أثار تحديد الرئيس السوري بشار الأسد، تاريخ 13 نيسان المقبل موعداً لانتخابات "مجلس الشعب"، الذي يسيطر عليه بشكل كامل عن طريق حزب "البعث العربي الاشتراكي" ومجموعة من الموالين والنافذين، بالتزامن مع الإعلان الروسي ـ الأميركي عن بدء الهدنة مع المعارضة يوم السبت المقبل، تساؤلات عدة حول حقيقة العلاقة بين الروس والنظام.
ويرى بعض المتابعين أن قرار الأسد لا يتوافق مع مساعي موسكو وواشنطن، التي تهدف إلى خلق حكومة انتقالية مختلطة من النظام والمعارضة تقوم على إجراء انتخابات نيابية ورئاسية استناداً إلى دستور جديد. في المقابل، تشير مصادر مقرّبة من النظام إلى أن هذا القرار جاء بطلب روسي لتقوية موقع النظام التفاوضي.
وعلمت "العربي الجديد" من مصادر دبلوماسية في دمشق أنّ الروس طلبوا من النظام في أثناء مؤتمر موسكو2 إجراء انتخابات نيابية ورئاسية لسحب العملية السياسية من جنيف إلى موسكو، وتقديم الروس على أنهم قادرون على إنجاز تسوية سياسية لأزمة قد تكون الأسوأ منذ الحرب العالمية الثانية. إلّا أنّ الأخير رفض بحجة الأوضاع العامة في البلاد.
ويقول مصدر مطلع في دمشق، لـ"العربي الجديد"، إن "علاقة النظام بروسيا وإيران معقّدة نوعاً ما. هي علاقة قائمة على المصلحة المتبادلة، إذ يحتاج الأسد لدعم الدولتَين للحفاظ على وجوده ووجود نظامه. وهذا واضح من الدور الكبير الذي قام به الطيران الروسي لصالح تقدّم القوات النظامية، أو بالحد الأدنى للحفاظ على مواقعها، في مختلف مناطق البلاد. لكن في المقابل يعلم الأسد أن حلفاءه يحتاجون له لأنه الوحيد القادر على فتح الباب أمامهم للدخول إلى الساحة الدولية من خلال الملف السوري"، وفقاً للمصدر.
ويرجح المصدر الدمشقي أن تكون "روسيا هي من طلبت من الأسد تقديم موعد الانتخابات النيابية ليستغل فترة الهدنة في إجراء انتخابات برلمانية، تقوّي موقفه التفاوضي وذلك من خلال إشراك ما يسمى بالمعارضة الداخلية في هذه الانتخابات".
في المقابل، يقول مصدر من "المعارضة الداخلية" المقربة من روسيا، لـ"العربي الجديد"، إن "عدداً من الدبلوماسيين الروس لفتوا في لقاءات عدة بشكل مباشر أو غير مباشر، أن روسيا غير متمسّكة بالأسد إلا أنها لا تملك البديل، حتى أنّ أحد المسؤولين الروس طلب ترشيح بدائل عن الأسد". ويلفت المصدر الذي يسمي نفسه معارضاً إلى أن "الروس يرون النظام بمثابة ذلك الفتى غير الملتزم، إلا أن الآخرين بحاجة له، وهو يدرك هذا الأمر"، وفقاً لقوله.
ويرى المصدر ذاته أنّ النظام اتخذ قراره بتقديم موعد الانتخابات البرلمانية خارجاً عن الإرادة الروسية، التي تعمل على تحقيق تقدم في المفاوضات، مبيناً أن النظام يتحوّل للتفكير بـ"عقلية المليشيا"، ومن الممكن أن يتجاوز أحد حلفائه عندما تصبح تكلفة التسويات الدولية هي التضحية به، ويمكن أن يكون قد استشعر بذلك الآن.
(العربي الجديد)