يربط اللبنانيون ارتفاع كلفة الفاتورة الطبية في الأشهر الأخيرة، بارتيادهم الكثيف للعيادات الطبية، كما اكتظاظ أسرّة المستشفيات بهم، للتلوث الذي تضاعف نتيجة أزمة النفايات الحالية.
إلا ان كثيرا من اللبنانيين يعتبرون الأمر مبالغا فيه، وان الظاهرة المذكورة ليست سوى تداعيات مرتبطة بفصل الشتاء، إلا ان هؤلاء لا شك سيغيّرون رأيهم بعد ما كشفته دراسة علمية حديثة، حيث أفادت بأن تنفس الهواء في الأماكن شديدة التلوث مدة تتراوح بين 3 و8 أسابيع تسبب اكتساب المزيد من الوزن وخلل في وظائف القلب والجهاز التنفسي والتمثيل الغذائي.
ولتأكيد نتائج الدراسة فحص الباحثون مجموعة كبيرة من الفئران الحوامل وذريتها في مكانين مختلفين الأول ملوث بالدخان والآخر به هواء طلق.
ووجد الباحثون خلال الدراسة التي نشرتها مؤخرا بمجلة اتحاد الجمعيات الأميركية للبيولوجيا التجريبية (FASEB): بعد مرور 19 يوماً فقط حدث التهاب في الرئتين وزيادة التهاب أنسجة الكبد للفئران التي عاشت في أماكن ملوثة، مقارنة بالمجموعة الثانية.
ولاحظ الباحثون أن تلوث الهواء رفع خطر الإصابة بارتفاع الكولسترول الضار بنسبة 50%، والدهون الثلاثية بنسبة 46%، ومقاومة الانسولين بنسبة 50% تمهيدا للإصابة بمرض السكري من النوع 2، مقارنة بالفئران التي تنفست الهواء النقي.
وأضاف مؤلف الدراسة الدكتور جونفينغ جيم تشانع، أستاذ الصحة العالمية والبيئية في جامعة ديوك والكاتب البارز، أن هذه النتائج تدعم الحاجة الماسّة للحد من تلوث الهواء نظرا للعبء المتزايد الذي يسببه في عالم ملوث للغاية.
(اللواء)