اتفاق ميونيخ ليس غامضا بل وضوحه يجعله فاقعا انما هو اتفاق علي وعلى اعدائي يا رب ورخصة دولية
لتجربة كافة انواع الاسلحة الغير مستعملة بما فيها اسلحة الكذب والمراوغة والوقاحة والصلف والغرور
والمكابرة والتحدي ومن فمه اكبر من الاخر ومن يستطيع ان ينهم من المائدة السورية اكثر من صاحبه لم
يعلو صوت ابن انيسة الا بعد اتفاق ميونيخ لدرجة انه اعترف صراحة انه سيحاصر حلب ويجوع اهلها حتى
تستسلم ويعيد سيطرته على كل الارض السورية هكذا هي وما هي او ليس نفسه الذي قال انا او لا احد او
ساحرق البلد لا بل هدد مرة باحراق العالم اجمع وفعلها اوليست داعش في المشهد السياسي والعسكري
اليوم اقرب منها لان تقول للعالم اجمع لا داعي للكذب والمراوغة انا صنيعة النظام الاسدي والفارسي
والروسي وبعلم الاميركي والغربي وكل مخابرات العالم تدرك هذه الحقيقة الكل يعلم ان داعش حجة وتبرير
فقط لخنق المعارضة والثورة السورية وقتلها ولكن داعش ارادت ثمنا اكبر مما دفع لها او وعدت بها ارادت دولة
اكبر واعظم واغنى من جميع دول المنطقة , لم تزحف الى دمشق ولم تزحف الى بغداد ولم تدخل كركوك
ولم ترسل صواريخا الى بيروت ولا الى انقرة توجهت الى ليبيا وسيناء وافغانستان ونيجيريا ودخلت الى كل
عاصمة اوروبية لا بل منذ وجودها وحتى اللحظة لم تطلق رصاصة واحدة ولا انتحاري واحد لا في روسيا ولا
في ايران ولا على اسرائيل انما كل رصاصاتها كانت باتجاه النصرة والثورة السورية والجيش الحر اذن على
ماذا اتفقوا في ميونيخ اتفقوا على ارضاء الرياض المتضررة الاكبر من داعش في ارضها وامنها وعقيدتها ولكن
الرياض رياض سلمان ليست رياض الامس فهي تعلم ان وقف الاعمال العدائية لا يعدو كونه صك براءة لداعش
ولمن خلفها وامامها وعلى جانبها ولانها مقتنعة وواثقة ان احدا ما ليس لديه ارادة لتطبيق بنود اتفاق يفسر
عبارة الاعمال العدائية وفق مفهومه وانه ليس الا حبرا على ورق وان مهلة الاسبوع هي الوصول الى الحدود
التركية بعد محاصرة حلب واحتلال اعزاز وتل رفعت واعلمت الرياض حلفائها كما واعلمت المعارضة السورية
ان هذا الاتفاق ليس الا اطلاق يد روسيا في الساحة السورية كلاعب وحيد ومطلق ومن هنا جاءت تصريحات
زعيم المعارضة السورية رياض حجاب ان موافقة هيئة تنسيق المفاوضات على اتفاق «الهدنة المؤقتة»- في
إشارة لاتفاق جنيف- «مرتبط بموافقة القادة العسكريين على الجبهتين الشمالية والجنوبية في سوريا».
ولكن ارضاء الرياض لا يعني انها ستتخلى عن هدفها الرئيسي وهو اسقاط نظام بشار والى الابد ومن ثم
السقوط الاوتاماتيكي لداعش ومن صنعها في المنطقة المسألة الاهم ان قواعد الاشتباك التي اعلنها رئيس
الوزراء التركي باتت نفسها القواعد التي ستطبقها الرياض من الان فصاعدا او ليس التحالف الدولي ودخول
روسيا الحرب كان وفق قواعد اشتباك ضد داعش فلتطبق اذن قواعد الاشتباك على الجميع دون استثناء