باختصار أقول : فليعم السلام اليهود وإن لم يعم السلام اليهود فقد يكون سلاما بعيدا ، وإن لم يعم السلام الفلسطينيين فلن يكون سلاما أبدا . ونحن لا نريد أن نحل مأساة الفلسطينيين بمأساة يهودية أخرى بل نرضى لهم ويرضون بدولة تحفظهم إلى جانب الدولة العبرية ونرضى ويرضون بدولة واحدة للجميع وبرئاسة يهودية وبنص دستوري غير قابل للتعديل ونتعامل مع هذه المسألة على أساس الحق والقانون والشرعات الدولية لا على أساس ديني أو قومي ، قولوا لليهود أن تعالوا أيها اليهود الذين نجتمع وإياهم في ظل التوحيد الإبراهيمي والإيمان الكبير وإن فرقتنا الصهيونية فعلينا أن نهود الصهيونية حتى لا تستمر صهينة اليهود تعالوا إذن إلى السلام تعالوا نقرأ نصوصنا الدينية قراءة السلام تعالوا نجدد أدياننا بإنساننا والإنسان فينا بأدياننا تعالوا إلى غدنا المشرق .
أيها الأحبة ... ... فتعالوا إذن للنقي أدياننا وحياتنا وأدبياتنا ولغتنا اليومية من الشبهة أوالتهمة بأنها تنتج العنف المباشر وغير المباشر تعالوا لنقول لبعضنا بعضا سلاما مؤمنا عزيزا مهيمنا شاملا سلاما هو الإسم الأول الذي اختاره الله لذاته ولنا فهل يجوز بعد أن نعبده على كره أو دم حرام ?! إني أعرف أن هذا الحلم صعب ولكن دور الإيمان هو تذليل الصعاب ، وأعلم أن الأشرار أقوى منا الآن على صناعة الحرب وتخريب السلام إذن تعالوا لنبني عمارة للسلام رمزا منارة في هذا الليل مأوى للخراف الضالة نخترق بها هذا المشهد المتعاظم من القتل والخراب تعالوا نبني للإعتدال والمعتدلين بيتا حصينا حتى لا يبقوا عرضة للأذى من المتطرفين وإغراءات التطرف .
تعالوا إلى الجدل الجميل بين الحب والحياة تعالوا لنرفع الموت إلى مستوى الحياة بدل أن نترك الحياة إلى الموت تعالوا لنخجل من أطفالنا الذين ينظرون إلينا ببراءة وننظر إليهم بخبث يعدوننا بالحياة ونحن نعدهم بالموت ونعدهم له وإلا فإن بقي الأشرار أحراراً يصنعون شرا باسم الدين من اجل الدنيا دنياهم لا دنيانا وبقينا نحتج ونعترض ولا نعيش سلاما نصلي متفرقين ونحب المتفرقين فإننا نعرض إيماننا الذاتي للخطر ويمكن أن يجرنا سلوك القطيع إلى الشراكة في الشر وتعريض أدياننا للتهمة بل تثبيت التهمة عليها ألا تتوقعون معي أن أجيالنا الآتية سوف يدور في بالها أن هذا الدم الحرام الكثير أكثره يسيل لأسباب دينية مدعاة وبأيدي متدينين ?!
وعليه فقد يؤثرون الحياة والسلام والشراكة في المعرفة والإبداع على هذه الأديان التي تبرر القتل وتمجد القاتل ?!
تعالوا نقل لهم نقل معهم باطل هذا باطل هذا ليس دينا وأن الدين هو الآخر أيضا بل أولا ، إن الآخر هو اختبار لدينك فإن أحييته فيك كنت حيا وإن قتلته صرت ميتا ...
إذن فاشتغل عند الله في الوطن وأهله ولا تمعن في ضلالك في استغلال الله لأغراضك .هذا ليس عملا صالحا هذه بطالة هذا ليس ايمانا هذه سياسة فارغة من السياسة لأنها فارغة من القيم خالية من الآخر وهي أقرب إلى الجحود بالله هذا موت مجاني في الدين هذا موت للدين فينا لا تحلموا بتوقف الحروب نهائيا ولكن اجعلوا أهل الحروب يشعرون ويصبحون على يقين بأن الحب لن يتوقف ولا الحوار ولا العيش المشترك ولا السلام إلا إذا اشتركنا جميعا في صنعه من أجلنا جميعا وأن نعمه إن عمت نعمت وان اختصت نقمت وقتلت