يعتمد قسم من الإقتصاد اللبناني على مردود أموال المهاجرين اللبنانيين في الخارج الذين هاجروا من قراهم وبلداتهم أو مدنهم ومن كافة المناطق اللبنانية بجميع أطيافهم بهدف كسب العيش.
إعتاد اللبنانيون العيش في دائرة الخطر بشكل دائم سواء في لبنان بلدهم الأم أو في الإغتراب خصوصاً دول الخليج بسبب المماحكات السياسية الداخلية والتي تؤدي أحيانا إلى شظايا تطاول الدول المضيفة للقوى العاملة اللبنانية. لا شك في أن الدول المضيفة تحتاج مهارات وشهادات وأدمغة اللبنانيين الذين ساهموا بشكل رئيس في إزدهار مؤسسات وشركات تلك الدول خصوصاً الخليجية منها وحفّزوا نموّها الاقتصادي. وفي المقابل، لا شك في أن اللبناني يحظى بمكانة خاصة في عقول وقلوب الخليجيين شعباً وقيادة ولكن المصلحة المشتركة بين الطرفين لا تكفي وحدها لحماية ديمومة هذه الشراكة .
وكأن اللبنانيين لم يكفهم حرمانهم من حياة مستقرة في بلد إغترابهم بطرد تعسفي "لأسباب أمنية" لسياسة الضغط على من يدرجون في محور المقاومة لمجرد إنتمائهم المذهبي وفي الوقت الذي يتواصل فيه طرد اللبنانيين من الخليج كما فعلت الإمارات العربية المتحدة . ها هي شركات تحصيل الأموال تكمل عمل المفترين بملاحقة المطرودين تعسفاً لإستيفاء قروض كانوا قد أخذوها بضمان إقامتهم وإستقرار أعمالهم في بلد الاغتراب.
إن قطع الأرزاق من قطع الأعناق ودول الخليج حتى الآن تطبق قطع الأعناق حرفياً بعد أن قطعت أرزاق الاف اللبنانيين في محاولة لإبتزاز حكومتهم من أجل التدخل في قرارات سيادية لم ينفك حكام الخليج عن المشاركة في اتخاذها منذ الإستقلال، حيث يعتبر ترحيلهم إنتهاكاً لحقوق الإنسان لعدم إتاحة لهم الفرصة بالدفاع عن أنفسهم تجاه قضية لا ذنب لهم فيها إضافةً إلى صرفهم من دون أي تعويض والآن تقوم مصارف هذه الدول بمطالبة المرحلين لتسديد أقساط البنوك المتوجبة عليهم بعد أن تركوها في بلدان الإغتراب التي أبعدوا عنها للأبد إن كانت (شقة، سيارة وغيرها..) فكيف يمكن لهؤلاء أن يسددوا ثمنها وهي التي أصبحت للدولة التي رحلوا منها.
فأكثر من 500000 ألف لبناني في دول الخليج من الممكن أن تقطع أرزاقهم مصيرهم مهدد بالترحيل من الدول الخليجية هي ذاتها الدول الذين هربوا إليها خوفاً على مستقبلهم ونأميناً لحياة كريمة لم يجدوها في وطنهم الأم الذي يفقد أبسط مقومات العيش الكريم لهم ولأطفاهم ولعائلتهم .
خلاصةً..بعد أن أبعدوا عن لبنانهم بفعل ظروف المعيشية الصعبة فيه ها هم المغتربون اليوم قابعين تحت تهديد الترحيل بسبب إنتمائهم لأحزابهم السياسية التي تناست مصيرهم ومصير وطن بأكمله مقابل مصالحهم .. فهل ستأمن الدولة اللبنانية والأحزاب اللبنانية وخصوصاً حزب الله مأوى وعمل وحياة كريمة لكل لبناني ترحل من دولة الإغتراب بفعل أخطاء رؤوسائنا !