بعد خمس سنوات على الثورة التي اطاحت بالزعيم معمر القذافي العام 2011، تشهد ليبيا نزاعا مسلحا على السلطة بين قوتين رئيسيتين في موازاة محاولات جماعات متطرفة استغلال الفراغ الامني الناتج عن هذا النزاع للسيطرة على مناطق مختلفة.
وفي الآتي القوى المسلحة الرئيسية في ليبيا، البلد الغني بالنفط والغاز في شمال افريقيا، والذي لا تبعد سواحله عن اوروبا سوى حوالى 300 كلم:
هو تحالف جماعات مسلحة بعضها اسلامية يضم في اساسه مجموعات من مدينة مصراتة (200 كلم شرق طرابلس)، الافضل تسليحا في البلاد.
نشأ هذا التحالف في تموز 2014 خلال عملية عسكرية ضد جماعات الزنتان المسلحة التي نجح في طردها من طرابلس لتعود الى مدينتها الواقعة على بعد 170 كلم جنوب غرب العاصمة.
وانضمت الى تحالف "الثوار" هذا مدن في الغرب الليبي والسكان الامازيغ وجماعات اسلامية معتدلة بينها "غرفة عمليات ثوار ليبيا" المتمركزة في طرابلس.
وتسيطر قوات "فجر ليبيا" على كل المدن الساحلية تقريبا من مصراتة الى الحدود التونسية مرورا بالعاصمة وجزء من جبل نفوسة جنوبا حيث انضمت اليها مدن مثل الغريان ونالوت وجادو.
كما انها تحظى بوجود في الجنوب مثل سبها وتقول انها تسيطر على الجزء الاكبر من البلاد.
هي قوات خاصة انشأها الفريق اول المثير للجدل خليفة حفتر وضباط سابقون من شرق البلاد انشقوا في بداية الانتفاضة على نظام معمر القذافي في 2011.
وكان سلاح الجو بما يملكه من عدد قليل من مقاتلات ميغ-23 وميغ-21 ووحدات القوات الخاصة بقيادة ونيس بوخماد القوات الرئيسية التي انضمت الى تحالف حفتر لمكافحة "الارهاب" بدعم من الحكومة المعترف بها من المجتمع الدولي.
واضطر الجيش الذي طرد في تموز الماضي من بنغازي (الف كلم شرق طرابلس) الى الانكفاء شرقا باتجاه مدن موالية مثل المرج والبيضاء وطبرق على الحدود المصرية.
ومنذ تشرين الاولر 2014، نجحت قوات حفتر في استعادة جزء كبير من بنغازي، ثاني مدن البلاد، لكنه ما زال يواجه مقاومة جماعات اسلامية.
وغربا، يعتمد خليفة حفتر على جماعة الزنتان القوية المناهضة للاسلاميين التي اعلنت انضمامها اليه وعلى قبائل في المنطقة مثل قبائل ورشفانة والرجبان.
ويؤكد الزنتانيون انهم يشكلون لب الجيش الليبي.
- تنظيم الدولة الاسلامية: يسيطر على مدينة سرت الساحلية (450 كلم شرق طرابلس)، مسقط راس القذافي، منذ حزيران، ويسعى للتمدد نحو المناطق المحيطة بالمدينة.
كما يتمتع بوجود في بنغازي وفي درنة (شرق)، المعقل التاريخي للجهاديين في ليبيا، الى جانب جماعات جهادية اخرى،. ولهذه الجماعة خلايا في طرابلس تبنت تفجيرات وهجمات مسلحة عدة.
- مجلس شورى ثوار بنغازي: تحالف لجماعات اسلامية متطرفة شكل للتصدي لهجوم قوات حفتر. علاقاته مع قوات "فجر ليبيا" غير واضحة رغم ان الحكومة التي تدير العاصمة بمساندة قوات "فجر ليبيا" ولا يعترف بها المجتمع الدولي، اعلنت تاييدها له. ويضم خصوصا جماعة "درع ليبيا" و"سرايا شهداء 17 فبراير" و"كتيبة راف الله السحاتي" و"جماعة انصار الشريعة" المعروفة بقربها من تنظيم القاعدة.
- انصار الشريعة: تعتبر الامم المتحدة هذه المجموعة "منظمة ارهابية"، ولها فروع في درنة (شرق) وصبراتة (غرب). ويبدو ان عددا من اعضائها انشقوا عنها ليلتحقوا بتنظيم الدولة الاسلامية.
- قوة برقة: تحالف معاد للاسلاميين من قبائل محلية في شرق ليبيا بقيادة ابرهيم الجدران. وتدعو الى الفدرالية وتطالب بحكم ذاتي للمنطقة. عطلت قواتها خصوصا المرافئ النفطية في الشرق ومنع التصدير منها.
ولم تعلن هذه القوة بشكل واضح حتى الآن انضمامها الى الفريق اول حفتر لكنها معادية بشكل واضح لقوات "فجر ليبيا".