أظهرت دراسة نشرتها مجلة JAMA Pediatrics الالكترونية أن الامهات اللواتي يتناولن كمية كبيرة من السمك خلال فترة الحمل قد يعرّضن اطفالهن لخطر النمو السريع والسمنة.
وبحسب الدراسة، تلعب التجارب التي يعيشها الاطفال في سنواتهم الاولى دورًا مهمًا في النمو، لذلك فقد يؤثر الاجهاد الغذائي بشكل كبير ودائم على وظائف الأعضاء والتمثيل الغذائي، مما يؤدي إلى مشاكل صحية في وقت لاحق في الحياة.
ولكن ما علاقة السمك، الذي يُعد من الاطعمة الصحية، بسمنة الاطفال؟
يعتبر السمك مصدرًا مهمًا للأحماض الدهنية غير المشبعة، والاوميغا 3.
وعند تناول السمك خلال فترة الحمل، تنتقل هذه المواد الغذائية عبر المشيمة (placenta)، وبالتالي تقدم الفوائد للنمو العصبي للجنين وتؤثر على نمو الانسجة الدهنية.
وفي دراسة سابقة أجريت على 151880 أم وطفل، تبيّن أن ارتفاع وزن الاطفال عند الولادة ارتبط بتناول السمك بشكل منتظم عند الامهات خلال الحمل.
تأثير الملوثات على نمو الهرمونات
يزيد تناول السمك من خطر التعرض للملوثات العضوية الثابتة، بعضها يرتبط بتعطيل نظام الغدد الصماء. وأفاد الباحثون ان هذه الملوثات قد تعطل الاشارات التي تبعثها المستقبلات النووية، ما قد يؤدي الى تغييرات في التعبير الجيني ويؤثر على التمثيل الغذائي للدهون، ومن المحتمل ان يساهم ذلك في التعرض الى السمنة.
في عام 2014، أوصت ادارة الاغذية والادوية الاميركية ووكالة حماية البيئة، النساء الحوامل او الامهات اللواتي يقمن بالرضاعة الطبيعية أو من يسعين للحمل بتناول ما لا يزيد عن وجبتين من السمك خلال الاسبوع، وذلك لحماية الجنين من خطر التعرض للمركب الكيميائي ميثيل الزئبق (Methylmercury) الموجود في عدد من أنواع السمك.
وأظهرت الدراسة أن النساء اللواتي تناولن السمك أكثر من ثلاث مرات خلال اسبوع واحد، ارتفع مؤشر كتلة الجسم (BMI) عند أطفالهن من عمر السنتين حتى الست سنوات، ما يسبب السمنة والنمو السريع. بالاضافة الى ذلك، أظهرت الدراسة نفسها أن الفتيات يتأثرن أكثر من الفتيان.
ومع ذلك يؤكد الباحثون ان نتائج هذه الدراسة ليست حاسمة، اذ لم يتم التمييز بين أنواع السمك وطريقة الطهو ومصدر الاسماك، ان كان من الأنهار أو البحار.
ولكن الدراسة أكدت أن كمية الملوثات البيئية الموجودة في الاسماك هذه الايام تقدم تفسيرًا لهذا الارتباط بين تناول كميات كبيرة من الاسماك خلال الحمل وارتفاع نسبة السمنة عند الاطفال.