بعد محادثات أجراها المبعوث الخاص للأمم المتحدة الى سوريا ستافان دو ميستورا مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم في دمشق، أعلنت المنظمة الدولية ان الحكومة السورية وافقت على السماح بإدخال مواد غذائية الى سبع مناطق محاصرة، فيما تواصلت الاشتباكات في ريف حلب الشمالي الذي يتقدم فيه المقاتلون الاكراد والجيش السوري. وتجرى مفاوضات بين "وحدات حماية الشعب" الكردية وفصائل من المعارضة السورية للانسحاب من بلدة مارع أحد معاقل المعارضة في المنطقة. ووسط استمرار تبادل الاتهامات بين موسكو وأنقرة، اعلنت واشنطن عدم وجود أي ترتيبات عسكرية تركية على علاقة بسوريا.
وصرحت ناطقة باسم مكتب الامم المتحدة للمساعدات الانسانية: "فهمنا ان الحكومة السورية وافقت على الدخول الى سبع مناطق محاصرة". وأوضحت ان هذه المناطق هي "دير الزور والفوعة وكفريا في (محافظة) ادلب ومضايا والزبداني وكفر بطنا ومعضمية الشام". وأضافت ان "الوكالات الانسانية وشركاءها يعدّون القوافل لهذه المناطق حتى يتمكنوا من الانطلاق ما ان يصبح ذلك ممكناً في الايام المقبلة".
واعلن دو ميستورا في وقت سابق من دمشق ان الامم المتحدة سترسل الاربعاء مساعدات انسانية الى مناطق محاصرة في البلاد. وقال للصحافيين اثر لقاء ثان جمعه في دمشق والوزير المعلم: "ناقشنا مسألة ذات أولوية بالنسبة الينا في هذه اللحظة، هي قضية وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق التي يحاصرها أي من الأطراف ...كما تعلمون جيداً يتم الوصول إلى هذه المناطق من طريق القوافل التي ينظمها فريق الأمم المتحدة بشكل منتظم، بالتعاون مع منسق الشؤون الإنسانية" في سوريا. ورأى ان "من واجب الحكومة السورية أن توصل المساعدات الإنسانية الى كل السوريين، أينما كانوا، والسماح للأمم المتحدة بتقديم المساعدات الإنسانية، وخصوصاً الآن بعد مرور وقت طويل" على عدم تلقي هذه المناطق المساعدات التي تحتاج إليها. وأوضح ان "الدخول إلى هذه المناطق سيتم بقوافل ومن خلال تنسيق فريق الأمم المتحدة البلاد... من واجب الحكومة السورية الوصول إلى كل شخص أينما كان والسماح للأمم المتحدة بجلب المساعدات الانسانية... سنختبر هذا غداً".
الوضع الميداني
ميدانياً، أفاد "المرصد السوري لحقوق الانسان" الذي يتخذ لندن مقراً له ان "قوات سوريا الديموقراطية" التي يشكل الاكراد عمودها الفقري، تجري مفاوضات لتدخل من دون قتال مدينة مارع، ثاني اهم معقل للفصائل الاسلامية والمقاتلة في محافظة حلب.
وتقع مارع في ريف حلب الشمالي، ولها رمزية خاصة بالنسبة الى الفصائل المقاتلة اذ أتاحت لها عام 2012 السيطرة على نصف مدينة حلب. وتعد حالياً ثاني اهم معاقلها في المحافظة اثر سيطرة "قوات سوريا الديموقراطية" الاثنين على تل رفعت غربها.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن "وسطاء وأعياناً يطلبون من الفصائل المقاتلة ان يسمحوا بدخول قوات سوريا الديموقراطية الى مارع من دون قتال".
وتعتبر مارع حاليا شبه محاصرة على أيدي "قوات سوريا الديموقراطية" غرباً وتنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) شرقاً.
وتحدث عبد الرحمن عن سيطرة "قوات سوريا الديموقراطية" على بلدة شيخ عيسى التي تبعد خمسة كيلومترات عن مارع، فيما تبشر "داعش" على مسافة كيلومترين فقط شرقها.
وأعلن المرصد ان قوات النظام السوري سيطرت من جهتها على بلدتي احرص ومسقان جنوب تل رفعت.
في غضون ذلك، أكد المرصد ان 15 مدنياً على الاقل قتلوا فجر أمس في غارة جوية للائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة استهدفت مدينة الشدادي، اهم معاقل "داعش" في محافظة الحسكة بشمال شرق سوريا.