يواصل الزخم السياسي والرئاسي الذي خلّفه الرئيس سعد الحريري على الساحة الوطنية ضخّ مزيد من جرعات الضغط والدفع باتجاه تعبيد الطرقات والتقاطعات السياسية والدستورية الآيلة إلى تأمين عبور القطار الرئاسي نحو المجلس النيابي بغية إنجاز الاستحقاق وإنقاذ الجمهورية. ومن منطلق الإيمان بكون مبادرة دعمه ترشيح النائب سليمان فرنجية بوصفه أحد الأقطاب الموارنة الأربعة المصادق مسيحياً تحت سقف بكركي على حيثية وأحقية أي منهم في تبوؤ سدة الرئاسة الأولى إنما «وضعت الاستحقاق على السكة الصحيحة» كما أكد الحريري ليلاً من عين التينة إثر لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري، جاء تجديد رئيس «المستقبل» تمسكه والتزامه بهذه المبادرة أمس في وقت كان رئيس «تيار المردة» يجدد التأكيد من بيت الوسط على عدم التراجع عن خوض السباق الرئاسي قائلاً: «إذا طلبوا مني كسليمان فرنجية الانسحاب لكي أحرج الرئيس الحريري مسيحياً، فإنها ليست هوايتي أن أحرج شخصاً كان وفياً وشهماً معي وذا أخلاق عالية في ترشيحي».
إذاً، استقطبت زيارة فرنجية بيت الوسط بعد ظهر أمس الاهتمام على غير صعيد سياسي ورئاسي وإعلامي، سيما وأنه أكد بعد اللقاء الذي دام قرابة الساعتين تخللتهما مأدبة غداء أقامها الحريري على شرفه أنه أتى «لشكر دولته على دعمه» لترشيحه، وقال: «تحدثنا في موضوع الواجب الديموقراطي لكل لبناني ولكل استحقاق، وفي هذا الموضوع كانت لدينا نظرة مشتركة، وهذه الأمور ستستمر خصوصاً أن هناك جلسة (رئاسية) مقبلة في 2 آذار». ورداً على أسئلة الصحافيين أجاب فرنجية: «طالما أن هنالك كتلاً أيّدت ترشحي فأنا موجود ولن أتراجع»، وأردف في ما يتعلق بمسألة ترشّح رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون قائلاً: «ترشيحي يعتبره العماد عون منافسة له، أما نحن فنعتبر أنّ ظروفنا غير ظروفه». أما الحريري ولدى سؤاله عن تصريح فرنجية فاكتفى بالقول: «كلامه من ذهب».
وليلاً، زار الحريري عين التينة حيث شدد بعد لقائه بري على البُعد الوطني للانتخابات الرئاسية، مؤكداً في هذا المجال أنّ الموضوع الرئاسي هو «موضوع سياسي وطني له علاقة بكل التركيبة الوطنية»، وسط تجديده دعوة كافة الكتل النيابية «للنزول إلى المجلس النيابي وممارسة الحق الدستوري» في الاختيار الديموقراطي بين المرشحين الثلاثة فرنجية وعون والنائب هنري حلو.
ورداً على أسئلة الصحافيين، بدّد الحريري كل الشائعات التي تروّج إلى أنه يسعى إلى تبوؤ سدة رئاسة مجلس الوزراء في المرحلة المقبلة، فسأل: «هل رشحتُ نفسي؟ هل ترونني راكضاً لكي أصبح رئيساً للحكومة؟». وأضاف: «ما حدا يحطها فيّي» سعد الحريري يريد رئيس جمهورية مهما كلف الأمر.
وعن مقولة إنّ عودته إلى السرايا الحكومية محكومة بشروط «حزب الله»، اكتفى الحريري بالرد جازماً: «أعود بشروطي».
«حزب الله»
وعلى الضفة المقابلة، لفت أمس تأكيد أوساط «حزب الله» لـ«المستقبل» أنّ الحزب واثق «حسبما هو واضح من المعطيات الراهنة أنّ الجلسة الرئاسية المقبلة في 2 آذار لن تُفضي إلى انتخاب رئيس للجمهورية»، مشيرةً في ما يتعلق بالاستحقاق الرئاسي إلى أنّه «إذا كان العامل الإقليمي مهماً غير أنّ العامل المحلي هو عامل أساسي» لإنجاز الاستحقاق.
وفي حين جددت التأكيد على «التزام «حزب الله» الأخلاقي تجاه ترشيح الجنرال عون»، غير أنّ أوساط الحزب نقلت في الوقت عينه اطمئنانه إلى مصير نتائج الانتخابات الرئاسية باعتبارها أضحت محصورة بين «مرشحين من فريق 8 آذار»، مشددةً في هذا السياق على أنّ «التفاهم يساعد على اتفاق اللبنانيين بينما الخلاف لن يؤدي إلى حل أي من مشاكل البلد».
وعن التوقعات المتصلة بنتائج جلسة الحوار الوطني في 9 آذار المقبل في ضوء تأكيد رئيس المجلس النيابي عودة الحوار إلى التقيّد ببحث ومناقشة بنود جدول أعماله (الانتخابات الرئاسية وقانون الانتخاب وتفعيل عمل المؤسستين التشريعية والتنفيذية)، اكتفت أوساط «حزب الله» بالإشارة إلى أنّ «انعقاد هيئة الحوار مهمّ بحد ذاته بمعزل عما تحققه من نتائج ربطاً بالإيحاءات الإيجابية التي تعكسها على عموم أجواء البلد».
الحوار
وكان الحوار الوطني قد انعقد أمس في عين التينة حيث ما لبث أن استغرق في نقاشات خارجة عن سياق جدول أعماله، الأمر الذي دفع مصادر المتحاورين إلى وصف جلسة الأمس بأنها كانت بمثابة «حوار الطرشان»، وأفادت المصادر «المستقبل» أنه ما أن استُهلت الجلسة بطرح موضوع عقد جلسات تشريعية في المجلس النيابي حتى انحرف جوهر الحوار عن مساره من خلال إقدام الرئيس نجيب ميقاتي على إثارة قضية النازحين السوريين متهماً الحكومة بأنها لا تتعامل بجدية مع الموضوع، وعلى الأثر اضطرّ رئيس مجلس الوزراء تمام سلام إلى إعادة تصويب الأمور نافياً صحة هذه المزاعم ومذكراً في المقابل بأنّ الحكومة عبّرت عن رؤيتها حيال هذا الملف ولبنان كان قد ذهب بورقة عمل واضحة إلى مؤتمر لندن الخاص ببحث سبل معالجة أزمة النازحين في دول الجوار لسوريا.
وبعد نقاش دام نحو ساعة ونصف الساعة حول قضية النازحين، عاد المتحاورون إلى إثارة ملف أزمة النفايات بحيث نقلت المصادر أنّ رئيس الحكومة كشف أنّ السفير الروسي في لبنان طمأنه إلى استعداد بلاده لمساعدة لبنان في حل هذه الأزمة وقبله رئيس الوزراء الروسي سيرغي لافروف كان قد أكد لسلام يوم الجمعة الفائت أنّ روسيا لن ترفض إدخال النفايات اللبنانية إلى أراضيها، مع إشارته في هذا المجال إلى أنه لم يسمع أي كلام مباشر من المسؤولين الروس حول ما يُثار في الإعلام عن عمليات تزوير في المستندات المتعلقة بترحيل النفايات إلى روسيا. وبعد انتهاء جلسة الحوار أوضح سلام أنّ جلسة مجلس الوزراء اليوم ستعمل على «استكمال معالجة ملف النفايات»، في حين كانت لجنة البيئة النيابية التي انعقدت برئاسة النائب مروان حمادة وحضور الوزير أكرم شهيب قد أوصت بحسم موضوع عقد ترحيل النفايات «خلال 24 ساعة».
أما في الملف الرئاسي، فاستمرت المواقف على مراوحتها بين فريق من المتحاورين متمسك بضرورة احترام النظام البرلماني الديموقراطي ونزول كافة الكتل النيابية والمرشحين الثلاثة إلى المجلس النيابي للاحتكام إلى صندوق الاقتراع في انتخاب رئيس للجمهورية وفق ما عبّر كل من رئيس مجلس النواب بالإضافة إلى رئيس كتلة «المستقبل» الرئيس فؤاد السنيورة ورئيس حزب «الكتائب اللبنانية» النائب سامي الجميل، وبين فريق رافض لتأمين النصاب القانوني لانعقاد الجلسات الرئاسية كما أكد رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد الذي جدد شرط التوافق المسبق مع «حزب الله» حول الاستحقاق قبل الموافقة على المشاركة في جلسات الانتخاب، وكذلك الأمر بالنسبة لرئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل الذي أعرب عن التمسك بضرورة انتخاب عون رئيساً للجمهورية باعتباره الأكثر تمثيلاً مسيحياً.
المستقبل : الحريري في «عين التينة» وفرنجية في «بيت الوسط»
المستقبل : الحريري في «عين التينة» وفرنجية في «بيت...لبنان الجديد
NewLebanon
|
عدد القراء:
476
مقالات ذات صلة
الجمهورية : السلطة تحاول التقاط أنفاسها... والموازنة تفقدها...
الاخبار : السفير الروسي: الأميركيّون يهيّئون لفوضى في...
اللواء : باسيل يتوعَّد السياسيِّين.. ورعد...
الجمهورية : مجلس الوزراء للموازنة اليوم وللتعيينات غداً.....
الاخبار : الحريري بدأ جولة...
اللواء : هل يستجيب عون لطلب تأجيل جلسة المادة...
ارسل تعليقك على هذا المقال
إن المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس بـالضرورة سياسة الموقع
© 2018 All Rights Reserved |
Powered & Designed By Asmar Pro