حض زعيم تيار «المستقبل» الرئيس سعد الحريري الحكومة اللبنانية على «التحرك في اتجاه المملكة العربية السعودية لنرى كيفية إيجاد حل لوقف المساعدات لتسليح الجيش وقوى الأمن الداخلي». وأكد «اننا مستمرون بترشيح الوزير سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية».
وكان الحريري زار أمس مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان في دار الفتوى، وقال: «تحدثنا عن كل الأمور الجارية في البلد، ان كان موضوع رئاسة الجمهورية الذي تعرفون موقفي منه، أو ما حصل بالأمس بالنسبة للموقف السعودي بإيقاف المساعدات للجيش وقوى الأمن الداخلي. ونحن نتفهم هذا الموقف»، مضيفاً: «في هذا الموضوع، لا شك أن المواقف التي اتخذت في الجامعة العربية وبكل المنابر الدولية ضد المملكة، خصوصاً في موضوع السفارة، هو موقف غير عربي، وغير مفهوم، ويجب تصحيح هذا الشيء لأن المملكة كانت دائماً فاعل خير، وكانت تقوم دائماً بكل محبة بمساعدة لبنان، ولم تكن تطلب شيئاً من اللبنانيين الا اصلاح لبنان، لذلك يجب علينا ان نتكاتف قليلاً ونحاول إيجاد حل لهذا الموضوع. ومما لا شك فيه أن الكلام الصادر عن المنابر إن كان من «حزب الله» او من آخرين في اتجاه المملكة هو كلام مرفوض، وهؤلاء لا يمثلون لبنان او السياسة اللبنانية، ونحن تحدثنا مع مفتي الجمهورية بهذا الموضوع، وفي الشؤون الإسلامية التي تهم البلد». وقال: «الذي يتحمل هذا الموضوع هو «حزب الله» و «التيار الوطني الحر».
وعما إذا سيتدخل مع السعودية لحل هذا الموضوع، قال: «نحن نقوم باتصالاتنا في هذا الشأن، واليوم هناك إجماع عربي، والمرشد الأعلى للثورة الإسلامية في ايران علي خامنئي استنكر الموضوع الذي حدث بالسفارة، وماذا يفعل وزير الخارجية جبران باسيل لا يريد أن يسير بالإجماع العربي، فلذلك نحن بالنسبة إلينا يجب أن يكون موقف لبنان مع الإجماع العربي مع العرب»، ورداً على سؤال في ما يتعلق بملف الرئاسة والوسائل التي يمكن ان يعتمدها للضغط والنزول إلى البرلمان وإنهاء الإستحقاق، وإمكانية سحب ترشيح الوزير فرنجية ليكون العماد ميشال عون مرشحاً توافقياً، قال: «ربما الحكيم (رئيس حزب القوات سمير جعجع) لازم يسحب ترشيحه لـ (رئيس تكتل التغيير والإصلاح) العماد عون، ونحن مستمرون وملتزمون بترشيحنا»، مضيفاً: «كل الذي قمت به في وقت كانت الناس ناسية الرئاسة، اننا بادرنا لأننا كنا نرى انه يوجد تعطيل لهذا الموقع الذي برأينا منذ اللحظة الأولى الذي حاولت بكل المراحل ان أقول للناس ان الرئاسة والفراغ فيها هو كارثة للبنان، يوجد ناس كانت تقول انه لا، ليس كارثة، حتى من حلفائنا، فالموضوع بسيط وليكن الفراغ، أما بالنسبة إلي فقد قلت: «لا، مشكلة كبيرة جداً». لكن دعونا ننزل الى المجلس النيابي وننتخب، لأن البلد لم يعد يتحمل، وانظروا الى الوضع الاقتصادي، والاجتماعي، والمعيشي، والإنمائي». وعما إذا كان يعتقد أن جلسة 2 آذار ستنتج رئاسة جمهورية في ظل التباعد الإيراني - السعودي، قال: «لا دخل للايراني او السعودي ولا دخل لأي أحد، كل من يعطل هذا الانتخاب يتحمل المسؤولية، والذي يريد رئيس فلينزل الى المجلس، والذي يريد ان يضعها على ايران والسعودية يستطيع، لكن فعلياً بالآخر هو الحق على بعض الأحزاب التي تعطل انتخاب الرئيس».
جعجع: بتمون بس شو رأيك تعمل العكس؟
ورداً على قول الحريري «يمكن لازم الحكيم يسحب ترشيح عون»، رد جعجع في تغريدة بالقول: «بتمون شيخ سعد فما رأيك ان تعمل العكس؟ (سحب ترشيحه لفرنجية)».
والتقى الحريري، في بيت الوسط، أعضاء المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى برئاسة المفتي دريان، وحضور الرئيس فؤاد السنيورة، وزير الداخلية نهاد المشنوق، النائب بهية الحريري، ومفتي المناطق. وقال: «نمر بمرحلة صعبة جداً، وعلينا كسياسيين، وأنتم كرجال دين، مسؤولية مشتركة وواجب في مواجهة كل محاولات تشويه صورة الإسلام». وأضاف: «التطرف خطر كبير يحدق بلبنان والمسلمين والمنطقة والعالم، وكل الدول باتت تعاني من هذه الآفة المدمرة، ونحن نشدد على التمثل بنهج الاعتدال، ونعمل لتكريسه في سلوكياتنا وممارساتنا، ولكن يجب أن تتكاتف جهودنا وإياكم كل من موقعه، ليس في محاربة التطرف فقط وإنما كذلك في نشر التوعية بين الشباب والجيل الصاعد لتبيان مخاطر التطرف والإرهاب وضرورة تجنب الانجرار إلى تبني الأفكار والدعايات الضالة، وتأكيد أهمية الاعتدال. علينا مسؤولية مشتركة في نشر هذا المفهوم، سواء من خلال الخطب الدينية أو المواعظ والندوات أو المواقف على اختلافها، وأن نعمل يداً واحدة لإنهاء كل عوامل الشرذمة بين المسلمين وأن نحصن الساحة الإسلامية من كل الاستهدافات، لأن وحدة المسلمين هي الركيزة الأساس لوحدة لبنان».
وتطرق الحريري إلى قضية السجناء الإسلاميين، فدعا إلى «الإسراع ببت محاكمة جميع الموقوفين من دون أي تلكؤ أو تأخير لتبرئة من تثبت براءته ومعاقبة من ارتكب أعمالاً إجرامية أو إرهابية، وسنعمل ما في وسعنا لتسريع هذه المحاكمات مع الجهات المعنية».
دريان: لا نسمح لأحد بمؤتمر تأسيسي
ورد دريان بكلمة قال فيها: «ما سمعناه عن الاعتدال والوسطية والتطرف يشكل العنوان الأساسي للدين الإسلامي. نحن نعول كثيراً في هذه الطائفة على كل المبادرات الخيرة المقدامة والشجاعة التي يقوم بها الرئيس الحريري للخروج بلبنان من أزماته المتلاحقة لتستقيم الأمور الدستورية والحياتية والمعيشية للمواطنين جميعاً». ولفت إلى أن «الرئيس الحريري يقدم دوماً المبادرات الوطنية وليس الشخصية أو التي تصب في مصلحته السياسية، ويجب علينا جميعاً أن نقف بجانبه وندعمه. لقد عدتم إلى لبنان على رغم الظروف القاسية التي تعرفونها، لتحريك كل الملفات الراكدة والجامدة، فالعقل السياسي اللبناني دائماً يجترح الحلول، وتأكدوا دائماً أننا جزء من هذه المعادلة، فنحن جزء من هذه الدولة وليس لدينا مشروع خاص خارج إطارها. فالحل يأتي دائماً من عندنا ومن عند مرجعيتنا السياسية، فالرئيس الشهيد رفيق الحريري أخرج لبنان مما كان يتخبط فيه من أحداث ونزاعات وحروب، من خلال اتفاق الطائف الذي أرسى الحلول والاستقرار في لبنان، ونحن علينا أن نتشبث بهذا الاتفاق وأن لا نسمح لأحد ينادي بمؤتمر تأسيسي. نحن مع الطائف لأننا دفعنا ثمن هذا الاتفاق دموعاً ودماء وشهداء، وعلينا أن نحافظ جميعاً عليه».
وخاطب الحريري بالقول: «نحن نعول عليك كثيراً في إعادة ترتيب العلاقة اللبنانية السعودية، فأنت الأجدر بتصحيح هذه العلاقات، لأن المسلمين السنة في لبنان وغالبية اللبنانيين هم أهل الوفاء للمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات وسائر دول الخليج، ونحن معكم لتوصلوا هذه الرسالة إلى المملكة من أعلى مجلس في الطائفة السنية، لأن مواقفنا هي مواقف داعمة لمن وقف معنا».
وكان الحريري زار مساء أول من أمس رئيس «اللقاء الديموقراطي» النيابي وليد جنبلاط في كليمنصو، وقال: «توافقنا على ان موضوع الرئاسة حيوي ومهم جداً لكل اللبنانيين وهذا الموقع هو لكل المسيحيين ولكل اللبنانيين». أما جنبلاط فقال: «وجود الشيخ سعد في لبنان أساسي، ولا مهرب إلا بانتخاب رئيس. الفراغ مضر على شتى الأصعدة الأمنية والاقتصادية والاجتماعية».
«المستقبل»:لتجتمع الحكومة وترسل وفداً لمعالجة الأزمة
طلبت كتلة «المستقبل» من الحكومة اللبنانية «القيام بتحرك واجتماع فوري لها لمعالجة الأزمة مع المملكة العربية السعودية وإبقاء جلساتها مفتوحة، وكذلك إرسال وفد على أعلى المستويات إلى المملكة لمعالجة هذه الأزمة الخطيرة».
واعتبرت الكتلة في بيان بعد اجتماع طارئ برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة، لمناقشة مستجدات العلاقات اللبنانية - السعودية، أنه «من حيث المبدأ، أن قرار المملكة الأخير المتعلق بوقف الهبتين المقدمتين لتسليح الجيش والقوى الأمنية اللبنانية هو قرار سيادي ولا يمكننا إلا احترامه»، مؤكدة أن «هذا القرار أتى نتيجة الاستهانة والاستخفاف بالمصلحة الوطنية اللبنانية من قبل وزير الخارجية اللبناني والتنكر لتاريخ السياسة الخارجية المستقرة والمعتمدة من قبل لبنان في علاقاته مع الدول العربية، المبنية على أساس انتمائه العربي وعلاقات الأخوة التي تربطه بها».
ورأت أن «ارتكابات وزارة الخارجية اللبنانية مست بداية بعروبة لبنان وانتمائه الحاسم للعالم العربي والذي عبر عنه اللبنانيون في وثيقة الوفاق الوطني وفي الدستور». وقالت: «إن هذه الارتكابات، وبالرغم مما تضمنه البيان الوزاري، وبرغم ما تضمنه أيضاً إعلان بعبدا، فقد تم ارتكاب خطيئة متمادية في اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة وتزوير وزير الخارجية اللبناني لحقيقة القرار والخلط بينه وبين البيان».
وأضافت: «لقد مضى الوزير جبران باسيل لاقتراف خطيئة أكبر في اجتماع وزراء خارجية الدول الإسلامية في جدة، تمثلت بالخروج عن الإجماع العربي وكذلك الإسلامي، وتعريض مصالح لبنان للخطر الشديد، وقبل ذلك وبعده تصرفت الخارجية اللبنانية وكأنها ملحقة بمكتب العلاقات الخارجية لحزب الله وإيران». ولفتت إلى «أن الاستهانة وسوء التقدير والتصرفات غير المسؤولة والحملات الإعلامية غير الأخلاقية والتهجم المسفّ التي ارتكبتها قيادات حزب الله بحق المملكة والعلاقات الأخوية بين لبنان ودول الخليج العربية والدول العربية قاطبة، تسببت بالأزمة التي وصلنا إليها، وأدت إلى التفريط بمصالح اللبنانيين في العالم نتيجة تهور حزب الله ومغامراته غير المسؤولة».
واعتبرت الكتلة أن «الأمانة الأخلاقية والوطنية تقتضي منا جميعاً أن نعبر عن التقدير والشكر للمملكة لكل ما قدمته، بدءاً من الدور التاريخي في إنجاز وثيقة الوفاق الوطني في الطائف، ومروراً بإعانة لبنان في أزماته التي مر ويمر بها منذ العام 1975». وأكدت أن «دعم المملكة للبنان تمثل دائماً في حماية استقراره الاقتصادي والمالي والنقدي، وخير مثال على ذلك تجلى بما قامت به في مؤتمرات باريس 1 و2 و3 وفي كل مناسبة كان لبنان بحاجة لدعم فيها. وتمنت على «المملكة الشقيقة أن تعيد النظر في قرارها، مؤكدة أن مكانتها والشعب السعودي الشقيق راسخة لدى الكثرة الكاثرة من اللبنانيين في الأعماق، بعيداً من محاولات القلة المتنكرة للأخلاق والوفاء والانتماء».
قيادات لبنانية تتضامن مع السعودية وتتفهم قرارها
تفاعل قرار وقف المملكة العربية السعودية مساعداتها لتسليح الجيش والقوى الأمنية اللبنانية، وصدرت سلسلة مواقف حملت «حزب الله» ووزير الخارجية جبران باسيل المسؤولية، ومن أبرزها الرئيس أمين الجميل الذي قال: «إن هذا القرار يزيد القضية اللبنانية تعقيداً، فالواقع الذي نعيشه اليوم هو واقع سوريالي وعبثي. إن المواقف المتخذة في لبنان هي من نوع الانتحار والتدمير الذاتي». وقال: «عندما تعرضت المملكة لاعتداء مباشر على سفارتها، لم يكن جائزاً للبنان الوقوف في صف المتفرجين أو اعتماد الحياد»، مشدداً على «أننا ملزمون بالتضامن العربي». وسأل: «كيف يعقل أن تتعرض السعودية من دون أي مبرر لهذا الكم من التعديات سواء على سفارتها أو من خلال الكلام والخطب والمواعظ؟». وإذ دعا إلى «وقفة عامة ووجدانية لوضع حد لهذا الوضع الشاذ الذي يدفع لبنان ثمنه». وتمنى معالجة الأمر وعودة التفاهم». وتخوف من «أن يدفع اللبنانيون في الخليج ثمن الغضب السعودي».
ودعا رئيس الحكومة «إلى وقفة مسؤولة، والحكومة إلى التضامن الكامل بما يؤمن معالجة الأمر سريعاً، ونؤكد بالمناسبة للعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز عمق العلاقات بين بلدينا، وتمسكنا بالمصالح السعودية والعربية».
ولاحظ الرئيس ميشال سليمان أن تداعيات القرار السعودي «تذهب أبعد من الهبة في حد ذاتها إلى العلاقة مع المملكة، إذ غير جائز ربط علاقة لبنان بالمملكة بالهبة والمساعدات، ذلك أن بيننا تاريخاً طويلاً وتجمعنا العروبة المدرجة في صلب الدستور اللبناني والمحسومة بعبارة «لبنان عربي الهوية والانتماء»، ولا لزوم تالياً لإيجاد مبررات وحجج حول هذه العروبة. أما تكرار القول إن على السعودية وسائر دول الخليج أن تتفهمنا دائماً، فلتتفهمنّا مرة إيران، نحن عرب ولسنا فارسيين. كان المطلوب منا مجرد إدانة لا أكثر، حتى أن طهران بذاتها أقرت بالاعتداء على سفارة وقنصلية السعودية فلمَ تمنع علينا إدانة ما جرى تماماً كما فعلت سائر الدول العربية».
ودعا الرئيس نجيب ميقاتي «جميع الأفرقاء اللبنانيين إلى مراجعة ما حصل، والتنبه إلى خطورة إطلاق المواقف التي تسيء إلى لبنان وعلاقاته التاريخية مع الإخوة العرب، وفي مقدمهم المملكة العربية السعودية، وتبعده عن الإجماع العربي الذي يشكل مظلة أمان واستقرار يحتاج إليهما لبنان اليوم أكثر من أي وقت مضى».
وعزا رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع قرار المملكة وقف مساعداتها للجيش والقوى الأمنية إلى أمرين: «أولاً هو أن فريقاً لبنانياً يهاجم السعودية «على الطالع والنازل» في شكل مستمر ولأسباب لا علاقة لها بلبنان ولا بمصلحته ومصلحة اللبنانيين»، معتبراً أن «الشعرة التي قصمت ظهر البعير ثانياً هي أنه حين حصل التعدي على السفارة السعودية في طهران وعلى القنصلية السعودية في مشهد قامت القيامة في كل العالم، حتى الرئيس الإيراني حسن روحاني ومرشد الثورة علي خامنئي استنكرا هذا الاعتداء، وكل حكومات الأرض دانت هذه الحادثة إلا الحكومة اللبنانية تحت غطاء النأي بالنفس الذي ينطبق في حالات أخرى وليس في هذه الحالة». وطالب «الحكومة بالاجتماع فوراً لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الهبة السعودية والتي نحن بأمس الحاجة إليها، لذا يجب أن تلتئم الحكومة وتوجه طلباً رسمياً إلى «حزب الله»، لأنه لا حياء في الأمور السيادية بالامتناع عن مهاجمة المملكة تحت طائلة تنفيذ قانون العقوبات اللبناني، فضلاً عن وجوب تشكيل وفد رفيع المستوى قوامه نصف الحكومة مع رئيسها لزيارة المملكة وطرح الأمور كما هي والطلب من السعودية إعادة استئناف مساعداتها إلى لبنان، وإلا تعتبر الحكومة مقصّرة».
ورد جعجع على «حزب الله» من دون أن يسميه والذي برر موقف السعودية بنقص السيولة لديها بالقول: «هذا تفسير أسوأ بكثير مما حصل إلى الآن لقد طفح كيل المملكة من تصرفات بعض اللبنانيين والحكومة اللبنانية التي يبدو أنها غير موجودة على خلفية عدم الاستقامة في التعاطي».
وأعلن الأمين العام لـ«تيار المستقبل» أحمد الحريري أن قرار المملكة «يشكل تحذيراً للبنان، ويتطلّب موقفاً واضحاً من الحكومة مجتمعة ورئيسها لإيجاد حلّ، وضبط وزير الخارجية ومواقفه التي لا تعبر عن رأي اللبنانيين، ولا عن رأي الحكومة مجتمعة». واعتبر أن «المملكة تحملت في السنوات الماضية الكثير من الخطابات الرنانة والعدائية ضدها، ومن حقها أن تأخذ القرار الذي تراه مناسباً من أجل حماية كرامتها وسيادتها ومصالحها، والتي هي من كرامتنا».
الخارجية: العلاقة مع السعودية تاريخية وعميقة
أكدت وزارة الخارجية والمغتربين أن «العلاقة بين الجمهورية اللبنانية والمملكة العربية السعودية ليست علاقة ظرفية مرتبطة بظروف عابرة، بل هي علاقة تاريخية عميقة مبنية على روابط وثيقة. وبالتالي فإن الموقف السعودي المستجد لا يلغي الحرص الذي يبديه اللبنانيون، المقيمون والموجودون في المملكة، بالحفاظ على هذه العلاقة، ولا يوقف الجهد الدائم الذي تقوم به الخارجية لحماية هذه العلاقة مما يسيء اليها خارجاً عن إرادة الوزارة والحكومة اللبنانية، مع أهمية التفهم السعودي لتركيبة لبنان وظروفه وموجبات استمرار عمل حكومته واستقراره».
ولفتت الخارجية في بيان الى انها «كانت أول من بادر في لبنان الى إصدار موقف رسمي على لسان وزير خارجيتها دان فيه التعرض للبعثات الديبلوماسية السعودية في ايران ولأي تدخل في شؤونها الداخلية، وأعلن تضامنه معها في هذا المجال، كما أعادت تأكيد هذا الموقف في محطات عدة، ومنها في اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة بطريقة خطية وبتوقيع من الوزير نفسه وفي اجتماع منظمة العمل الاسلامي خطياً من قبل سفير لبنان في المملكة». وكررت أن الموقف الذي عبرت عنه «جاء مبنياً على البيان الوزاري وبالتنسيق مع رئيس الحكومة، وهو موقف قائم على الحفاظ على الوحدة الوطنية من دون التعرض للتضامن العربي».
واعتبرت ان «المواقف اللبنانية التي تصدر محاولة الإستفادة السياسية الرخيصة من موقف المملكة من دون أن تتحمل المسؤولية في تقديم البديل وتحمل تبعاته، هي مواقف تزور حقيقة الموقف اللبناني السليم وتسبب في زيادة التشنج في العلاقة اللبنانية - السعودية وتضع مصالح اللبنانيين على محك المراهنات الداخلية لأصحابها في موضوع الرئاسة».