ما كان يُسمى , 8 آذار , و14 آذار , سقط بالإجمال , سقوط المتعثّر بأذياله , بوصفه تقسيم سياسي للبنان بكل مكوناته السياسية والشعبية , إلا ما ندر , بظروف ومعطيات معينة محددة , إقتضت هذا التقسيم الآذاري المشوّه بعنوان عام , وقد نُسِبَ هذا التقسيم من حيث التسمية إلى شهر آذار , مكان وزمان وقوع الخلاف , لذا سُمي الفعل التقسيمي بإسم الزمان , وسرعان ما عاد إلى البروز على السطح السياسي التقسيم الاساسي المتمثل من جهة بحزب الله , ومن جهة ثانية بتيار المستقبل , والواقع من الاساس هو هذا التقسيم وكل ما عدا هذين الطرفين , يمكن أن يُسمى ملحقات , أو هوامش , وبالنهاية القرار لهما سواء في الحل أو العقد , وما بين الحل والعقد يأتي دور الملحقات .
مع أن التسمية نُسِبَت إلى شهر الربيع والازهار , وتوريق الاشجار وإخضرارها , وبدء تكوّن الثمار الجميلة الطيّبة , لكن وللأسف فإن ما مورِس من مشاحنات , ومناكفات , وشيطنة سياسية , كانت متناقضة تماما مع الاسم , فالإسم لم يكن على مسمى .
أفعالٌ حوّلت هذا الربيع إلى خريف عاصف , حيث إصفرّ البلد , وإغبرّ مُناخه , وسقطت أوراقه صفراء ممزّقة على أرصفة الصراعات الداخلية والخارجية وعلى أبواب المجتمعات الدولية , ولم تُعقد براعمنا , فكانت الثمار مشوّهة مرّة المَذاق على الكل بلا إستثناء .
تعاقب على السطلة في لبنان في ظل هذا التقسيم الآذاري المشؤوم عدة حكومات سيّئة وفاشلة , كان أسوأها وأفشلها حكومة تمام سلام , التي لا لون لها , ولا رائحة , ولا طعم , وكونها الأسوأ والأفشل لأنها لم تقدّم أي شيء سوى تغطية الفساد وقوننته بكل أشكاله , وقد شرّعت هذه الحكومة الدويلات الطائفية تحت عنوان الحوار الوطني , ووصل لبنان في زمانها إلى أسوأ حالاته التاريخية , وما زال الحبل على الجرّار .
إستقيلي أيتها الحكومة الشاهدة على الزور السياسي , والفساد الاداري , والإرهاب الأمني , وقمع الحريات , وتعطيل المؤسسات , وتغطية الأحزاب المُستلِبة لإرادة الوطن والمواطن ,لم يعد لبنان يتحملك ولم يعد بحاجة لك ولا لأعضائك ,ولا لأحزابك طالبي السلطة لذاتها , ليس لخدمة الدولة ومؤسساتها , بل لنهب الدولة ومؤسساتها , وتدمير بُناها , وتفتيت ما تبقى من شكلها بعد أن فرّغت من مضمونها .