جولات للحريري بلا نتيجة واضحة , وانتظار لجلسة 2 آذار
النهار :
أن يصاب المواطنون بعمى الحقائق الضائعة فهذا أمر معتاد في لبنان بل يشكل العلة الكبرى المسببة لهوة لا قعر لها بين اللبنانيين وسياسييهم ومسؤوليهم. أمّا أن تتخبط "الدولة" والحكومة والقوى السياسية في "لغز" ضياع الحقائق المتعلقة بصفقة ترحيل النفايات بين بيروت وموسكو كما يحصل منذ ثلاثة أيام، فهذا لا يعكس إلاّ حقيقة واحدة هي انهيار الحد الادنى الاخير من مفهوم السلطة المسؤولة في ظل الواقع الانتقالي الراهن الذي تمدد معه الفراغ
الى باقي مفاصل السلطة والمؤسسات.
اقتحمت هذه المسألة التي تشي بريبة فضائحية او "مافيوية" ضائعة كما يتردد على نطاق واسع المشهد الداخلي بقوة لتطغى على الحركة السياسية المتصلة بالاستحقاق الرئاسي والتي تواكب اللقاءات المتواصلة للرئيس سعد الحريري منذ عودته الى بيروت الاحد الماضي. حتى ان انفجار هذه المسألة على نحو واسع اقتحم أمس أعمال هيئة الحوار الوطني وبدل جدول أعمالها مثلما يتوقع ان يفرض نفسه بندا طارئا اليوم على مجلس الوزراء. ووسط حدين شديدي التناقض من المعطيات وتخبط في الحديث عن مهلة 24 ساعة أو 48 ساعة لانتظار التدقيق في موضوع الوثائق "المزورة " التي ان ثبت تزويرها ستطيح عملية ترحيل النفايات الى روسيا والخارج وتعيد ملف أزمة النفايات برمته الى نقطة الصفر، تفاقمت تداعيات هذا التطور الذي من شأنه في الحدود الدنيا فتح ملفات المساءلة عن حقيقة تمرير عملية تلزيم لشركة نسجت حولها شكوك متعاظمة ومن ثم برزت وقائع تتصل بأمور مريبة في الجانب الروسي أيضاً وكانت الحصيلة أن وقعت البلاد مجدداً في دائرة مفرغة وسط تفاقم بالغ الخطورة لأزمة النفايات المتمادية منذ سبعة أشهر.
وتنقل ملف النفايات أمس بين طاولة الحوار في عين التينة وطاولة لجنة البيئة النيابية. ففي إجتماع الحوار، كما علمت "النهار"، أبلغ رئيس الوزراء تمام سلام المجتمعين أنه إلتقى على هامش مؤتمر ميونيخ الاخير وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وبحث معه في قضايا ذات إهتمام مشترك، وقد بادر الوزير الروسي الى إبلاغ الرئيس سلام إهتمامه بملف النفايات وبأن تساهم روسيا في حل ترحيلها الى أراضيها. وتوقع الرئيس سلام أن تتضح الامور خلال 48 ساعة، أي غداً.
أما في إجتماع لجنة البيئة النيابية التي إنعقدت برئاسة النائب مروان حمادة وحضور وزير الزراعة أكرم شهيّب بصفته الوزير المكلف ملف ترحيل النفايات ومجلس الانماء والاعمار وأعضاء اللجنة، فقد علمت "النهار" ان الوزير شهيّب أبرز نسخة عن كتاب موقّع من وزير البيئة الروسي وآخر من الشركة الوطنية للبيئة في روسيا المكلفة التعامل مع الملف البيئي في روسيا يفيد أن لا مانع لديها أن تكون الشركة الروسية مقاولاً بالباطن مع شركة "شينوك" لطمر النفايات الاتية من لبنان في روسيا. وتوقعت مصادر اللجنة في ضوء هذه المعطيات أن يتضح الخيط الابيض من الخيط الاسود في الملف خلال ساعات كي يحسم ما إذا كانت المستندات مزوّرة أو غير مصادق عليها. ولفتت الى أن هناك تواصلاً بين "لوبي" في لبنان و"لوبي" في روسيا تجمعهما مصلحة مشتركة هي الضرر من إنجاز صفقة الترحيل.
موقف كتائبي
وعلمت "النهار" أن وزراء حزب الكتائب يتجهون إلى إعلان موقف اعتراضي كبير خلال جلسة مجلس الوزراء تواكب "انتفاضة" رئيس الحزب النائب سامي الجميّل بعد جلسة الحوار الوطني على ما آل إليه موضوع النفايات، والأرجح أنهم سيطلبون التوقف عن الكلام على ترحيل النفايات بعدما ثبت عدم جدواه، والعودة إلى خطة الوزير أكرم شهيّب السابقة ومباشرة تطبيقها من دون أي تأخير، وذلك في موازاة إعطاء البلديات فوراً أموالها المستحقة من عائدات الخليوي تطبيقاً للمرسوم الصادر في هذه الشأن كي تتمكن من التصرف على قاعدة الخطة اللامركزية التي أقرّت سابقاً ولم يُطبّق منها أي بند.
وانتقد متابعون بدقة لأزمة النفايات عدم إحالة المعنيين في شركة "شينوك" على النيابة العامة بسبب تقديم مستند مزور على ما أكد المسؤولون الروس رسمياً، وفسروا إمهال الشركة 48 ساعة بدل 24 ساعة وفقاً لما اتفق عليه في جلسة الحوار، بالرغبة في تمرير جلسة مجلس الوزراء اليوم من دون بحث في موضوع النفايات. كذلك انتقدوا عدم استبعاد "شينوك" لأنها لم تقدم المستند الذي يثبت موافقة بلد المقصد على استقبال النفايات قبل 29 كانون الثاني الماضي، بل قدمت مستنداً مزوراً كأنه لم يكن. وتقدمت "حملة بدنا نحاسب" أمس باخبار لدى النيابة العامة التمييزية عن تزوير مستندات في موضوع ترحيل النفايات. وقال وكيل الحملة المحامي واصف الحركة إن ثمة دعاوى مقامة في حق شركة "شينوك" وشقيقاتها في الخارج مثل الصومال وليبيا. وسأل: "كيف يمكن صرف 50 مليون دولار لمجلس الانماء الاعمار وهو غير ذي صلاحية؟ اضافة الى ان شركة "شينوك" غير مسجلة في بريطانيا وهي شركة صغيرة رأسمالها 30 الف باوند ومصنفة انها صغيرة. فما هي الضمانات التي قدمتها شينوك؟ وكيف تدفع البند الجزائي عند الاقتضاء؟".
الحركة الحريرية
أما في المشهد السياسي، فظلت الاهتمامات مركزة على حركة الرئيس الحريري. وعلمت "النهار" ان قرار النائب سليمان فرنجية المشاركة في جلسة 2 آذار أوجد معطيات جديدة في السباق الرئاسي مما يفتح الباب على البحث في نصاب الجلسة وتوفير إمكان إكتماله. ولعل هذا ما يفسر الاعتراض من "التيار الوطني الحر" على أي خطوة تستهدف الميثاق. وفيما تردد ان رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون يعتزم القيام بزيارة لموسكو الاسبوع المقبل تلبية لدعوة للمشاركة في مؤتمر دولي، حل النائب فرنجية أمس "مرشحاً" وضيفاً في "بيت الوسط" وسط حفاوة واضحة من الرئيس الحريري الذي جدد التزامه ترشيح رئيس "تيار المردة". واعلن فرنجية بعد لقاء طويل والحريري رفضه طلب انسحابه من المعركة الانتخابية، معتبراً ان هذا الطلب فيه "احراج للحريري وهذا الأمر ليس من هوايتي فالحريري كان آدمياً وشهماً وواضحاً في مواقفه ولن أحرج أحداً في تبني ترشيحي وطالما هناك كتل تؤيدني فانا مستمر بترشيحي".
المستقبل :
يواصل الزخم السياسي والرئاسي الذي خلّفه الرئيس سعد الحريري على الساحة الوطنية ضخّ مزيد من جرعات الضغط والدفع باتجاه تعبيد الطرقات والتقاطعات السياسية والدستورية الآيلة إلى تأمين عبور القطار الرئاسي نحو المجلس النيابي بغية إنجاز الاستحقاق وإنقاذ الجمهورية. ومن منطلق الإيمان بكون مبادرة دعمه ترشيح النائب سليمان فرنجية بوصفه أحد الأقطاب الموارنة الأربعة المصادق مسيحياً تحت سقف بكركي على حيثية وأحقية أي منهم في تبوؤ سدة الرئاسة الأولى إنما «وضعت الاستحقاق على السكة الصحيحة» كما أكد الحريري ليلاً من عين التينة إثر لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري، جاء تجديد رئيس «المستقبل» تمسكه والتزامه بهذه المبادرة أمس في وقت كان رئيس «تيار المردة» يجدد التأكيد من بيت الوسط على عدم التراجع عن خوض السباق الرئاسي قائلاً: «إذا طلبوا مني كسليمان فرنجية الانسحاب لكي أحرج الرئيس الحريري مسيحياً، فإنها ليست هوايتي أن أحرج شخصاً كان وفياً وشهماً معي وذا أخلاق عالية في ترشيحي».
إذاً، استقطبت زيارة فرنجية بيت الوسط بعد ظهر أمس الاهتمام على غير صعيد سياسي ورئاسي وإعلامي، سيما وأنه أكد بعد اللقاء الذي دام قرابة الساعتين تخللتهما مأدبة غداء أقامها الحريري على شرفه أنه أتى «لشكر دولته على دعمه» لترشيحه، وقال: «تحدثنا في موضوع الواجب الديموقراطي لكل لبناني ولكل استحقاق، وفي هذا الموضوع كانت لدينا نظرة مشتركة، وهذه الأمور ستستمر خصوصاً أن هناك جلسة (رئاسية) مقبلة في 2 آذار». ورداً على أسئلة الصحافيين أجاب فرنجية: «طالما أن هنالك كتلاً أيّدت ترشحي فأنا موجود ولن أتراجع»، وأردف في ما يتعلق بمسألة ترشّح رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون قائلاً: «ترشيحي يعتبره العماد عون منافسة له، أما نحن فنعتبر أنّ ظروفنا غير ظروفه». أما الحريري ولدى سؤاله عن تصريح فرنجية فاكتفى بالقول: «كلامه من ذهب».
وليلاً، زار الحريري عين التينة حيث شدد بعد لقائه بري على البُعد الوطني للانتخابات الرئاسية، مؤكداً في هذا المجال أنّ الموضوع الرئاسي هو «موضوع سياسي وطني له علاقة بكل التركيبة الوطنية»، وسط تجديده دعوة كافة الكتل النيابية «للنزول إلى المجلس النيابي وممارسة الحق الدستوري» في الاختيار الديموقراطي بين المرشحين الثلاثة فرنجية وعون والنائب هنري حلو.
ورداً على أسئلة الصحافيين، بدّد الحريري كل الشائعات التي تروّج إلى أنه يسعى إلى تبوؤ سدة رئاسة مجلس الوزراء في المرحلة المقبلة، فسأل: «هل رشحتُ نفسي؟ هل ترونني راكضاً لكي أصبح رئيساً للحكومة؟». وأضاف: «ما حدا يحطها فيّي» سعد الحريري يريد رئيس جمهورية مهما كلف الأمر.
وعن مقولة إنّ عودته إلى السرايا الحكومية محكومة بشروط «حزب الله»، اكتفى الحريري بالرد جازماً: «أعود بشروطي».
«حزب الله»
وعلى الضفة المقابلة، لفت أمس تأكيد أوساط «حزب الله» لـ«المستقبل» أنّ الحزب واثق «حسبما هو واضح من المعطيات الراهنة أنّ الجلسة الرئاسية المقبلة في 2 آذار لن تُفضي إلى انتخاب رئيس للجمهورية»، مشيرةً في ما يتعلق بالاستحقاق الرئاسي إلى أنّه «إذا كان العامل الإقليمي مهماً غير أنّ العامل المحلي هو عامل أساسي» لإنجاز الاستحقاق.
وفي حين جددت التأكيد على «التزام «حزب الله» الأخلاقي تجاه ترشيح الجنرال عون»، غير أنّ أوساط الحزب نقلت في الوقت عينه اطمئنانه إلى مصير نتائج الانتخابات الرئاسية باعتبارها أضحت محصورة بين «مرشحين من فريق 8 آذار»، مشددةً في هذا السياق على أنّ «التفاهم يساعد على اتفاق اللبنانيين بينما الخلاف لن يؤدي إلى حل أي من مشاكل البلد».
وعن التوقعات المتصلة بنتائج جلسة الحوار الوطني في 9 آذار المقبل في ضوء تأكيد رئيس المجلس النيابي عودة الحوار إلى التقيّد ببحث ومناقشة بنود جدول أعماله (الانتخابات الرئاسية وقانون الانتخاب وتفعيل عمل المؤسستين التشريعية والتنفيذية)، اكتفت أوساط «حزب الله» بالإشارة إلى أنّ «انعقاد هيئة الحوار مهمّ بحد ذاته بمعزل عما تحققه من نتائج ربطاً بالإيحاءات الإيجابية التي تعكسها على عموم أجواء البلد».
الحوار
وكان الحوار الوطني قد انعقد أمس في عين التينة حيث ما لبث أن استغرق في نقاشات خارجة عن سياق جدول أعماله، الأمر الذي دفع مصادر المتحاورين إلى وصف جلسة الأمس بأنها كانت بمثابة «حوار الطرشان»، وأفادت المصادر «المستقبل» أنه ما أن استُهلت الجلسة بطرح موضوع عقد جلسات تشريعية في المجلس النيابي حتى انحرف جوهر الحوار عن مساره من خلال إقدام الرئيس نجيب ميقاتي على إثارة قضية النازحين السوريين متهماً الحكومة بأنها لا تتعامل بجدية مع الموضوع، وعلى الأثر اضطرّ رئيس مجلس الوزراء تمام سلام إلى إعادة تصويب الأمور نافياً صحة هذه المزاعم ومذكراً في المقابل بأنّ الحكومة عبّرت عن رؤيتها حيال هذا الملف ولبنان كان قد ذهب بورقة عمل واضحة إلى مؤتمر لندن الخاص ببحث سبل معالجة أزمة النازحين في دول الجوار لسوريا.
وبعد نقاش دام نحو ساعة ونصف الساعة حول قضية النازحين، عاد المتحاورون إلى إثارة ملف أزمة النفايات بحيث نقلت المصادر أنّ رئيس الحكومة كشف أنّ السفير الروسي في لبنان طمأنه إلى استعداد بلاده لمساعدة لبنان في حل هذه الأزمة وقبله رئيس الوزراء الروسي سيرغي لافروف كان قد أكد لسلام يوم الجمعة الفائت أنّ روسيا لن ترفض إدخال النفايات اللبنانية إلى أراضيها، مع إشارته في هذا المجال إلى أنه لم يسمع أي كلام مباشر من المسؤولين الروس حول ما يُثار في الإعلام عن عمليات تزوير في المستندات المتعلقة بترحيل النفايات إلى روسيا. وبعد انتهاء جلسة الحوار أوضح سلام أنّ جلسة مجلس الوزراء اليوم ستعمل على «استكمال معالجة ملف النفايات»، في حين كانت لجنة البيئة النيابية التي انعقدت برئاسة النائب مروان حمادة وحضور الوزير أكرم شهيب قد أوصت بحسم موضوع عقد ترحيل النفايات «خلال 24 ساعة».
الديار :
لا رئيس في جلسة 2 آذار، رغم كل «المعمعة» والاجتماعات والتحضيرات التي يقوم بها الرئيس سعد الحريري والتأكيد على حضوره الجلسة شخصياً لن تغير في المشهد الرئاسي وفي الاصطفافات القائمة، ولن يكتمل النصاب، مهما بلغت التصريحات والتسريبات وستبقى حركة الحريري بدون بركة ولن تنتج رئيساً رغم تعداده النواب و«البوانتاج» الذي يقوم به الحريري، فحزب الله والعماد عون مع حلفائهما لن يشاركوا في الجلسة، وتيار المردة موقفه واضح لجهة عدم المشاركة اذا غاب حزب الله، والسؤال الذي يجب ان يوجه الى الرئيس الحريري، هل يوافق الرئيس بري على انتخاب رئيس في غياب حزب الله برغم علاقته غير الودية مع العماد عون. فالاستحقاق الرئاسي لا يمكن الافراج عنه حالياً في ظل الاشتباك الدولي والاقليمي الكبير، والخلاف السعودي - الايراني، وبالتالي لا رئيس في جلسة 2 اذار، والفراغ سيطول حتى الوصول الى توافق داخلي غير متوافر حالياً. وبالتالي، فان الحركة السياسية للرئيس الحريري لن تبدل في «الستاتيكو» القائم، رغم تأكيده ان سليمان فرنجية هو مرشحه. فيما زار الحريري ليلاً الرئيس بري وجدد على مواقفه بضرورة النزول الى المجلس النيابي لانتخاب رئيس. ـ عون سيزور موسكو ـ الى ذلك، كشفت معلومات ان رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون سيزور العاصمة الروسية منتصف الاسبوع المقبل، للمشاركة في مؤتمر دولي يشارك فيه رؤساء دول ووزراء خارجية، وسيلتقي العماد عون وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ومسؤولين روس خصوصاً بعد اللغط الذي ساد حول الموقف الروسي من الاستحقاق الرئاسي، وعدم الحماس لوصول العماد عون الى رئاسة الجمهورية، وتسريب السفير اللبناني في موسكو لوثيقة عن رفض روسي للعماد عون عبر كلام نقل عن بوغدانوف مساعد وزير الخارجية الروسي. وفي المعلومات، ان مسؤولاً لبنانياً مقرباً من العماد عون التقى بوغدانوف، واكد له الاخير بان القرار الدولي اتخذ بضرورة انتخاب رئيس توافقي، وان هناك شبه اجماع على انتخاب رئيس، وان العماد عون لا يحظى بالتوافق. وفي المعلومات، ان الماكنة العونية الرئيسية تحركت على الفور باتجاه الحلفاء طالبين الاستفسار عن موقف بوغدانوف، وتحرك الحلفاء بدورهم على خط المسؤولين السوريين وابلغوهم بكلام المسؤول الروسي. وتشير المعلومات، ان المسؤولين السوريين فاتحوا المسؤولين الروس في المعلومات التي اعلنها بوغدانوف عن رئاسة الجهمورية اللبنانية. وتضيف المعلومات، ان المسؤولين الروس الكبار نفوا هذه المعلومات جملة وتفصيلاً، وبان الموقف الروسي واضح لجهة توافق اللبنانيين على انتخاب رئيس للجمهورية وانهم لا يتدخلون بالاسماء، وان للعماد عون له مكانة خاصة عند المسؤولين الروس، واكد المسؤولون الروس لمسؤولين سوريين ان كلام بوغدانوف لا يمثل الموقف الروسي الرسمي، والكلام فسر في غير محله. وتشير المعلومات، ان المسؤولين السوريين ابلغوا الى حلفائهم في بيروت حقيقة الموقف الروسي وتم وضع العماد عون في اجوائه وان مسؤولاً روسيا في بيروت ابلغ العماد عون بالموقف الروسي، ولذلك تأتي زيارة العماد عون لتبديد كل المعلومات التي سربت عن الموقف الروسي بشأن الانتخابات الرئاسية. ـ جلسة الحوار وملف النفايات ـ جلسة الحوار الوطني ركزت على تفعيل المجلس النيابي والحكومة، في ظل استحالة التوافق على موضوع الرئاسة الذي غاب عن الجلسة، التي ركزت على النفايات بعد الفضيحة بين «المافيات» اللبنانية والروسية، ولا احد يعرف عن هذا الملف شيئاً، وكيف يدار؟ ومن المسؤول؟ رغم شرح الرئيس سلام تفاصيل مفاوضاته مع الشركة البريطانية «شينوك» وان المسؤولين الروس ابلغوه بتقديم كل مساعدة وانه ابلغ امس رئيس مجلس الانماء والاعمار وجوب تأمين الاوراق والمستندات القانونية، وانتقد سلام التشويش الاعلامي مؤكداً ان موضوع الترحيل لم ينته، واذا كانت هناك عراقيل فيجب العودة الى المطامر، وتحدث عن ضرورة فتح مطمر الناعمة مجدداً الذي يستوعب مليون طن... وهناك الكوستابرافا وكذلك مطمر سرار في عكار وهناك امكانية الطمر في السلسلة الشرقية، ولكنه اكد انه لن يعطي الاوامر للجيش في هذا المجال الا اذا كان هناك قرار سياسي واضح، والمطلوب قرار سياس في هذا الخصوص. وفي المعلومات، ان الرئيس تمام سلام، «جس نبض» النائبين جنبلاط وارسلان في موضوع فتح مطمر «الناعمة» وان طلب سلام جوبه بالرفض القاطع، فيما اشارت المعلومات ان جنبلاط اكد على امكانية درس موضوع، «الكوستابرافا»، لكن النائب ارسلان ابلغ الرئيس سلام رفضه لاعادة مطمر الناعمة و«الكوستابرافا» يحتاج الى ثلاثة اشهر لردم الصخور وقال ارسلان «خيطوا بغير هالمسلة»
الجمهورية :
توسّعَ إطار الحركة السياسية بدءاً من عين التينة التي شهدت جولة حوار جديدة طغى عليها ترحيل النفايات، عِلماً أنّ هذا الملف سيَحضر بقوّة اليوم على طاولة مجلس الوزراء، وانتهاءً باجتماع بين رئيس مجلس النواب نبيه بري والرئيس سعد الحريري مساءً، مروراً بـ«بيت الوسط» الذي شهدَ غداءً أقامه الحريري على شرف مرشّحه رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية. أكّد الحريري بعد زيارته برّي أنّ هناك أربعة مرشّحين التقوا في بكركي، واتّفقوا على إعطاء الغطاء المسيحي لأيّ منهم. وشدّد على أنّ الرئاسة بيَد اللبنانيين «وعلى الجميع أن يعلم أنّه يجب النزول إلى مجلس النواب لننتهي من هذا الوضع، وإذا أرادوا المقاطعة فهذا ليس حقاً دستورياً، إذ إنّه يمكن مقاطعة جلسة أو اثنتين للاستمهال أو للتفكير بالوصول إلى تسوية، أمّا أن نقاطع 21 شهراً فإنّني أرى أنّ هذا الأمر يتجاوز الحقّ الدستوري كما يرى البعض»
وأكّد أنّه لم يرشّح نفسَه لرئاسة الحكومة، وأنّ النواب هُم في النهاية يقرّرون في الاستشارات من هو رئيس الوزراء، ولكنْ «ما حدا يحطّها فيّي». وقال: «سعد الحريري يريد رئيس جمهورية مهما كلّف الأمر، وإذا لم يُطلب منّي أن أترأس الحكومة فلن أفعل، فمباردتي وضَعت الاستحقاق الرئاسي على السكة الصحيحة، وأنا أريد رئيساً للجمهورية مهما كلّف الأمر».
وشدّد قائلاً: «الكلامُ أنّ الموضوع يتعلّق بسعد الحريري وأن يكون رئيساً للحكومة غيرُ صحيح، وأنا لم أتكلّم مع سليمان فرنجية بهذا الأمر ولم أطالب برئاسة الحكومة ولم أفتح هذا الموضوع، هو الذي تكلّم وهو الذي اقترَح. إذا طلِب منّي أن أتولّى هذه الوظيفة سأتولّاها.
وأكّد الحريري أخيراً أنّه يعود إلى رئاسة الحكومة بشروطه لا بشروطهم.
الحريري ـ فرنجية
وكان فرنجية قد أعلنَ استمراره في خوض السباق الرئاسي، شاكراً للحريري دعمَه، وأكد أنّه واثقٌ بالحريري كلّ الثقة، ولا يكترث بالكلام المتداول عن أنّ الحريري يستعمل هذا الترشيح ورقةً للاستفادة في أماكن أخرى، وأعلن أنّه لن يحرجَه من خلال سحبِ ترشيحه، وأكد عدمَ تراجعِه طالما إنّ هناك تأييداً من عدد من الكتل. وأوضَح أنّه لا يقوم بأيّ خطوة من دون التنسيق مع حلفائه، وقال: «المشاركة في جلسة انتخاب الرئيس المقبلة ستكون بالتنسيق مع حلفائنا».
واعتبَر أنّ «التيار الوطني الحر» حليف، والعماد ميشال عون صديق وحليف، والأمور ليست في أحسن حال ولكنّنا و«التيار» في خطّ واحد وموقف واحد». مؤكّداً أنّه «لن يكون هناك رئيس جمهورية في لبنان لا يَحظى بتوافق وطني». ووصَف الحريري كلامَ فرنجية بأنه «كلام مِن ذهب».
وكشفَت مصادر مطلعة لـ«الجمهورية» أنّ فرنجية أبلغَ الحريري أنّ مشاركته في جلسة 2 آذار المقبل لم تختمر بعد، وأنه لا يمكنه في ظلّ الظروف الراهنة المشاركة ما لم يشارك حليفه «حزب الله « فيها، وهو ما أصرّ على الإعلان عنه بعد اللقاء من بيت الوسط.
وكشفَت المصادر أنّ موقف فرنجية تلازَم وموقفَ آخَر لبرّي بعدم نزول نواب «كتلة التنمية والتحرير» أيضاً إذا استشفّ منها أنّها جلسة لتحدّي الحزب بالسعي إلى توفير النصاب الدستوري.
«التيار الوطني الحر» يَردّ
وليلاً، ردّ مصدر مسؤول في «التيار الوطني الحرّ» على تصريح الحريري في عين التينة قائلاً لـ«الجمهورية»:
1ـ إنّ الميثاقية تحدّدها الأحجام التمثيلية لأيّ مِن الاطراف كلٌّ على حِدة، وفي هذه المعادلة يأتي التفاوت الكبير بالأحجام بين بعضهم ليمنع اعتبار توفّرها بأيّ طرف بمعزل عن حجمه التمثيلي الوازن.
وبعد اتفاق القوّتين الأساسيتين في معراب على مرشّح واحد، لم يعُد هناك من ميثاقية لأيّ مرشّح سوى للّذي حظيَ بتوافق جامع، وإنّ فرَضية المرشّحين الأربعة وإن كانت غيرَ دقيقة أصلاً بتفاوت الحجم التمثيلي لكلّ منهم، لم تعُد واردة، خصوصاً في ضوء مباركة ما يَزيد عن ٨٦٪ من المسيحيين هذا الاتفاق.
2 - إنّ المعيار النيابي البرلماني يجعل من «التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية» ككتَل نيابية وازنة الممثلين الأساسيين والفعليين للمسيحيين من دون منازع خصوصاً بعد اتفاقهم على مرشّح واحد.
3 - إنّ الميثاقية لا تحسمها لقاءات أو اجتماعات بقدر ما يقرّرها الحجم التمثيلي والنيابي للأطراف المسيحيين، لا سيّما بعد اتفاقهم كما ما حصل في معراب.
لذلك، فإنّ احترام الدستور يتلازم ويترابط بشكل كامل ووثيق مع احترام الميثاقية التي بدورها ليست استنسابية أو انتقائية، بل تخضع لمعيار واحد يحدّده التمثيل الفعلي والحقيقي للمسيحيين ولا تفرَض عليهم. والمطلوب من الحريري عدم الاستمرار في تجاهل الإرادة المسيحية بمخالفة واضحة للدستور واتّفاق الطائف، ما يهدّد العيش المشترك ووحدةَ الوطن».
فرنسا وبريطانيا
واستمرّت الدعوات الدولية إلى انتخاب رئيس في لبنان بأسرع وقت، وذكّرَ وزير الخارجية الفرنسية مارك إيرولت خلال لقائه وزير الخارجية جبران باسيل امس الاوّل بضرورة إبقاء لبنان على سياسة النأي بالنفس حيال النزاع السوري، وأكد عزم بلاده على مواصلة مساندتها لمصلحة الاستقرار والأمن في لبنان».
وأملَ السفير البريطاني هوغو شورتر في أن يساهم وجود الحريري في حلّ مسألة الفراغ الرئاسي. وجدّد التأكيد أنّ لبنان «بحاجة إلى رئيس لكي يتمكّن من المضيّ قدُماً، ولكي يتفادى تآكلَ مؤسسات الدولة، بما يساعد على مواجهة التحديات في هذا الظرف القائم».
وأملَ في«أن يحضر النواب إلى المجلس النيابي لاختيار رئيس من بين المرشحين الموثوقين المقترحين. لقد مرّ لبنان بمأزق سياسي لفترة طويلة وهناك آليّة لحلّ هذه الأزمة وتقضي بأن يصوّت البرلمان على رئيس».
الأمم المتحدة
ورأت المنسّقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ أنّه يتوجب على كلّ الفاعلين من شخصيات وأحزاب السعي معاً لإنهاء الأزمة الرئاسية، وعبّرَت عن قلقِها «في ما يختص بحسنِ سير المؤسسات وعمل الحكومة، والتحدّيات السياسية والأمنية والاقتصادية التي يفترَض بلبنان مواجهتها، ومِن بينها انتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت».
اللواء :
«سعد الحريري يريد رئيس جمهورية مهما كلف الأمر».
هذا الإصرار هو للرئيس سعد الحريري، أكده من عين التينة ليل أمس، بعد لقاء الرئيس نبيه برّي، وقبل ان يتناول الرئيسان طعام العشاء، ويستكملان البحث في كيفية إنهاء الشغور الرئاسي، ضمن «توافق وطني»، كما كشف النائب سليمان فرنجية من «بيت الوسط» حيث وصل ظهراً إلى هناك، آتياً من طاولة الحوار، مقدماً التعازي باستشهاد الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ومهنئاً رئيس تيّار المستقبل بسلامة العودة، ويتناول الاثنان «طبق الرئاسة» في جلسة مركزة، ثم طعام الغداء.
غطت الجهود التي يقودها الرئيس الحريري للانتهاء من الشغور الرئاسي، على ما عداها، وإن كانت طاولة الحوار المخصصة أصلاً لجدول أعمال على رأسه الانتخابات الرئاسية، وفي الجلسة رقم 15 ابتعدت عن هذا الموضوع، وكادت تغرق في «فضيحة» النفايات قبل ان تلملمها ردود الرئيس تمام سلام الذي أكّد، رداً على ما أثاره الرئيس برّي، انه أعطى مهلة 48 ساعة لشركة «شينوك» البريطانية لابراز الأوراق الرسمية المطلوبة عن طريق مجلس الإنماء والاعمار.
وأكدت مصادر السراي لـ«اللواء» ان الرئيس سلام سيثير هذا الملف في جلسة مجلس الوزراء اليوم، من خارج جدول الأعمال، لأنه لا يجوز ان تستمر النفايات منتشرة على الطرقات، من دون إيجاد حل، بعد ان استفحلت بسبب الأزمة السياسية وعرقلت أي اقتراح قدم من اللجنة الوزارية المكلفة هذا الملف، وعلى الجميع تحمل المسؤولية الوطنية لإيجاد الحلول المناسبة، لا سيما إذا ثبتت صحة فضيحة الترحيل.
وعلمت «اللواء» من مصادر مطلعة ان وزراء متورطون مع شخصيات روسية، وربما وزراء روس، في فضيحة «شينوك»، واصفة هذا التورط بأنه يجري «على الطريقة اللبنانية مع مافيات روسية».
وبصرف النظر عن مجريات النقاش في مجلس الوزراء اليوم والقرارات التي ستتخذ، فإن هذا الملف تحول إلى ملف سياسي بكل معنى الكلمة، وبات مرتبطاً بالاستحقاق الرئاسي، في ضوء إعادة تبادل الاتهامات ووضع العراقيل ومنع الحكومة ورئيسها والوزير المكلف اكرم شهيب من تنفيذ ما يمكن تنفيذه من قرارات سابقة، سواء في ما خص مطمر الناعمة أو سرار او«الكوستا برافا» أو مطامر أخرى.
اما وزير الاقتصاد الان حكيم فأكد «للواء» انه سيطلب في جلسة اليوم اعادة النظر في هذا الملف خصوصا ان حزب الكتائب كان اول من اعترض على موضوع الترحيل حتى ان وزراءه اعترضوا في الجلسة الماضية على التمويل لكنهم لم يودوا عرقلة قرارات الحكومة.
وشدد حكيم على ضرورة ايجاد حل لهذا الملف والعودة الى خطة المطامر التي تبقى الافضل والاوفر اذا صدقت نوايا الجميع وتكاتفوا لحل هذا الملف الذي اعتبره بانه فشل بسبب سوء ادارته.
«بوانتاج» أم لقاء؟
في هذا الوقت تتابع الأوساط السياسية والديبلوماسية باهتمام بالغ وقائع إتصالات الرئيس الحريري ضمن أسئلة ثلاثة:
1- هل عاد الرجل بتفاهم عربي - دولي - إقليمي ضمني لوضع الرئاسة الأولى على سكة الإنتخاب؟
2- هل عملية الإنتخاب ستجري في جلسة 2 آذار وفق عملية حسابية، انطلاقاً من الكتل التي أعلنت صراحة أن مقاطعة الجلسات ليست حقاً دستورياً، وأنها ستشارك في الجلسة وتقترع لمن تراه مناسباً من بين ثلاثة مرشحين هم النواب سليمان فرنجية وميشال عون وهنري حلو؟ واستطراداً هل يمكن لمجموع أعداد الكتل أن تصل إلى 86 نائباً يشكلون النصاب الذي يسمح بعقد الجلسة وإجراء الاقتراع الذي يعني حكماً فوز فرنجية رئيساً للجمهورية؟
3- أم أن النصاب هو نصاب سياسي يتوفّر من خلال لقاء بين الرئيس الحريري والأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله، في خطوة تعمل أكثر من جهة محلية وخارجية على ترتيبها، إذا ما تبيّن أن التفاهم الإقليمي - الدولي بات يقضي بإنهاء الشغور الرئاسي، بعيداً عن تعقيدات الأزمة السورية والخلاف السعودي - الإيراني؟
وإذا كان الوقت الفاصل عن جلسة 2 آذار هو أقل من أسبوعين، فإن المعلومات تؤكد أن تكثيفاً للإتصالات يحصل على أكثر من صعيد لتحقيق خرق ما، خاصة بين تيّار «المستقبل» و«حزب الله»، من دون أن يعني التخلي عن النائب ميشال عون الذي وجهت إليه موسكو دعوة لزيارتها الأسبوع المقبل، في زيارة لها صلة مباشرة بالوضع في سوريا ولبنان، وعلى خلفية معلومات أن الروس يدعمون وصول فرنجية إلى الرئاسة الأولى.
وتوقفت المصادر النيابية عند مؤشرين:
الأول يتعلق بوقف الحملات بين «المستقبل» و«حزب الله».
والثاني امتناع الحزب عن الخوض علناً في مجريات الملف الرئاسي، مما يعني في رأي هؤلاء أن القنوات السرّية تعمل لصياغة تقاربات وتفاهمات لا تقتصر على «المستقبل» و«حزب الله»، بل تشمل أيضاً «التيار العوني».
إلا أن مصادر ديبلوماسية أوروبية تتابع عن كثب الاتصالات نصحت بتجنّب التسرّع في إصدار التكهنات حول ما يحدث نظراً لحساسية المحاولة الجارية لإنتاج تسوية سياسية تشمل الرئاسة الأولى وما بعدها، سواء دخلت سوريا في هدنة مفاوضات جنيف، أو بقيت العمليات العسكرية مستعرة هناك.
الحريري عند برّي
وفي هذا السياق، كان لافتاً للاهتمام الموقف الذي أطلقه الرئيس الحريري من عين التينة، حيث أكد أن الانتخابات الرئاسية ليست أكبر من لبنان، وأن الموضوع بيد اللبنانيين، مكرراً دعوته النواب جميعاً للنزول إلى مجلس النواب للانتهاء من هذا الوضع، مشدداً على الحق الدستوري في النزول إلى المجلس ونبقى فيه يوماً أو عشرة حتى انتخاب رئيس للجمهورية.
وبالنسبة لموضوع عودته إلى رئاسة الحكومة، نفى الرئيس الحريري أن يكون قد فاتح النائب فرنجية بهذا الموضوع عندما التقاه في باريس، موضحاً أن فرنجية هو الذي تكلم في الموضوع، وهو الذي اقترح، بينما نحن في تيّار «المستقبل» لا نربطه بالموضوع الأساسي وهو انتخاب الرئيس.
ولفت إلى أن رئاسة الحكومة تتعلق بالاستشارات النيابية «ولا أحد يحطّها فيي»، مضيفاً: هل ترونني راكضاً لكي أصبح رئيساً للحكومة؟ لكنه قال رداً على سؤال آخر: «أعود بشروطي لا بشروط أحد».
فرنجية في «بيت الوسط»
اما النائب فرنجية الذي زار «بيت الوسط» ظهراً، فقد كانت له مواقف واقعية أكدت وجود نظرة مشتركة بينه وبين الرئيس الحريري حيال الواجب الديمقراطي والاستحقاق الرئاسي، لكنه لفت بالنسبة إلى حضوره جلسة 2 آذار، بأنه «ينسق مع حلفائه، وانه لا يقوم بشيء الا بالتنسيق مع الحلفاء، موضحاً انه يعتبر «التيار الوطني الحر» حليفاً، مع ان الأمور معه ليست في أحسن حال.
ومع ذلك شدّد فرنجية على انه لن يكون هناك رئيس جمهورية في لبنان لا يحظى بالتوافق الوطني، لكنه اعتبر ان فرص وصوله إلى رئاسة الجمهورية متساوية مع غيره، معلناً انه يرفض الانسحاب من السباق الرئاسي لاحراج الرئيس الحريري، قائلاً: ليست هوايتي ان احرج شخصاً كان وفياً وشهماً معي وذا اخلاق عالية في ترشيحي، مؤكداً انه طالما هناك كتل ايدت ترشيحي فأنا موجود ولن أتراجع.
الاخبار :
شهد الوسط السياسي أمس حركة رئاسية لافتة تنقلت بين معراب والرابية وبكركي ووادي أبو جميل وعين التينة، في إطار الضغط لإجراء الانتخابات الرئاسية. ورغم أن الرئيس الأسبق للحكومة، سعد الحريري، كرر تأييده لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية، تحدثت معلومات عن أن موعد ٢ آذار يشكل بالنسبة إلى العماد ميشال عون موعداً مفصلياً، لأنه بعد التاريخ "سيبني على الشيء مقتضاه، سواء في ما يتعلق برئاسة الجمهورية أو الحكومة". وأشارت المعلومات إلى أن عون متفائل بنسبة كبيرة بعقد الجلسة، فيما تلمّح مصادر مقربة منه إلى أن حركة التيار الوطني الحر تهدف إلى وضع الجميع أمام مسؤولياتهم، لأن تاريخ ٢ آذار يجب أن يكون حاسماً، وإلا فإن خريطة طريق جديدة ستوضع من أجل بتّ الملف الرئاسي.
لكن كل هذه الحركة لا تعني أن جلسة الثاني من آذار ستشهد انتخاب رئيس للجمهورية. الحريري كان يراهن على أن عودته ستخلق ديناميكية تُحرج خصومه وتدفعهم إلى المشاركة في جلسة لانتخاب مرشحه إلى الرئاسة. لكنه بدأ يصطدم بواقع أن الانتخابات الرئاسية هي تعبير عن اتفاق سياسي، لا عن "لعبة انتخابات". فيوم أمس، استقبل الحريري في منزله النائب سليمان فرنجية، وحاول (الأول) الضغط عليه لدفعه إلى المشاركة في جلسة الانتخاب المقبلة. لكن فرنجية، بحسب مصادر اللقاء، أكّد لمضيفه أنه لن يشارك في الجلسة، قائلاً إنه اتفق مع حزب الله على ذلك. وصرّح فرنجية بعد اللقاء الذي جمعه بالحريري بما يوحي بهذا التوجه، إذ قال رداً على سؤال عن مشاركته في الجلسة: "أنا أنسق دائماً مع حلفائنا ولا أقوم بشيء إلا بالتنسيق مع الحلفاء، فهذا هو الأساس". وقال فرنجية إنه لن يحرج الحريري بسحب ترشيحه.
وزار الحريري أمس الرئيس نبيه بري في عين التينة. وبعد اللقاء، بدا الحريري متوتراً في إجاباته عن أسئلة الصحافيين. وبعد أن قال إن ملف الرئاسة هو بيد اللبنانيين، سأل سائليه: "هل ترونني راكضاً لكي أصبح رئيساً للحكومة؟ ليس لديّ أي مشكل، فهناك نواب وهم في النهاية يقررون في الاستشارات من هو رئيس الوزراء، ولكن "ما حدا يحطها فيي"".
وفي إطار الاتصالات الرئاسية، زار موفد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، ملحم الرياشي، العماد ميشال عون، وعقد معه لقاءً بمشاركة النائب إبراهيم كنعان. وعلمت "الأخبار" أن الرياشي نقل إلى عون "تمسك القوات بترشيحه أكثر من أي وقت مضى، وإصرارها على العمل لإيصال هذا الترشيح إلى خواتيمه".
على صعيد آخر، عُقِدت جلسة الحوار الوطني في عين التينة، وتمحورت حول البحث في ملفات قانون الانتخابات النيابية (من دون التوصل إلى أي نتيجة)، والنازحين السوريين، والنفايات، بعدما ظهرت فضائح مشروع الترحيل إلى روسيا.
في ملف النازحين، لفت الرئيس نجيب ميقاتي إلى ضرورة مواكبة الحوار السوري ــ السوري واتفاق وقف إطلاق النار الذي عُقِد في ميونيخ الأسبوع الماضي، مطالباً بعودة النازحين الآتين من مناطق لا تشهد حالات حرب، محذّراً من إمكان التوصل إلى حلول على حساب لبنان. وقال بري: "هناك اجتماعات تحصل وآخرها لندن، وحتى الآن لم يصلنا أي دعم من المجتمع الدولي. بعض الدول تستضيف آلاف الناس فتقيم الدنيا ولا تقعدها، ونحن نستضيف مليوناً ونصف مليون ونتحمل الحمل وحدنا". وقال الوزير جبران باسيل: «توجد إرادة دولية بإبقاء النازحين في لبنان، وهذا واضح، لذلك علينا كلبنانيين أن نصرّ بالدفاع عن حقوق بلدنا وعن حقوق النازحين بالعودة إلى وطنهم».
بدوره، اقترح النائب محمد رعد "فتح خط اتصال مع الحكومة السورية، ونعتقد أنه إذا جرى التنسيق بين الحكومتين، يمكن أن يعود نصف النازحين على أقل تقدير بطريقة كريمة، ولا يجوز أن يبقى هناك قرار ضمني في لبنان بمقاطعة سوريا، وهذا يرتدّ بشكل سيّئ على ملف النازحين وغيره، والتنسيق في مصلحة لبنان".
وعن انتخابات الرئاسة، كرر ممثلو قوى 14 آذار مواقفهم بشأن ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية، فقال رعد: «ثمة حملة من الجميع بشأن مسألة المقاطعة والقول إنها ليست دستورية وإنها مخالفة للدستور، اسمحوا لنا. أنتم عطلتم المجلس النيابي لفترة طويلة سابقاً واعتبرتم أنكم تمارسون حقكم الدستوري، نحن أيضاً نمارس حقّنا الدستوري، فإن كنتم تريدون استدراجنا مرغمين لتأمين النصاب لكم، فلن نفعلها، وهذا حقّنا الدستوري».