كانت طاعة الله من طاعة الوالدين فباتت مع القيادات اللبنانية من طاعة الملوك والحكام ولا ضير في ذلك مادام جميع الزعماء في لبنان يتباهون بارتباطتهم وبتبعيتهم العربية والاقليمية والدولية باعتبار أن الظهير نصف اله ما دام يوفر الدعم اللازم لطبقة سياسية تفتخر بالدول الداعمة لها ولا مجاراة في ذلك لوطنية مُستهلكة في خطابات رنّانة .
شاء الرئيس سعد الحريري أن يؤكد عروبيته على ايرانية الآخرين من قيادة حزب الله وحاول أن يردّ على مقولة نحن حزب ولاية الفقيه بمقولة نحن تيّار ولاية الملك أي اعتبار حضور المملكة في لبنان طبيعي وأن الوافد الايراني مصيره كمصير الوصاية السورية الى زوال .
اذاً نحن أمام حضورين واحد ايراني وآخر سعودي مما يعني أن لبنان موضوع في محنة الصراع القائم في المنطقة وأن التجاذبات فيه منطقة صراع لمعركة سياسية مفتوحة على خطيّ الداخل والخارج معاً ويبدو الاستهلاك الحكومي لشراكة قسرية مجرد شرك منصوب من قبل التيّار والحزب لايقاع الاخر في خروم الوقت لتحسين شروط الانقلاب على الشراكة المصطنعة .
لم يفاجىء الحريري أحداً من السياسيين في ذكرى تأبين والده الحادية عشر لأن خطبته المدروسة لا تحمل جديداً وهو تكرار ممل لانشائية سياسية كرهها الأقربون واستفرغها الأبعدون رغم محاولة طائشة ويائسة لاعطاء التيّار دور الحفاظ على الدستور من موقع الالتزام باتفاق الطائف كونه الابن الحقيقي والفعلي والوحيد لاتفاق أكسب الرئيس السُني ما خسره الرئيس الماروني .
لا شك بأن تحسُن الصوت السياسي عند الشيخ سعد من خلال الآداء الخطابي وما سبقه من تعلُم جنبلاطي لفنّ الانقلاب على الذات واعادة خلط الأوراق بطريقة خاسرة غير رابحة أسهم في توفير فرصة ذهبية لصنع رئيس بمواصفات سورية من موقع التحدي لفريق سورية في لبنان بعد لحظة تخلي مباشر عن خياراته الرئيسية في مواصفات رئيس لا تشبه احداً من فريق 8 آذار .
هكذا ولّد سعد ابل الرئاسة ومسيحيو 14 آذار يضحكون من صميم قلبهم على مجيء رئيس خصم موتور وله ثأر عائلي وآخر شخصي وسياسي ودعاهم الى الالتزام بقواعد اللعبة الديمقراطية التي لا تتيح الوصول الى قصر بعبدا الاّ لمرشحيّ فريق 8 آذاروبالتحديد شخصية غير محايدة سورياً وأخرى غير مواربة ايرانياً. لقد تحسن الرئيس سعد الحريري في مباراة الخطابة لكنه مازال متمرناً غير متمرس في لعبة السياسة ويبدو أن أزمة الرئيس مازالت في حاشيته المتمرسة في سياسات المنفعة الخاصة والتي تستهلك مواقفها بناءً على منظومة مصالحها الضيقة لذا نرى الكثير من التباينات الشخصانية في أمزجة الفروع الأولى في الشجرة الحريرية .
عاد سعد الحريري على نعش والده ليحمي عرش دولة 8 آذار من بوابة الاستحقاق الرئاسي فهنيئًا لحزب الله بالرئيس السوري المنتخب بأصوات سعودية وايرانية .