بين فكّي الصراع السعودي والإيراني يقع لبنان، وبين طرفي الإنتماء للخارج يقف وحيدًا صارخا "أين الموقّعين على عريضة الإنتماء إلي".
ولأن الموضوعية من شيم الإعلام الناجح فإننا كما ننتقد محور الممانعة سننتقد محور اللاهثين وراء دول الخليج، المتناسين أنّ لبنان لا يحتاج لا لدعم سعودي ولا إماراتي إنّما فقط لسياسيين مخلصين له فقط.
فمنذ أن أعلنت المملكة العربية السعودية تجميد الهبة للجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي بدأت أصوات المعارضين لحزب الله تعلو استنكارا لما كان قد أعلنه وزير الخارجية جبران باسيل في مؤتمر التحالف الإسلامي ضد الارهاب علما أنه كان على اتفاق مع رئيس الحكومة تمام سلام.
ولم يقف المعارضون عند حدّ الإستنكار إنّما نظم رئيس تيار المستقبل سعد الحريري لقاء في بيت الوسط تحت عنوان "الوفاء للمملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي"، حضره رئيس كتلة "المستقبل" النيابية الرئيس فؤاد السنيورة، نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري، نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع سمير مقبل، الوزراء: وائل أبو فاعور، ميشال فرعون، رشيد درباس، أكرم شهيب ونبيل دو فريج، النائبان مروان حماده ومحمد الصفدي، الوزيران السابقان عدنان القصار وحسن منيمنة وحشد من رجال الأعمال والصحافة والفاعليات الاقتصادية ونقباء المهن الحرة وممثلي المجتمع المدني وشخصيات، وتخلله توقيع لوثيقة "التضامن مع الإجماع العربي، والوفاء للدول العربية الشقيقة".
هذه الوثيقة التي اعتمدت فقط على الكلام والتواقيع ترجمها وزير العدل أشرف ريفي بموقف صارم وحاسم وحضاري ألا وهو الإستقالة.
وإذ أنّ ريفي تخلّى عن حكومة يشارك فيها حزب الله إلّا أنه لم يسارع كغيره من الوزراء إلى الترجّي واعتماد الذلّ لأجل دولة منحت الهبة ثم سحبتها غير آبهة بمواقف عديدة تمّ الإشادة بها خلالها.
صحيح أنّ هذا من حقّ السعودية لكنه ليس أبدا من حق الساسة اللبنانيين أن ينوبوا بشكل ذليل عن شعب انتصر على اسرائيل وتخطّى حروبا أهلية وتعب شبابه في الخارج لرفع اسمه عاليا.
فلبنان لن يكون يومًا لا ولاية إيرانية ولا إمارة سعودية، سيكون فقط لبنانيّا وإلى المنتمين لمحوري الفرس والخليج نقول لهم :"دعوا لبنان ينعم بالسلام وارحلوا فإنّ فيه جيل لا يحتاج إلا إلى فرصة لإثبات وطنيّته"