هدد الجيش الكوري الشمالي الثلاثاء 23 فبراير/شباط بشن هجمات استباقية على كوريا الجنوبية والولايات المتحدة في حال إجرائهما مناورات عسكرية مشتركة في شهر مارس/ آذار.
وقالت القيادة العليا للجيش الكوري الشمالي في بيان إنه سيستخدم جميع التدابير الممكنة للتصدي لأي محاولات يراد بها تهديد النظام، واصفة المناورات المشتركة "بذروة الأعمال العدائية".
وأضاف البيان "نحن على استعداد للمعاقبة فورا وبلا رحمة دون أدنى تساهل أو تسامح مع أي شخص يستفز القيادة العليا ولو قليلا".
وأضاف البيان أن "الهدف الرئيسي للجيش الكوري الشمالي سيكون مكتب رئيس كوريا الجنوبية ومحل إقامته". وهدد بضرب القوات الأمريكية في آسيا والمحيط الهادئ والبر الرئيسي، باعتبارها الهدف التالي.
وتخطط كوريا الجنوبية والولايات المتحدة لإجراء أكبر مناورات عسكرية الشهر المقبل، في وقت تتصاعد فيه حدة التوتر في شبه الجزيرة الكورية بعد التجربة النووية والإطلاق الأخير لصاروخ بعيد المدى من قبل بيونغ يانغ.
وتصر بيونغ يانغ على أن تلك المناورات تستهدف التوغل عسكريا في أراضيها، ولذا تدعو إلى إلغائها، فيما تؤكد سيئول أن هذه المناورات "ستكون ردا على اختبارات بيونغ يانغ النووية وإطلاقها صواريخ بعيدة المدى".
وشهدت المنطقة في الفترة الأخيرة تصعيدا خطيرا، خصوصا بعد إعلان بيونغ يانغ أنها أجرت تجربة لقنبلة هيدروجينية، وعلى إثر ذلك نشرت الولايات المتحدة وحدة إضافية من صواريخ باتريوت الاعتراضية في كوريا الجنوبية.
وقام الرئيس الأمريكي باراك أوباما بالتوقيع على تشريع يوسع العقوبات على كوريا الشمالية بسبب برنامجها النووي وسجلها في حقوق الإنسان والجرائم الإلكترونية، والذي وافق عليه مجلس النواب الأمريكي بالإجماع تقريبا، الثلاثاء الماضي. وصوت لصالح الإجراء 418 نائبا مقابل اعتراض نائبين اثنين، وحظي بتأييد ساحق من الجمهوريين والديمقراطيين.
وأرسلت الولايات المتحدة أربع مقاتلات إف-22 الشبح للتحليق فوق كوريا الجنوبية في استعراض للقوة في أعقاب إطلاق بيونغ يانغ صاروخا يحمل قمرا إصطناعيا. وستجري تدريبات عسكرية مشتركة أمريكية - كورية جنوبية الشهر القادم.
وقالت كوريا الجنوبية والولايات المتحدة إن إطلاق الصاروخ الكوري الشمالي في السابع من فبراير/شباط الجاري، كان تجربة لصاروخ بعيد المدى ويعتبر انتهاكا لقرارات مجلس الأمن الدولي، التي تحظر على الدولة الشيوعية المنعزلة استخدام تكنولوجيا الصواريخ الباليستية.
ومن المتوقع أن يبدأ البلدان الحليفان أيضا مناقشات حول نشر منظومة صواريخ الدفاع المتطورة "ثاد".
ومن جهتها، أعلنت وزارة خارجية كوريا الشمالية أن بيونغ يانغ ستواصل تطوير قوتها النووية، على الرغم من العقوبات الأمريكية الجديدة المفروضة عليها. وقال المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية في بيان السبت 20 فبراير/ شباط إنه كلما تصاعدت السياسة العدائية للولايات المتحدة، أصبحت نية كوريا الشمالية أكثر صلابة في تطوير اقتصادها وقوتها النووية.
وأضاف البيان أن العقوبات الجديدة التي صادق الرئيس الأمريكي باراك أوباما على فرضها تهدف إلى خلق حواجز أمام التجارة والأنشطة الاقتصادية في كوريا الشمالية، وكذلك لتعزيز الحرب النفسية ضدها، متابعا "نعيش في ظل العقوبات الأمريكية على مدى نصف قرن من الزمن، ولا تؤثر علينا أي عقوبات".
وأشرف الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون على مناورات جوية أجرتها قوات بيونغ يانغ الجوية، حسبما أفادت وسائل الإعلام الحكومية الشمالية الأحد 21 فبراير/شباط.
وقالت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية: "جرت مناورات للهجوم والدفاع بين وحدات كبيرة مشتركة من الجيش الكوري الشعبي في ثلاثة اتجاهات في آن واحد"، مضيفة أن كيم أشرف على هذه المناورات.
وأفادت الوكالة أن هدف التدريبات هو تعزيز الجاهزية العسكرية للدفاع عن بيونغ يانغ، وأعلنت وسائل الإعلام الرسمية أن كيم جونغ أون أشرف على التدريبات الجوية للجيش الشعبي الكوري وقوات الدفاع الجوي.
ودعا الزعيم الكوري طياري المقاتلات إلى المطار دون إشعار مسبق لاختبار مهاراتهم، ونقل عنه قوله "لا يرتبط الدفاع الجوي الإقليمي في البلاد بحالة الطقس والوقت، والحروب الحديثة تجرى في أسوأ الحالات".
المصدر: وكالات