموسع والحكومة على أن يتخذ موقفه النهائي حيال هذه المواضيع بعد انتهاء المراجعة»، مع تأكيده في الوقت عينه أنّ نقاشاً مماثلاً يجري في إطار تحالف قوى 14 آذار، كشف المشنوق النقاب عن ذهاب أحد الوزراء خلال جلسة الحكومة إلى حد المجاهرة بالقول: «بين إيران والإجماع العربي نحن مع إيران»، مشدداً في ضوء ذلك على الحاجة إلى «تسوية حول السياسة الخارجية للبنان» ولفت إلى أنّ رئيس مجلس النواب نبيه بري هو المؤهل ليلعب هذا الدور خصوصاً وأنه كان قد بادر قبل أيام إلى توجيه الشكر للسعودية «عشرات المرات».
«تقدم» في النفايات
على صعيد وطني منفصل، تطرق رئيس الحكومة خلال جلسة مجلس الوزراء أمس إلى ملف أزمة النفايات ورهن استمرار الحكومة بحل هذه الأزمة، غير أنه عاد فأكد حصول «تقدّم في الملف نتيجة تعاون أظهره بعض القوى السياسية» من دون الإفصاح عن تفاصيل إضافية حول ماهية هذا التقدم.
من جهتها، أوضحت مصادر وزارية لـ«المستقبل» أنّ التقدم الحاصل باتجاه رسم معالم الحل للأزمة يكمن في الأجواء الإيجابية التي تحققت على خط «مطمر برج حمود» بشكل يساهم في دعم ركائز تأمين حل متكامل مناطقياً في ما يتعلق بمواقع طمر النفايات، مؤكدةً في الوقت ذاته أنّ الاتصالات تنشط بين بري وقيادة «حزب الله» والنائب طلال ارسلان في سبيل التوصل إلى صيغة مقبولة تتيح ضمّ موقع «الكوستابرافا» إلى قائمة المطامر الصحية المعتمدة من قبل الدولة، وذلك بالتزامن مع البحث في المناطق الشوفية عن موقع مخصص لطمر نفايات الشوف وعاليه. ورداً على سؤال، شددت المصادر على معادلة وطنية تحكم حل أزمة النفايات تقوم على أنّ «الحل إما يكون تكاملياً أو لا يكون».
المستقبل : الحريري لرفع الصوت عالياً بوجه ارتكابات «حزب الله»
المستقبل : الحريري لرفع الصوت عالياً بوجه ارتكابات «حزب...لبنان الجديد
NewLebanon
|
عدد القراء:
351
مقالات ذات صلة
الجمهورية : السلطة تحاول التقاط أنفاسها... والموازنة تفقدها...
الاخبار : السفير الروسي: الأميركيّون يهيّئون لفوضى في...
اللواء : باسيل يتوعَّد السياسيِّين.. ورعد...
الجمهورية : مجلس الوزراء للموازنة اليوم وللتعيينات غداً.....
الاخبار : الحريري بدأ جولة...
اللواء : هل يستجيب عون لطلب تأجيل جلسة المادة...
ارسل تعليقك على هذا المقال
إن المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس بـالضرورة سياسة الموقع
© 2018 All Rights Reserved |
Powered & Designed By Asmar Pro