لليوم الثاني على وجود الرئيس سعد الحريري في بيروت، فقد تميز يوم أمس، بأنه كان يوماً حافلاً باللقاءات والاجتماعات والمواقف.. وإذ كشف عن ان إقامته في بيروت «ستطول هذه المرة» فإن المحور المركزي الذي دارت حوله اللقاءات والمواقف، هو دعوة الافرقاء كافة للنزول الى مجلس النواب وانتخاب رئيس للجمهورية، بعد شغور طالت اقامته وترك آثاره السلبية على المؤسسات كافة..

 


وبعد المواقف التي كان أعلنها الرئيس الحريري مساء أول من أمس في الذكرى الحادية عشرة لاستشهاد والده الرئيس رفيق الحريري، وانتقاده  الصريح والمبطن لدور «حزب الله» في الداخل وفي الخارج، فإن الانظار تتجه بعد ظهر اليوم الى ما سيقوله الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله في ذكرى «الشهداء القادة» هذا مع الاشارة الى ان الاحتفالات التي أقامها ويقيمها الحزب في المناسبة، لم تتطرق، للاستحقاقات الداخلية إذ ركزت على التطورات في المحيط الاقليمي، من اليمن، الى البحرين ومن تركيا والى سوريا.. باستثناء ما صدر من كلام لافت يوم أمس، عن وزير الصناعة حسين الحاج حسن، الذي دعا الى «لبننة الاستحقاق الرئاسي..» متهما فريق 14 آذار بأنه هو الذي «لا يريد ولم يرد لبننة الحل» وقال: «اذا كانوا راغبين بالحل، فنحن نريد حلاً وطنياً بامتياز ولا نريد ان نربط واقعنا بمجريات الواقع الاقليمي..»؟!

 


 

 


الحريري من السراي: التعطيل جريمة

 


وفي وقت يتطلع اللبنانيون الى اللقاء بين الرئيس الحريري والرئيس نبيه بري، فقد كان يوم الرئيس الحريري أمس حافلاً بالاجتماعات واعلان المواقف.. فبعد لقائه سفراء الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية وفرنسا، فقد توجه الى السراي الحكومي حيث التقى رئيس الحكومة تمام سلام، وكانت له مواقف شددت على «وجوب ان ننزل الى مجلس النواب، إذ لا سبب لتعطيل الانتخابات الرئاسية، خصوصا ان المرشحين هما من فريق 8 آذار..» معتبراً ان «التعطيل جريمة بحق الدستور..».

 


وإذ كشف الحريري عن ان اقامته في بيروت ستطول، وأنه سيشارك في جلسة 2 آذار لانتخاب رئيس للجمهورية... ولفت الى أنه سيلتقي رئيس مجلس النواب نبيه بري فقد قال رداً على أسئلة الصحافيين عن احتمال زيارة العماد ميشال عون «لن التقي المرشحين للرئاسة، لكن من يريد زيارتي في «بيت الوسط» أهلاً وسهلاً به.. ولا فيتو من جهتي على أحد..» مكرراً: «لن التقي المرشحين للرئاسة إلا اذا زاروني..» وتردد في السياق ان النائب سليمان فرنجية سيزور «بيت الوسط»..

 


 

 


.. وفي الصيفي: التزامنا بفرنجية حتى النهاية

 


ومن السراي الحكومي توجه الرئيس الحريري الى الصيفي حيث كان لقاء مع رئيس الكتائب النائب سامي الجميل، وصفته مصادر مطلعة، بأنه كان «بالغ الوضوح والصراحة..» وقد كشف الحريري بعد اللقاء ان «هناك اختلافا بالآراء داخل 14 آذار، لكن عند الأمور الأساسية فنحن صف واحد ولا نبدل أحداً بعلاقتي مع جعجع..».

 


ورداً على سؤال أكد الحريري اننا «ملتزمون بالوزير سليمان فرنجية كمرشح للرئاسة، ولنمارس اللعبة الديموقراطية لأنه لا يمكن لأحد ان يجبرنا بمرشح واحد..» لافتاً الى ان «التزامنا بفرنجية واضح حتى النهاية وعلى النواب النزول الى المجلس النيابي لانتخاب الرئيس».

 


 

 


.. والجميل يتحفظ

 


أما النائب الجميل، فلفت الى أنه مختلف مع «المستقبل» على الترشيح.. وان القول بأن لا أحد يذهب الى انتخابات يعرف نتائجها سلفاً فعندها سيكون اسمها ديكتاتورية او تعيين» وقال: «لن تقبل ان تسلم رئاسة لبنان لمجموعة لا نقبل بممارسة الديموقراطية..».

 


 

 


ايضاحات حول الموقف من جعجع

 


واللافت أن «الزكزكة» التي وجهها الحريري الى رئيس «القوات» سمير جعجع أول من أمس، حضرت بقوة في صلب أسئلة الصحافيين في السراي كما في الصيفي، حيث بدا الرئيس الحريري حريصاً على تبديد اللبس الذي حصل، فأوضح «انني أومن بـ14 آذار، وأعرف أن جعجع يؤمن بها..» مؤكداً ان لا أحد يلعب بعلاقتنا مع «الحكيم» منبها الى ان «كلامي أمس لم يكن موجهاً لجعجع، ونتمنى دائماً ان تكون هناك اجواء مصالحات كما نتمنى لو أنها حصلت منذ زمن بعيد..».

 


وكانت الأمانة العامة لــ»تيار المستقبل» أكدت في بيان ان «الدكتور جعجع كان وسيبقى محل احترام «تيار المستقبل» ورفيق مسيرة وطنية طويلة جسدتها انتفاضة الاستقلال في الرابع عشر من آذار..». وأشارت الى ان «العبارة التي توجه بها الرئيس الحريري لم تكن تقصد من قريب او بعيد تحميل القوات اللبنانية مسؤولية تأخير المصالحة».

 


 

 


مواقف لعسيري من بيت الوسط

 


وكان «بيت الوسط شهد قبل ظهر أمس حركة ديبلوماسية لافتة، فزاره السفير السعودي علي عواض عسيري، الذي أمل بعد لقائه الحريري ان يشكل خطابه (أول من أمس) «خطوة أولى في مسيرة حوار ومصارحة تفضي الى التوصل الى الحلول المطلوبة، وان تتم ملاقاته من القوى السياسية كافة بروح منفتحة تسهم في اطلاق دينامية جديدة تنهي الشغور في موقع رئاسة الجمهورية وتطلق عجلة الاقتصاد وتحصن لبنان من الأخطار الاقليمية المحيطة به».

 


 

 


.. السفير الاميركي: للاسراع بانتخاب رئيس

 


أما القائم بالأعمال الاميركي ريتشارد جونز الذي عقد لقاءً «ودياً» مع الحريري على حد تعبيره، فاعتبر ان «خطبه في البيال كان قوياً وأوصل رسالة واضحة بأنه حان الوقت لانتخاب رئيس للجمهورية، وهذا بالتأكيد أمر طالما عملت الولايات المتحدة لانجازه..» مشيراً الى أنه «كلما أسرع اللبنانيون في الاستحقاق في وقت قريب، كان ذلك أفضل..».

 


وكان السفير الفرنسي ايمانويل بون زار الرئيس الحريري، ولم يدل بأي تصريح.. كما التقى بعد الظهر وزير العدل اشرف ريفي والنائب احمد فتفت.. ومنسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار فارس سعيد.

 


إلى ذلك، فقد تواصلت المواقف والآراء ازاء حضور الرئيس الحريري شخصياً كما وازاء مضمون الكلمة، وتحديداً دعوته الافرقاء كافة للنزول الى المجلس النيابي.. وفي هذا، أكد رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط ان «وقت الخروج من التردد قد حان.. والحريري كان صريحاً ونحن نؤيده..».

 


 

 


جريصاتي: ليحرجنا الحريري

 


وعن دعوة الحريري الى النزول الى مجلس النواب، شدد عضو تكتل «التغيير والاصلاح» (الوزير السابق) سليم جريصاتي على ان الحريري «لم يغلق باباً بل فتح نافذة» كما شدد على «اننا ننزل تحت سقف الميثاق، فليحرجنا الرئيس الحريري وحلفاؤه بتبني خيار مكوننا ويطلب منا ان ننزل الى المجلس وليحرج سوانا من حلفائنا ان كان يظن ان التعطيل والفراغ خيارهم». واعتبر ان «في الخطاب ايجابيات يجب تثميرها وشد عصب 14 آذار وتصدعاتها القاسية..».

 


وعن العلاقة بين عين التينة والرابية، لفت جريصاتي الى ان «لا مستجد سلبيا في العلاقة مع الرئيس بري وليس لنا سلبيات ولا نطمح الى سلبيات مع أي من الفرقاء مادام مشروعنا بناء الدولة القوية، وذلك غير ممكن من دون وحدة وطنية».

 


وختم جريصاتي «ان أي مقاربة للاستحقاق الرئاسي لا تتم بالنظر الى الماضي فقط، بل الى قابل الأيام نظراً الى ما تشهده الساحة اللبنانية وفي الاقليم» متمنياً «ان يصار الى فك الارتباط مع الاحداث السورية لأن ما يجري في الشمال السوري لا تقتصر تداعياته على الشمال السوري..».

 


 

 


قاطيشا: اعتذار غير مباشر

 


من جهته لفت مستشار رئيس حزب «القوات» العميد وهبه قاطيشا، الذي لم يرَ في «خطاب الحريري جديداً»، الى ان البيان الذي أصدرته الأمانة العامة لــ»تيار المستقبل» «اعتذار غير مباشر للطريقة التي تعاملوا فيها مع رئيس الحزب أمس.. لكن هذا لا يكفي، وهم يعلمون جيداً ما هو المطلوب في هذا الشأن «مرحباً ببقاء الرئيس الحريري في لبنان وفي شكل دائم..».

 


وذكر قاطيشا ان «ترشيحنا للعماد عون أتى بعدما استسلم شركاؤنا في 14 آذار لفريق 8 آذار». لافتاً الى ان «اجتماعات بكركي لم تختصر الترشح لرئاسة الجمهورية بالاقطاب الاربعة، إلا أنها شددت على حيثيتهم الشعبية في الشارع المسيحي..».

 


 

 


النقابات تهدد بالاضراب

 


أما على الصعيد الاجتماعي والمعيشي فإن المشهدية السياسية المستجدة لم تسقط المتابعات النقابية، وفي هذا، لوحت اتحادات ونقابات قطاع النقل البري بالاعتصامات والمسيرات والاضراب العام «لمواجهة أي زيادة على صفيحة البنزين، قبل اقرار الموازنة العامة وفقاً للاصول..».

 


وعقدت الاتحادات والنقابات اجتماعاً في مقر الاتحاد العمالي العام، جددت فيه مطالبة وزير الداخلية اتخاذ كل الاجراءات التنفيذية لتأمين الحماية الكاملة لعمل السائقين العموميين بكافة فئاتهم.. وطالبت باقرار المرسومين المتعلقين بالتنقيب عن النفط».

 


أمنياً، وفي اطار مواجهته المستمرة للارهاب، فقد استهدف الجيش يوم أمس، تحركات المسلحين الاراهابيين بالمدفعية الثقيلة في جرود عرسال، ورأس بعلبك والقاع..