كرست حكومة الرئيس تمام سلام وحدتها واتفقت بالاجماع على البيان الذي كرس وحدتها، وجاء البيان توافقياً واكد على مضمون البيان الوزاري لجهة النأي بالنفس، ولم يكن على مستوى الهمروجة والتهديدات التي اطلقها الرئيس سعد الحريري ومطالبته ببيان عالي «اللهجة»، والسقف ضد ايران وحزب الله والا فان الحريري سيأخذ مواقف «جراحية» كاستقالة الوزراء او الاعتكاف او ما شابه من قرارات وعاشت البلاد اجواء توتر رافقت الساعات الخمس لمجلس الوزراء بانتظار ما سيصدر حيث جاء البيان مخالفاً كل التوقعات والهجمات التي سبقت اجتماع الحكومة واللافت ان البيان اخذ بملاحظات وزيري حزب الله محمد فنيش وحسين الحاج حسن اللذين رفضا صيغة «وقوف لبنان مع الاجماع العربي بالمطلق»، وتمسكا بصيغة الاجماع العربي في القضايا المشتركة التي حرص عليها لبنان دائماً، وتمت الموافقة على المقترح الذي قدموه، كما تحدثا عن وجود اطراف خارجية تمارس مواقف ضد مكون سياسي لبناني اساسي ووافق مجلس الوزراء على هذا الطرح لجهة رفض المس بأي مكون سياسي لبناني والحرص على المصلحة الوطنية اللبنانية بما يصون الوحدة الوطنية الداخلية والتمسك بالبيان الوزاري لحكومة المصلحة الوطنية من ان علينا في هذه الاوقات العصيبة التي تمر بها منطقتنا، ان نسعى الى تقليل خسائرنا قدر المستطاع فلنلتزم سياسة النأي بالنفس ونحصن بلدنا تجاه الازمات المجاورة ولا تعرض سلمه الاهلي وامانه ولقمة عيشه للخطر.
حتى ان الوزير محمد فنيش هو من طرح زيادة فقرة بما يصون الوحدة الوطنية وتمت الموافقة عليها.
- رفض وزيرا حزب الله تجديد تكرار الادانة لما تعرضت له السفارة السعودية في ايران، واخذ مجلس الوزراء بهذا الرأي، حيث لم تصدر الادانة في البيان الرسمي، بل جاءت خلال رد الرئيس تمام سلام على اسئلة الصحافيين.
واكد عدد من الوزراء وتحديداً وزيري جنبلاط عدم المس باي مكوّن سياسي داخلي لكن في القضايا العربية المشتركة يجب اتخاذ مواقف.
وفي المعلومات، انه اضيفت على البيان الرسمي 3 فقرات:
- بما يصون الوحدة الوطنية «الفقرة 1»
- في القضايا المشتركة «الفقرة2»
- كذلك الدول الشقيقة والصديقة «الفقرة 3».


واللافت ان المواقف الحادة لوزيري حزب الله للمرة الاولى منذ تأليف حكومة الرئيس تمام سلام جعلت كل الاطراف تسعى للخروج «بصيغة توافقية» منعت الانفجار الداخلي لكن الرئيس تمام سلام لم يكن راضياً عن الصيغة. وظهر «متجهم الوجه» اثناء تلاوة البيان وكذلك وزراء المستقبل الذين طرح احدهم ان يكون النأي بالنفس مقتصراً على سوريا فقط.
الاتصالات التي جرت بين بروكسل وبيت الوسط وحارة حريك وكليمنصو عبر الوزير علي حسن خليل الذي اجرى اكثر من 50 اتصالاً هاتفياً، كما واكب الرئيس بري الجلسة «لحظة بلحظة»، ووافق على الصيغة النهائية للبيان بعد ان تلاه له الوزير علي حسن خليل، وقد وافق بري والحريري وحزب الله وجنبلاط والرئيس سلام على البيان قبل صدوره، في ظل حرص على عدم تفجير الحكومة وذهاب البلد الى المجهول.
علما ان النقاش حول البند الاول والقضايا المشتركة اخذ ساعة ونصفاً من النقاش وتركز على «كيف ويمكن ولماذا ومتى» كذلك تم احضار البيان الوزاري وقراءة النص المتعلق «بالنأي بالنفس».
لكن اللافت ان الرئيس تمام سلام ووزراء المستقبل و14 آذار طالبوا باعتذار من السعودية، وهذا الامر رفضه وزيرا حزب الله ولم يحصل الاعتذار ولم يرد اي كلمة اعتذار في البيان.
وقال احد الوزراء ان البيان ربط بين الاجماع العربي والواقع الداخلي اللبناني للحفاظ على الاجماع.
وقالت مصادر وزارية انه بعد المداخلة المطولة للرئيس سلام دخل النقاش مباشرة الى ما يشبه البيان - الصيغة الذي تلاه رئيس الحكومة. اضافت ان نقاشات مسهبة ومفصلة شارك فيها اكثرية الوزراء خاصة وزيري حزب الله تناولت عشرات المحطات في سياسة بعض الدول العربية حيال لبنان وبخاصة سياسة السعودية منذ حرب تموز وحتى الغاء هبة تسليح الجيش. واشارت المصادر الى ان المناقشات التي شهدت بعض الحدة عرض فيها كل فريق وزاري لرؤيته لموقع لبنان مما يحدث على الصعيد الاقليمي وما يتعلق بالاجماع العربي، وضرورة ان لا يمس مساهمة لبنان في هذا الاجماع بالوحدة الداخلية واستقرار البلاد.
واوضحت المصادر ان العديد من الوزراء خرجوا لاكثر من مرة من الجلسة واجروا اتصالات مع مرجعياتهم بخصوص ما يحصل من نقاشات وما هو مطروح حول الصيغة التي ستصدر عن جلسة مجلس الوزراء وبخاصة الوزراء علي حسن خليل ومحمد فنيش ووائل ابو فاعور. واشارت انه في ضوء هذه الاتصالات والنقاشات ادخلت العديد من التعديلات على فقرات البيان، من انه جرى اعادة صياغة العديد من العبارات بما يضمن موافقة كل المكونات عليها.
جنبلاط
لكن اللافت موقف النائب وليد جنبلاط الذي رفض ان يكون لبنان مع محور ضد محور آخر، وذكر بمواقف والده الشهيد كمال جنبلاط عندما كان ينتقد السعودية ورغم ذلك دعته السعودية لزيارتها وتحسنت العلاقة بين آل جنبلاط وآل سعود. وقال «نحن مع اعلان بعبدا والنأي بالنفس، وعلم ان اتصالات جرت في الايام الماضية بين السفارة الايرانية وجنبلاط وكذلك جرت اتصالات بين حزب الله وجنبلاط وجرى فيه عتاب «محبب» لمواقف جنبلاط الاخيرة ضد ايران وفتح صفحة جديدة من العلاقات».