بينما تكاد خطة «الترحيل» تلفظ أنفاسها الأخيرة صباح اليوم مع انتهاء المهلة المعطاة لشركة «شينوك» البريطانية لكي تقدّم المستندات الأصلية المطلوب تأمينها بغية تنفيذ التعاقد معها لنقل النفايات اللبنانية إلى روسيا، تعود الأزمة أدراجها نحو مربعها الأول بشكل أعاد الحلول المطروحة بشأنها إلى نقطة «الطمر». وإذا كان رئيس الحكومة تمام سلام قد آثر عدم الإسراع والتسرّع في نعي «الترحيل» رسمياً قبل بتّ الموضوع نهائياً مع الشركة المعنية، فهو حرص في الوقت عينه على نفي حصول أي تزوير في الوثائق التي تسلمتها الدولة من قِبل الشركة من دون أن يستبعد في المقابل العودة إلى «البحث جدياً في حل المطامر إذا فشل الترحيل»، متهماً البعض في لبنان بالدفع نحو إطالة أمد أزمة النفايات «لتبقى قضيته ومنابره»، مع تشديده على وجوب تحمّل كافة القوى السياسية مسؤولياتها تجاه إيجاد سبل معالجة الأزمة.
وكان سلام قد أكد أمام مجلس الوزراء ما عاد فأعلنه ليلاً خلال إطلالته عبر برنامج «كلام الناس» لناحية تلقيه من السفير الروسي ألكسندر زاسبكين اتصالين في 28 كانون الثاني الفائت و8 شباط الحالي لإبلاغه بتأييد بلاده خطة ترحيل النفايات اللبنانية إلى الأراضي الروسية، فضلاً عن إثارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الموضوع بنفسه معه خلال لقائهما في 15 الجاري في ميونيخ حيث طمأنه إلى أنّ موسكو عازمة على مساعدة لبنان في ملف النفايات مؤكداً العمل على ترتيب الأمور المتصلة بعملية الترحيل وأن المسألة تحتاج فقط إلى مزيد من الوقت.
وبنهاية المناقشات على طاولة مجلس الوزراء أمس تم التوافق على أنه في حال سقوط عملية الترحيل بسبب عدم تقديم الشركة المعنية المستندات المطلوبة منها بحلول اليوم «لا بدّ حينها من العودة إلى الخيار الذي كان قد سبق لمجلس الوزراء أن أقرّه في 9/9/2015 والقاضي باعتماد المطامر الصحية كحل بديل»، وعلى هذا الأساس دعيت اللجنة الوزارية المكلفة بمتابعة هذا الملف إلى الاجتماع قبل ظهر الغد لاتخاذ القرارات المناسبة. وأوضحت مصادر وزارية لـ «المستقبل» أنّ جلسة الحكومة خلصت إلى نتيجة واحدة: «الاتفاق على أنّ الطمر هو الحل البديل للترحيل لكن من دون الخوض في كيفية اعتماد هذا الحل والأماكن القابلة للاستخدام كمطامر مطابقة للشروط الصحية والبيئية». وأفادت المصادر أنه في خضم النقاش حول أسباب اللغط الحاصل حول خيار الترحيل برز ما أعلنه وزير الزراعة أكرم شهيب أثناء شرحه مسببات هذا اللغط لناحية تأكيده وجود أيدٍ وجهات معلومة بالأسماء وراء عرقلة عملية الترحيل إلى روسيا كاشفاً في هذا السياق أمام مجلس الوزراء عن معطيات مؤكدة تفيد أنّ أحد المستشارين الصحافيين المقربين من إحدى الشركات العاملة في مجال النفايات في لبنان بعث بمراسلات موثقة إلى روسيا لتحريض المسؤولين المعنيين هناك على رفض استقبال النفايات اللبنانية.
الحريري
على صعيد منفصل، واصل الرئيس سعد الحريري حراكه السياسي النشط أمس من خلال سلسلة لقاءات ومشاورات عقدها في بيت الوسط، حيث ترأس كذلك اجتماعاً للأمانة العامة والمكتبين السياسي والتنفيذي في تيار «المستقبل» تناول خلاله مجمل الأوضاع والتطورات السياسية في لبنان والمنطقة، متوجهاً إلى كوادر «المستقبل» بالتشديد على صعوبة المرحلة الراهنة، ومنبهاً إلى أنّ «استمرار الفراغ يهدد البلد ويعتبر مقتلاً للبنان».
وإذ وصف حصيلة لقاءاته مع المرجعيات السياسية بـ«الممتازة«، قال الحريري: «سنواصل الضغط لإنهاء الفراغ وسنشارك في جلسات مجلس النواب تحت سقف الدستور والديموقراطية وليربح من يربح»، لافتاً الانتباه إلى أنّ المبادرات التي يطلقها تيار «المستقبل» إنما تهدف إلى «تعطيل مفاعيل التعطيل»، مع تشديده في الوقت عينه على «ضرورة ألا تؤثر الصراعات الخارجية على الداخل اللبناني، وأهمية تدوير الزوايا لتجنيب البلد أي أزمات جديدة وحمايته بأي ثمن«.
المستقبل : الحريري لـ «المستقبل»: لتعطيل التعطيل ولمنع تأثير الصراعات الخارجية على الداخل
المستقبل : الحريري لـ «المستقبل»: لتعطيل التعطيل ولمنع...لبنان الجديد
NewLebanon
|
عدد القراء:
298
مقالات ذات صلة
الجمهورية : السلطة تحاول التقاط أنفاسها... والموازنة تفقدها...
الاخبار : السفير الروسي: الأميركيّون يهيّئون لفوضى في...
اللواء : باسيل يتوعَّد السياسيِّين.. ورعد...
الجمهورية : مجلس الوزراء للموازنة اليوم وللتعيينات غداً.....
الاخبار : الحريري بدأ جولة...
اللواء : هل يستجيب عون لطلب تأجيل جلسة المادة...
ارسل تعليقك على هذا المقال
إن المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس بـالضرورة سياسة الموقع
© 2018 All Rights Reserved |
Powered & Designed By Asmar Pro