أنا مهاجر إذاً أنا لبناني شعار حمله اللبنانيون على مر السنين فالهجرة مأساة مزمنة يتعامل معها اللبنانيون منذ وجدوا ويحتل لبنان حالياً أعلى نسبة مهاجرين في العالم إذ تشير دراسة المنظمة العالمية للهجرة إلى أن لبنان يشكل البلد الأول في العالم من حيث كثافة الهجرة مقارنة بعدد سكانه. ها هم اللبنانيون ينتشرون اليوم على مساحة الكرة الأرضية يكملون حياتهم بعيداً عن الـ 10452 كلم مربع ولا تربطهم بالبلد الأم إلاّ زيارات خاطفة أو علاقات مع الأقارب.
إن الهجرة اللبنانية هي عملية تهجير فرضتها الظروف الأمنية والسياسية والمعيشية حتى أصبحت هذه العملية جزاراً يفرغ لبنان من قواه العاملة وأدبائه ومفكريه وشبابه.
لهذا نقول لكم عودوا أيها المغتربون… فكل ما يتناقله الاعلام هو خطأ وكذب وافتراء، عودوا فزعماؤنا ورؤوسائنا قد فرشوا لكم الطرقات بالورود، ورائحتها تتسلل عبر نوافذنا يومياً وجذورها تمتد الى مياهنا الجوفية، عودوا أيها اللبنانيين فقط إستخرجنا النفط وما عدنا بحاجة إلى المولدات بعد ان باتت الكهرباء متوفرة 24/24 وها هو الرئيس الجديد يستقبل حشود المواطنين التي تملأ قصره وأصبح لبنان سويسرا الشرق ، و لم نعد بحاجة الى شرطي مرور، فالنظام والسير والتزام القوانين باتت في صلب مناهج التعليم في مدراسنا.
ناهيك عن الضرائب التي إنخفضت لتأسسوا مؤسساتكم وشركاتكم في وطنكم الام فالدولة بحاجة لكم ولمختطاتكم في تطوير لبنان وبهدف الإطمئنان عليكم في بلد أمن الوطن الذي شيد لكم عشرات الوحدات السكنية بعد أن عادوا كل اللاجئين إلى بلادهم بعد أن حلت الأزمات في بلادهم وبعد أن إنتهت الحروب.
إياكم ان تعودوا فما تلك الكلمات التي كتبتها سوى هراء وكلام في الهواء ابقوا حيث أنتم ولا تقتربوا من لبنان بلد النفايات والأمراض والمصائب .
فما نرجوه منكم هو الدعاء ليخفف الله عنا هذا البلاء فربما قرروا السياسيين أن يرأفوا علينا يوماً أن يعيدوا لنا لبناننا الذي سلبوه منا .