بدون إنذار مسبق، وصل رئيس تيار المستقبل إلى لبنان لإحياء ذكرى استشهاد الرفيق وفي خطابه دقّ الحريري ناقوس الخطر حول هالة الفراغ الذي يحيط بلبنان متمنّيا لو أن الحريري الأب حيّ يرزق ومتسائلا عمّا كان سيفعل لو كان يقف الآن مكانه. وإن كان الحريري قد استجمع كلماته لإظهار الوحدة التي تجمع قوى 14 آذار إلا أنّ "جعجعة"الكلام فضحته وكشفت المستور فاجتاز بذلك الخط المسموح متوجها إلى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع بالقول" يا ريت كنت عملتها من زمان" قاصدا بذلك المصالحة العونية-القواتية.
هذا الأمر دق أيضا ناقوس الخطر لدى الجمهور القواتي الذي اعتبر أن في ذلك إهانة لرئيسهم حتى سارعت قوى الأمانة العامة في 14 آذار بالتوضيح.
وإن كانت مرآة هذا التحالف المكسورة لم ترمّم بالصورة التي أخذها الحريري مع القيادات مجتمعة إلّا أنّه أيضًا بالزيارات التي قام بها زاد الشرخ بينه وبين حليف الحليف خاصة بعد أن التقى رئيس حزب الكتائب اللبنانية سامي الجميل حيث استفز هذا اللقاء العونيين فعلّق النائب سيمون أبي رميا على صفحته الرسمية عبر مواقع التواصل الإجتماعي: "مع احترامي للشيخين سعد وسامي، عيب اقفال الطرقات وخلق عجقة سير وإزعاج المواطنين كل ما مسؤولين اجتمعوا.. مشهد مباشر من طريق الصيفي".
وعلى ما يبدو أن العونيين نسوا كيف أقفلوا الطرقات في العديد من مظاهراتهم والتي كانت تنظّم عبر السيّارات حتى بدأوا بتوجيه الإنتقادات وإيجاد الثغرات للتعليق على الإجتماع. وإن أردنا البحث في خلفيات هذا التعيق فإنه من المؤكد أنه يحمل امتعاضا من شخص الحريري بسبب رأيه حول رئاسة الجمهورية أو هو دعم للقواتيين بمعنى "شوفيني يا منيرة".