جملة من العناوين المهمة أحاطت وتضمنها خطاب الرئيس سعد الحريري الذي ألقاه في البيال في الذكرى الحادية عشرة لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. دون ان ننسى حضوره شخصيا متجاوزا الاسباب الأمنية التي أدت إلى غيابه القسري المفروض عليه عن البلد. إذ ان هذا الحضور يشير إلى أن البلد ليس متروكا لفريق لبناني دون الآخر. فالوطن لجميع أبنائه.
وعلى كافة الافرقاء الاسهام في إدارته. وبالتالي فإنه لم يكون ولن يكون ولاية إيرانية تابعة لولاية الفقيه. ولن نستسلم لحزب الله الذي يصر على تحويل لبنان إلى ورقة يستخدمها الإيرانيون في مفاوضاتهم مع الدول الغربية حول الكثير من القضايا الاقليمية وأهمها الأزمة السورية.
فالرئيس سعد الحريري عندما يؤكد على أننا /نحن عرب وعربا ستبقى /فمعنى ذلك ان هناك وعيا باخطار المشروع الإيراني التوسعي في المنطقة بما في ذلك الحملة الممنهجة التي تستهدف المملكة العربية السعودية وباقي دول الخليج والتي شارك في جزء منها حزب الله على لسان أمينه العام السيد حسن الله عندما شن هجوما واسعا على المملكة وعلى الأسرة الحاكمة فيها على خلفية قيادة السعودية تحالفا عربيا لاستعادة الشرعية في اليمن التي حاولت ميليشيات الحوثيين المدعومة من إيران ومصادرتها.
وكان واضحا أنه كانت هناك هواجس لدى زعيم تيار المستقبل سعد الحريري بالنسبة لما يحاك للبنان سيما لناحية المحاولات المبذولة لعزله عن محيطه العربي وفك روابطه بأهل الخليج العربي.
وكشف سعد الحريري أنه يعرف جيدا ما يحاك للبنان منذ ما قبل اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري اي منذ إصرار رئيس النظام السوري بشار الأسد على التمديد للرئيس اللبناني السابق إميل لحود مرورا بموجة الاغتيالات التي طاولت شخصيات لبنانية سياسية واعلامية على قدر كبير من الاهمية والتأثير في صناعة القرار السياسي اللبناني والتي بلغت الذروة بتفجير موكب والده ورفاقه وصولا إلى اغتيال الوزير السابق محمد شطح في أواخر العام 2013 دون ان ننسى محاولة اجتياح بيروت والجبل في السابع من أيار عام 2008 التي جاءت انسجاما مع المؤامرات التي تحاك ضد لبنان.
ولم ينس الحريري أن يكشف خطورة إصرار حزب الله على فرض رئيس للجمهورية اللبنانية بما يؤدي إلى تغيير طبيعة النظام اللبناني بطريقة غير مباشرة.
وأكد ان الرئيس اللبناني ينتخب المجلس النيابي ولا يعينه السيد حسن نصرالله. ومع اشارته إلى ان هناك محاولات مستمرة من أجل القضاء على لبنان. وقد أكد الحريري على أن هناك في المقابل من يقاوم هذه المحاولات من خلال إعادة جمع قوى الرابع عشر من آذار كي تتولى عملية التصدي لمؤامرة القضاء على البلد. وعليه فإنه من الضروري بمكان تضافر جهود كل اللبنانيين على اختلاف تلاوينهم الطائفية والمذهبية والسياسية والحزبية.
وخصوصا أولئك الذين يؤمنون بأن لبنان وطن نهائي لجميع أبنائه. وأن الدستور والقانون هما خير ضمانة لكل مواطن بصرف النظر عن دينه ومذهبه ومنطقته للوقوف في وجه مشروع حزب الله الذي يهدف إلى ربط البلد بالمشروع الإيراني الإقليمي للوصول في النهاية لاستعادة الهوية الوطنية.