كشف رئيس مجلس العمل والاستثمار اللبناني في منطقة الخليج العربي محمد شاهين أن أحدث إحصاءات أصدرها البنك المركزي اللبناني أظهرت أن قيمة التحويلات السنوية للبنانيين من منطقة الخليج تصل إلى 5 بلايين دولار، وتتصدر السعودية دول الخليج من ناحية التحويل. وأوضح شاهين في تصريح إلى "الحياة" أن "الاقتصاد اللبناني سيشهد انهياراً في حال بدأ تقليص أعداد العمالة، ما سيؤدي إلى خراب لبنان، وخصوصاً أن معظم اللبنانيين الموجودين في الخليج لهم مناصب وظيفية مرموقة، ما بين أطباء ومدراء ومهندسين". مبدياً تخوفه من مرحلة مقبلة ستصيب العمالة اللبنانية في المنطقة، فـ300 ألف لبناني في السعودية يستفيد من تحويلاتهم نحو 600 ألف لبناني، وسيواجهون صعوبات. وتوقع شاهين أن "تنخفض قيمة التحويلات خلال الفترة المقبلة"، مطالباً بإعادة التفكير "دبلوماسياً وأخلاقياً، ومبادلة الحسنة بالحسنة تجنباً لتنامي الأزمة، التي تحدث حالياً، إذ نتوقع تقليص حجم العمالة واستبدالها بجنسيات أخرى، وهذا الأمر سيتسبب في انهيار الاقتصاد اللبناني العاجز عن حل مشكلات بسيطة داخله، وهو غير قادر على تحمل عبء المغتربين في الخارج".
وقال: "بحسب إحصاءات البنك المركزي اللبناني، فإن لبنان من عام 1975 حتى 2015 تلقى أكثر من 50 بليون دولار بمثابة مساعدات مباشرة وغير مباشرة، إضافة إلى السندات المتعددة". مؤكداً أن "استثمارات السعوديين في الجبل اللبناني تصل إلى 70 في المئة، وفي بيروت 50 في المئة، ومعظمها في العقار، وأن هذه الأرقام بدأت تتبخر".
فيما أرجع محللون اقتصاديون خليجيون أسباب تفاقم الأزمة إلى التصريحات المتتالية وموقف دول الخليج الموحد، وقال الدكتور علي الشطي (محلل اقتصادي من الكويت): "إن إعلان البنك المركزي اللبناني قيمة التحويلات الصادرة عن منطقة الخليج إلى لبنان ما هو إلا دلالة على ما قامت به المنطقة تجاه لبنان، ومايزال موقف وزارة الخارجية فيها غير مقنع تماماً".
فيما وصف الخبير في الشأن الاقتصادي عبدالعزيز الركابي أن "تدهور الاقتصاد اللبناني سببه المواقف السياسية، فكل قطاع له ارتباط وثيق في العلاقات السياسية، وانهيار لبنان ليس لأن دول الخليج تهدف إلى هدمه، وإنما جاء رداً على مواقف سياسية، فلو تناولنا كل جانب على حدة لاكتشفنا أن الانهيارات ستكون متتالية، سواء على مستوى السياحة، التي تعتبر الخليجي السائح الأول في لبنان، ناهيك عن العقارات ومجمل الاستثمارات، وكذلك اللبنانيون - كما هو معروف في الخليج - يسمَّون "الجنسية المدللة" التي تتسلم مناصب في المؤسسات ورواتبهم مرتفعة، ناهيك عن الميزات التي تعطى للبناني من دون غيره من الجنسيات الأخرى".
(الحياة)