لأنّ «انتخاب الرئيس هو الأمر الوحيد الذي يجعل لبنان يستقيم» تتكثف الجهود وتتواصل الاتصالات على أكثر من خط وفي أكثر من اتجاه بزخم تصاعدي غير تصعيدي مركزيته «بيت الوسط» حيث يفعّل الرئيس سعد الحريري لقاءاته ومشاوراته لإيجاد السبل الآيلة إلى إقصاء الشغور والحفاظ على الصيغة الدستورية الديموقراطية الناظمة للحياة السياسية في لبنان. ومن هذا المنطلق، يضغط الحريري رئاسياً لإنجاز الاستحقاق وإنقاذ المركب الوطني من الغرق في رمال الفراغ المتحركة على غير صعيد مؤسساتي من رأس الجمهورية حتى مختلف أذرعها التنفيذية والتشريعية، مجدداً القول أمس في معرض تشديده على وجوب احترام «اللعبة الديموقراطية» وضرورة الاحتكام لنتائج صندوق الاقتراع: «هناك ثلاثة مرشحين وعلينا النزول جميعاً إلى المجلس النيابي وانتخاب رئيس، فليربح من يربح من هؤلاء ونحن سنهنئه أياً كان».
الحريري، وفي دردشة مع الإعلاميين في «بيت الوسط» لفت إلى أنّ أهم ما يجب أن يعمل عليه الأفرقاء اللبنانيون لاستقامة الأمور في البلد «هو إنجاز الاستحقاق الرئاسي»، مُفضّلاً رداً على سؤال القول إنّ «حزب الله» يعمد إلى كسب مزيد من الوقت في الملف الرئاسي باعتباره «يستمهل ويأخذ وقته» على أن يُقال إنّ الحزب لا يريد انتخاب رئيس للجمهورية. وإذ وصف المصالحة بين رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع ورئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون بـ«الأمر الجيد»، أكد الحريري أحقية كل طرف بترشيح «من يشاء» للرئاسة، وأردف: «ليتذكر الجميع أنه لم يكن هناك من يتطرق إلى ملف الانتخابات الرئاسية قبل أن أقوم بمبادرتي» وفي إطار لقاءاته السياسية والديبلوماسية أمس، استقبل الحريري كلاً من الرئيس ميشال سليمان ووزراء الصحة وائل أبو فاعور والسياحة ميشال فرعون والاتصالات بطرس حرب، وسفراء الأردن نبيل مصاروه ومصر محمد بدر الدين زايد وروسيا ألكسندر زاسبكين.
وإثر ترؤسه اجتماع كتلة «المستقبل» النيابية، أصدرت الكتلة بياناً جدد دعوة الحريري جميع النواب إلى المشاركة في جلسات المجلس النيابي من أجل انتخاب رئيس للجمهورية، مشيرةً إلى انطلاق «مرحلة جديدة لتسوية المسائل الخلافية في تحالف قوى الرابع عشر من آذار». أما في الملف الإقليمي، فأشادت «المستقبل» بالجهود التي تقودها المملكة العربية السعودية لإنقاذ الشعب السوري ولمحاربة الإرهاب، معتبرةً في السياق عينه أنه «لا بدّ من دعوة الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي للاجتماع فوراً وإنتاج عمل مشترك لتحقيق سلام عربي ولحماية الشعب السوري قبل أن يُهجَّر ما تبقى منه أو يُقتل».
«التغيير والإصلاح»
وفي الرابية، عقد تكتل «التغيير والإصلاح» اجتماعه الدوري برئاسة عون وخلص إلى إصدار بيان لفت الانتباه فيه النفس التصعيدي «مسيحياً» في مواجهة الدعوات الروحية والوطنية المتتالية إلى احترام الدستور والنظام الديموقراطي والإقلاع عن مقاطعة جلسات انتخاب الرئيس، بحيث تحدث البيان الذي تلاه النائب ابراهيم كنعان عن «وصاية ومخالفات وأخطاء تضرب العيش المشترك»، مؤكداً على أساس هذا الاتهام أنّ «المسيحيين ليسوا اتباعاً بل هم شركاء كاملون في السلطة».
وثائق «الترحيل»
أما على صعيد الأزمات الحياتية التي يتخبط بها البلد، فتتوالى أزمة النفايات فصولاً مع الأنباء التي رشحت إعلامياً حول وجود تزوير في العقود والمستندات المبرمة لترحيل النفايات اللبنانية إلى روسيا. وفي هذا السياق، أوضحت مصادر مواكبة لمستجدات الملف لـ«المستقبل» أنّ المستندات التي قُدّمت للجانب اللبناني حول تأمين الموافقات الروسية الرسمية اللازمة لإتمام عملية الترحيل تخضع حالياً للترجمة والتدقيق بغية التأكد من مصداقيتها وإنجازها وفق الأصول القانونية لضمان إتمام العملية، مشيرةً من هذ المنطلق إلى أنّ الساعات القليلة المقبلة ستكون كفيلة بتبيان الحقائق بعدما استمهلت الشركة البريطانية المعنيّة لإبراز وثائقها التي تؤكد صحة العقود والموافقات المبرمة مع الجانب الروسي.
المستقبل : «التغيير والإصلاح» يُصعّد مسيحياً.. ومستندات «الترحيل» قيد التدقيق
المستقبل : «التغيير والإصلاح» يُصعّد مسيحياً.. ومستندات...لبنان الجديد
NewLebanon
|
عدد القراء:
259
مقالات ذات صلة
الجمهورية : السلطة تحاول التقاط أنفاسها... والموازنة تفقدها...
الاخبار : السفير الروسي: الأميركيّون يهيّئون لفوضى في...
اللواء : باسيل يتوعَّد السياسيِّين.. ورعد...
الجمهورية : مجلس الوزراء للموازنة اليوم وللتعيينات غداً.....
الاخبار : الحريري بدأ جولة...
اللواء : هل يستجيب عون لطلب تأجيل جلسة المادة...
ارسل تعليقك على هذا المقال
إن المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس بـالضرورة سياسة الموقع
© 2018 All Rights Reserved |
Powered & Designed By Asmar Pro