أحيا «تيار المستقبل» الذكرى الحادية عشرة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري، تحت شعار: «الحق معك.. واليوم اكثر»، في احتفال مركزي أقيم في مجمع البيال- وسط بيروت، بحضور الرئيس سعد الحريري.

 


 

 


برنامج الاحتفال

 


واتسعت القاعة لنحو ستة آلاف شخص، ووضعت في وسطها شاشتان عملاقتان، وصورة للرئيس الشهيد مع شعار الذكرى « الحق معك.. واليوم اكثر»، ورفعت على جوانب القاعة صور تضم شهداء ثورة الارز، وعرض خلال الحفل فيلم وثائقي عن «الحق» في مسيرة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وتخلل عزف «أنشودة الحرية» لجوقة الكورال في الجامعة الانطونية.

 


 

 


كلمة بكاسيني

 


وبدأ الاحتفال بالنشيد الوطني اللبناني عزفته جوقة الكورال في الجامعة الانطونية بالتعاون مع «بيروت ترنم»، ثم الوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء 14 آذار، وألقى عريف الحفل مدير تحرير جريدة المستقبل جورج بكاسيني كلمة قال فيها: «في حضرة غيابك تعود ساعاتنا الى الوراء نهرول هربا من سمائنا الملوثة الى سمائك الزرقاء ونقول «الحق معك واليوم اكثر» نتذكر آخر احلامك وانت تعاين تصميم اطول برج عربي في بيروت ونحن غارقون في اطول أزمة نفايات في العالم».

 


أضاف: «نهرول ونركض لاهثين لنستعين برفيق لم تنته مدة أحلامه دولة الشهيد لن نسايرك بالقول ان البلد ماشي ونحن نعرف انك تعرف انو ما في شي ماشي الا التعطيل الذي دشن في ايامك مع فارق بسيط انك كنت تواجه أكثرية معطلة واليوم لا داعي لأكثر من ثلث معطل».

 


واكد ان «الحق معك واليوم اكثر ان التعطيل اسوأ من الفراغ وان انتخاب رئيس للجمهورية من البديهيات الديموقراطية لكن الذين واجهوا انتخاب رئيس في ايامك بالتمديد يواجهونه اليوم بالفراغ».

 


وأشار إلى أن «الحق معك واليوم اكثر ان لا حل لأزمة الكهرباء الا بالخصخصة وواقع الحال ان الخصخصة صارت مباحة في كل شيء الا في الكهرباء وأصبحنا في زمن خصخصة الطوائف والمذاهب والادارة.. خصخصة قرار الحرب والسلم التي كانت في ايامك وطنية واذ بها اليوم تمتد من الوطن الى المهجر نتذكر يوم سميت احدى عمليات حزب الله في الجنوب عملية «التوقيت الخاطىء» وقد اصبحنا اليوم امام عمليات التوقيت والمكان الخاطىء ايضا حيث صارت مهمات التحرير تتنقل ما بين حلب والقصير والقلمون والرمادي وصنعاء واذا كان قانون الانتخاب قد تعرض لمزيد من الخصخصة مع شعار ان تنتخب كل طائفة نفسها فان رئاسة الجمهورية ايضا رمز وحدة لبنان اصبحت حقا لشخص لا اكثر».

 


واكد ان «الحق معك واليوم اكثر ان الاعمار جسر عبور الى الازدهار وان من خيروه بين هانوي وهونكونغ حولوا الجنوب ودمشق وبغداد وصنعاء الى هانوي كي تصبح طهران هونكونغ تتباهى بالزوار الاجانب وبقدوم مئات شركات الاستثمار».

 


وختم: »الحق معك ان الصبر مفتاح الفرج والصمود وانه  لا يصح الا الصحيح وان فائض الامل اقوى من فائض القوة واليوم اكثر».

 


 

 


كلمة الحريري

 


واستهل الرئيس سعد الحريري كلمته بالترحيب بـ»فخامة الرئيس، أصحاب الدولة، أصحاب السيادة والفضيلة، الزملاء والرفاق والأصدقاء، يا شباب وشابات تيار المستقبل و14 آذار، أيها اللبنانيون في كل مكان».

 


وقال: «في ذروة الحصار السياسي وحملات التشهير التي نظّمها عهد الوصاية ضد الرئيس الشهيد رفيق الحريري، خرج رحمه الله، على اللبنانيين ليقول: «ما بيصح إلا الصحيح ما في حدا أكبر من بلدو».

 


وذكّر بأن «العبارة تعرفونها جيداً، لأنها محفورة في ذاكرة الجميع تتردّد كلما أطلّ من يرفع صوته في وجه لبنان. زمن الوصاية السورية، لم يستطع ان يفبرك أشخاصاً أكبر من لبنان. وزمن الاستقواء الإيراني، لن يستطيع ان يصنع قادةً أكبر من لبنان. وكل أشكال الإرهاب لن تتمكّن من وحدة لبنان. وكل عمليات الاغتيال لن تكسر أحلامنا بقيام لبنان».

 


ورأى ان «البعض لا يحبّ هذه العبارة، لأنّ من قالها هو الرئيس الشهيد. أمّا نحن، فنجتمع في 14 شباط من كل عام، لنعلن على رؤوس الأشهاد: على نهجك مستمرّون يا أبا بهاء، ولو كره الكارهون. ما في حدا أكبر من بلدو، ولا أحد سيتمكّن من السّطو على الجمهورية اللبنانية، لا بترهيب السلاح، ولا بإرهاب التطرف، ولا بمخالفة الدستور، ولا بالأحكام العسكرية الزائفة، ولا بأي وسيلةٍ من وسائل التعطيل والفوضى».

 


 

 


لبنان للبنانيين

 


وشدد على ان «لبنان لكل اللبنانيين، لا لفئة، ولا لطائفة، ولا لحزب، ولا لزعيم. هذا ما يجب أن يكون معلوماً لكل الرؤوس الحامية، التي تعلق مصير البلاد على مصالحها السياسية والمذهبية».

 


أضاف: «عندما يجعلون من لبنان ساحةً لفلتان السلاح، والفرز الطائفي، ومخالفة القوانين، وحماية المجرمين والهاربين من العدالة، سيهون عليهم تعطيل المؤسسات، وتبرير الشغور في رئاسة الجمهورية، وإسقاط اعلان بعبدا، والاستخفاف بدماء الشهداء، وتجنيد آلاف الشبان للتورّط في الحرب السورية، والتّباهي بتقمّص ادوار الدول العظمى».

 


وتابع: «من غير المسموح في هذا الزمن، ممارسة التّرف السياسي، فيما البلاد تعيش فراغاً في موقع الرئاسة، وفيما الحرائق تشتعل حولنا، وليس هناك في العالم من يطفئ النار، بل متسابقون على صب الزيت فوقها».

 


وأشار إلى ان «هناك من قرّر أن يقاتل في الأماكن الخاطئة وتحت شعاراتٍ خاطئة. وإذا كانت الدولة، ومن خلفها القوى المشاركة في طاولة الحوار، قاصرةً عن وضع حدٍ لهذا الخلل، فإنّ هذا القصور يستدعي رفع مستوى الاعتراض السياسي على إقحام لبنان في الصراعات العسكرية، ومناشدة أهل العقل والحكمة والوطنية في الطائفة الشيعية، المبادرة لتفكيك أخطر الألغام التي تهدد سلامة العيش المشترك».

 


 

 


الاستقواء العسكري

 


ولاحظ ان «لبنان يدفع يومياً من تقدّمه واستقراره، ضريبة الارتجال السياسي، والاستقواء العسكري، والتذاكي الديبلوماسي، والارتباك الاقتصادي والاجتماعي، والاندفاع غير المسؤول في تعريض مصالح لبنان للخطر والتحامل على الدول الشقيقة، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي التي لم تبادرنا يوماً بأي أذى».

 


وتساءل: «أيّ عقلٍ متهوّر يحرّك هذه السياسات، في مقاربة العلاقات الأخوية؟ هل نحن أمام أحزابٍ تعمل لله، أم أمام أحزابٍ تعمل للفتنة؟ نحن عرب على رأس السطح. ولن نسمح لأحد بجر لبنان الى خانة العداء للسعودية ولأشقائه العرب. لن يكون لبنان تحت أي ظرفٍ من الظروف ولايةً إيرانية. نحن عرب، وعرباً سنبقى».

 


وزاد: «من الأفضل، أيها الأخوة والأخوات، أن يهدأ الصّراخ، وأن يلتزم الجميع حدود المسؤولية في الكلام، وأن تستريح بعض القيادات عن استخدام المنابر لإثارة الغرائز المذهبية. من الأفضل لنا جميعاً، أن نتفرّغ لمعالجة مشكلاتنا، السياسية والاجتماعية والاقتصادية، بروح التعاون على إنقاذ لبنان. وفي قاموسنا، إنّ رئاسة الجمهورية اللبنانية، أولى بالاهتمام وبذل الجهد من رئاسة الجمهورية السورية أو العراقية أو اليمنية. ومصلحة الوطن في فك الحصار عن الرئاسة والحكومة ومجلس النواب، لا في المشاركة بمحاصرة مضايا وحلب والمدن السورية».

 


 

 


جرأة المبادرة

 


وقال: «نحن في هذا المجال، كانت لدينا جرأة المبادرة، وتحريك المياه السياسية الراكدة، من منطلقٍ يتجاوز المصالح الخاصة لتيار المستقبل، الى مصلحة لبنان بإنهاء الشغور الرئاسي. مصير رئاسة الجمهورية في يد اللبنانيين. الرئاسة تصنع في لبنان وعلى أيدي اللبنانيين، ونحن من جانبنا، نملك الشجاعة لاتخاذ الموقف، والإعلان بأننا لن نخشى وصول أي شريكٍ في الوطن الى رأس السلطة، طالما يلتزم اتفاق الطائف حدود الدستور والقانون، وحماية العيش المشترك، وتقديم المصلحة الوطنية وسلامة لبنان على سلامة المشاريع الإقليمية».

 


واسترسل: «أود أن أتكلم بكل صراحة: نحن انطلقنا من أن الفراغ كارثة، والبعض لا يزالون حتى اليوم يقولون: لا ضرورة للعجلة، و21 شهرا من الفراغ ليصبحوا 24 و36، ليست لديهم أية مشكلة. أنا أطلب من كل واحد منكم، من كل لبناني ولبنانية، أن يقارن بين لحظتين. لحظة انتهاء ولاية الرئيس ميشال سليمان، الذي نوجه اليه التحية، واللحظة التي نحن فيها اليوم. ليقل لي أحد عن أمر واحد بقي كما كان ولم يتراجع أو يتدهور. أمر واحد على أي صعيد: على الصعيد المعيشي، على صعيد العمل،

 


 

 


 

 


على صعيد المأكل، على صعيد الصحة، على صعيد النفايات، على الصعيد السياسي، الاقتصادي، الاجتماعي، السياحي، على صعيد النظام، والسلم الأهلي، على أي صعيد كان».

 


 

 


المرشحون الاربعة

 


وأشار إلى انه «من يفكر للحظة، وبصدق، يعرف لماذا اعتبرت، أن واجبي الأول والأخير، هو وضع حدّ للفراغ في الرئاسة. نريد أن نضع حداً للفراغ. في هذا الوقت، أربعة من الزعماء المسيحيين، اجتمعوا في بكركي، في البطريركية المارونية، التي نكن لها كل احترام وتقدير، واتفقوا، فيما بينهم، وبرعاية بكركي، أنه ما من مرشّح مقبول لرئاسة الجمهورية إلا أحد هؤلاء الأربعة».

 


وذكر بـ»أننا بدأنا بمحاولة إنهاء الفراغ بالدكتور سمير جعجع، مرشّحنا ومرشح 14 آذار. نزلنا إلى الجلسة وكل جلسة، 35 مرة، من دون نتيجة، وبقي الفراغ. في هذه الأثناء، طرحت داخل 14 آذار، فكرة أنه إذا لاقى الرئيس أمين الجميل قبولا من قوى 8 آذار أو من أي طرف في 8 آذار، يسحب الدكتور جعجع ترشيحه لمصلحته. هذا الأمر لم يحصل وبقي الفراغ».

 


وتابع: «قبل ذلك، كنا قد فتحنا حوارا مع العماد ميشال عون، وكانت نتيجته تشكيل حكومة جديدة. لكننا لم نتوصّل لنتيجة بملف رئاسة الجمهورية، ولم نرشح العماد عون، بعكس ما يقول البعض اليوم، ولا حتّى وعدناه بتأييد ترشيحه، وبقي الفراغ».

 


وأكد انه «من الأربعة، لم يبق إلا الوزير سليمان فرنجية. ونعم، بعد سنة ونصف من الفراغ، وبعدما رفض كل  الأطراف، حلفاء وخصوم، تبنّي مرشح توافقي من خارج الأربعة الذين تعاهدوا في ما بينهم في بكركي، فتحنا حوارا مع الوزير فرنجية. هل رأيتم متى، بعدما أقفل كل مجال. التقيت الوزير فرنجية في باريس، وتوصّلنا معه لتفاهم. هذا التفاهم سمعتموه منه كما هو في مقابلته التلفزيونية، كل ما قيل عندي في البيت كما هو، قاله الوزير فرنجية على التلفزيون: الهدف هو إنهاء الفراغ، ووضع حدّ للتدهور، والعمل على تحسين وضع لبنان السياسي والاقتصادي والاجتماعي والأمني والمعيشي، وحماية النظام والسلم الأهلي».

 


 

 


أين الغلط؟

 


وتساءل: «أين الغلط؟ ولماذا أنتم متفاجئون؟ أصلاً ما هو دوري؟ وما هو إرث رفيق الحريري سوى المحافظة على النظام والسلم وتحسين حياة الناس؟ خطوة خلطت الأوراق؟  نعم. خطوة أرغمت الجميع على إعادة وضع انهاء الفراغ الرئاسي، الذي كان الجميع قد نسيه، في واجهة المشهد السياسي وعلى راس الأولويات السياسية بالبلد؟ نحن فخورون بهذه النتيجة. خطوة أدّت بحلفائنا القوات اللبنانية لأن يتوصلوا بعد 28 سنة، لمصالحة تاريخية مع التيار الوطني الحر؟

 


وشدد على أننا «كنّا أوّل الداعين وأكثر المرحبين بهذه المصالحة. وليتها حصلت قبل زمن بعيد، كم كانت وفّرت على المسيحيين وعلى لبنان! خطوة أدّت بالدكتور جعجع أن يقرر الانسحاب من السباق ويعلن الجنرال عون مرشح القوات اللبنانية لرئاسة الجمهورية؟ هذا من حقه وحق الجنرال عون في نظامنا الديموقراطي ودستورنا».

 


واستطرد: يار يت من زمان يا حكيم لكنا وفرنا كتير.

 


وقال: «الآن وصلنا إلى هنا، عظيم. أين المشكلة، بات لدينا ثلاثة مرشحين: الوزير فرنجية، الجنرال عون  والنائب هنري حلو. ويمكن أن يكون هناك مرشّحون آخرون؟ لدينا دستور ونظام ديموقراطي يقول: تفضّلوا إلى مجلس النواب. تفضّلوا إلى مجلس النواب وانتخبوا رئيسا، إلا إذا كان مرشحكم الحقيقي هو الفراغ؟

 


وأشار إلى «أننا كما كل مرّة، من 21 شهرا، من 35 جلسة، سنكون أوّل الحاضرين، ومن ينتخب رئيساً، سنكون أول المهنئين، وأنا سأكون أول من يقول له مبروك فخامة الرئيس، وأوّل من يقول: مبروك للبنان! بهذه البساطة. أمّا أن يحمّلونا مسؤولية الفراغ، بعد 21 شهر تعطيل جلسات انتخاب، ويقولوا إمّا المستقبل يعلن أن الجنرال عون مرشّحه أو أن الفراغ سيستمرّ، وليست هناك عجلة؟ «إيه هيدي ما بتركب عا قوس قزح» ولا تنطلي على أحد. تقاطعون كل جلسة، وتمنعون النصاب، ولا تقبلون إلا أن تعرفوا النتيجة سلفا، وتريدون تحميلنا نحن المسؤولية؟

 


 

 


التعطيل ليس حقا

 


وتابع: «بالمناسبة، لا نقبل من أحد أن يقول لنا أنه من حقّنا الدستوري أن نقاطع الجلسات، ليبرر هو مقاطعته غير الدستورية للجلسات. لأن الحق الدستوري ليس ملكي ولا ملكه ولا ملك أحد. الحق الدستوري، ملك الدستور، وملك البلد، وملك المواطنين. هذه رئاسة الجمهورية! ليس حقّي ولا حقّك الدستوري، مقاطعة جلسة انتخاب رئيس الجمهورية، وفرض الفراغ على رأس البلاد والعباد. واجبي وواجبك الدستوري، أن ننزل إلى المجلس وننتخب رئيساً ونتخلص من الفراغ! أما أن «يغطّو السموات بالقبوات»، ويعطونا دروسا بالوفاء للحلفاء؟ نعم، الوفاء للحلفاء جميل، لكن ما نفع الوفاء إذا كان على حساب مصلحة لبنان. وإذا كان هدفه استمرار الفراغ؟

 


وجزم بأن «الوفاء الأصلي هو الوفاء للبنان، لأن الوفاء للبنان هو أساس الوفاء للحلفاء، ولكل اللبنانيين! وإذا كانوا يريدون تعييرنا بأننا لا نلعب أي دور إقليمي، فنعم، نحن لا نلعب أي دور إقليمي. ونحن فخورون أنه ليس لدينا أي دور إقليمي، ليس لدينا أي دور بالدم السوري، وليس لدينا أي دور بالدم العراقي وليس لدينا أي دور بالدم اليمني. أهذه تهمة؟  مقبولة وبفخر».

 


وقال: «نحن على رأس السطح ليس لدينا دور إلا بالاعتدال، وبالحوار وبالبحث عن الحلول في لبنان وفي الوطن العربي. هكذا علمنا رفيق الحريري! غيرنا يريد أن يلعب أدوارا عسكرية، ويغرق بدماء شعوب عربية، يريد أن يرسل شباباً لبنانيين إلى الموت خارج الحدود، هذه مشكلته وليس عيبنا، هذه جريمته، وليست تهمتنا! أو ستقولون لنا أن هذا أيضا حق دستوري؟

 


 

 


عند التزامنا

 


وعاد وكرر: «نحن عند التزامنا، وعندما نعطي التزاماً، نسير فيه حتى النهاية. نحن صادقون، نريد رئيسا للجمهورية، ونريد أن نتخلص من الفراغ ودفعنا الثمن داخلياً وخارجياً. وسيرى الجميع، أن الحق مع رفيق الحريري، واليوم أكثر: «ما حدا أكبر من بلدو».

 


وتابع: «نحن اليوم نتذكّر شهيدنا الكبير، رفيق الحريري الذي دفع حياته ثمنا،  من أجل البلد، من أجل الدولة، من أجلكم. نتذكّر كل شهدائنا: باسل وسمير وجورج وجبران وبيار ووليد وأنطوان ووسام ووسام، ومحمد. هؤلاء ماتوا من أجل ماذا؟ من أجل الدولة أو من أجل مشاريع خاصة؟ نحن اليوم نكرر التزامنا بشهدائنا، بحقّهم، بدمائهم، بمسيرتهم، بالمحكمة الدولية، والتزامنا بالدولة، وبالمشروع الوطني، بمشروع رفيق الحريري الوطني، وباقون على التزامنا. نحن مشروع وطني،  وتيار المستقبل يرفض أن يتحوّل إلى مشروع طائفي أو مذهبي».

 


وأكد «أننا مشروع يفتح الأبواب بين اللبنانيين ويفتح الآفاق والآمال أمام لبنان واللبنانيين، وليس مشروع رفع متاريس وجدران وأسوار بين الزواريب والنفوس والطوائف. نحن مشروع وطني عابر للطوائف، خصوصاً عندما يكون غيرنا مشروع طائفي عابر للأوطان»!

 


 

 


حالة وطنية

 


وتوجه إلى شباب وشابات تيار المستقبل و14 آذار بالقول: «لقد كانت التوأمة بين 14 شباط و 14 آذار، فعل إيمان بقدرة اللبنانيين على إنتاج حالةٍ وطنية، تسمو بسلوكها ومنطلقاتها وأهدافها على المصالح الطائفية، وتعبّر عن اندماج القوى الحيّة من مختلف الطوائف في مشروعٍ وطنيٍ جامع، يجدّد الثقة بدور الدولة وقدرتها على إدارة الشأن العام. 14 شباط هو يوم لرفيق الحريري، وكل الذين ساروا معه على طريق الشهادة، وكتبوا بدمائهم ملحمة الرابع عشر من آذار، التي ستبقى عنواناً للتمرّد على حقبة  الوصاية السورية، ورفض كل أنواع الوصايات البديلة».

 


واسترسل: «يعزّ عليّ، وعلى الأخوة والأخوات في تيار المستقبل، أن يأتي هذا اليوم، وسط مناخات غير مستقرة بين قوى 14 آذار، وأن تتقدّم التباينات في وجهات النظر، على الثوابت التي نلتقي حولها».

 


 

 


مراجعة نقدية

 


وأرى أن «هذه مناسبة لدعوة قوى 14 آذار، وفي طليعتها تيار المستقبل، للقيام بمراجعاتٍ نقدية داخلية، يمكن أن تتولّى الأمانة العامة تحريكها والعمل عليها، لتتناول كافة جوانب العلاقة بين قوى انتفاضة الاستقلال، بهدف حماية هذه التجربة الاستثنائية في حياة لبنان. مصير لبنان في يدنا نحن، ولبنان سيحكم من لبنان، ولن يحكم من دمشق أو طهران أو أي مكانٍ آخر».

 


وزاد: «منذ 11 سنة، ونحن معاً، في مركب الدفاع عن الدولة والسيادة. سلاحنا الدستور والقانون والموقف السياسي، وروح الوحدة الوطنية التي جسّدتها 14 آذار، وتضحيات شهداء من خيرة رجال وشباب لبنان. لبنان اليوم، ينادينا من جديد. ينادينا بلسان رفيق الحريري وكل الشهداء، بأنّ الخطر الذي يحدق به، لا يواجه بالبقاء مكتوفي الأيدي. لو كان لرفيق الحريري، أن يعلمنا شيئاً، فهو أن نكون أمناء على دور لبنان وسلامته. ونحن معاً، لن نتخلى بإذن الله، عن هذه الأمانة، وسنبادر بروح رفيق الحريري الى إنقاذ بلدنا من الضّياع».

 


 

 


للتضحية حدود

 


وشدد على اننا «أيها الأخوة والأخوات، نقتدي بتاريخ رجلٍ افتدى لبنان، وتفانى في خدمته والدفاع عن حقوق أبنائه. لقد اخترنا مواصلة السير على الطريق التي أرادها رفيق الحريري، طريق العلم والبناء والحرية والوفاق والكرامة الإنسانية والاجتماعية. لن نتأخّر عن التضحية  عندما تدعونا المصلحة الوطنية الى التضحية. ولكن على الجميع أن يعلم أن للتضحية خطوطا حمرا، نعرف تماماً كيف نرسمها، ومتى نرسمها وندافع عنها، في مواجهة المتطاولين على كرامة الدولة وسلامتها».

 


وأوضح ان «هذا هو رفيق الحريري، وهذه هي الحريرية الوطنية، التي لها شرف الحضور في كل المناطق والطوائف والطبقات، وشرف البناء والإعمار واستعادة دور لبنان في العالم. عهدي إليكم أن نبقى معاً، مهما بلغت التحديات، وأن أكون معكم، نلبّي معاً ما يفرضه الواجب الوطني، وحق اللبنانيين علينا بالوحدة والاستقرار والحياة الكريمة».

 


وختم:  أريد من كل واحد منكم أن يسمعها جيدا ويفكر بمعناها ملياً. جميعكم تعرفون أنه عند كل قرار مفصلي، أسأل نفسي سؤال واحد: ماذا كان لرفيق الحريري أن يفعل لو كان مكاني اليوم. واليوم في 14 شباط تحديداً، لا أجد إلا جوابا حقيقيا واحدا: يا ليت رفيق الحريري كان واقفا أمامكم، في مكاني اليوم! عشتم. عاش لبنان».

 


 

 


صورة

 


وفي الختام، دعا الرئيس الحريري جميع قادة قوى 14 آذار للصعود إلى المنصة لالتقاط صورة جماعية بالمناسبة تعبيرا عن وحدة 14 آذار.



حضروا المهرجان

 

حضر الاحتفال الرئيس أمين الجميل، ممثل رئيس مجلس النواب نبيه بري النائب عبد اللطيف الزين، الرئيس فؤاد السنيورة، ممثل رئيس تكتل «التغيير والاصلاح» العماد ميشال عون الوزير الياس بو صعب، ممثل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشار بطرس الراعي رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر، مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، الأمين العام لـ»تيار المستقبل» احمد الحريري، رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري، الوزراء: رمزي جريج، بطرس حرب، نبيل دو فريج، ميشال فرعون، ريمون عريجي، محمد المشنوق، نهاد المشنوق، اشرف ريفي، رشيد درباس، عبد المطلب حناوي، النواب: عمار حوري، كاظم الخير، بدر ونوس، محمد الحجار، غازي يوسف، عاصم عراجي، دوري شمعون، سامي الجميل، سامر سعادة، بهية الحريري، امين وهبة، ستريدا جعجع، شانت جنجنيان، طوني ابو خاطر، ادغار معلوف، سمير الجسر، روبير غانم، هادي حبيش، احمد فتفت، سيرج طورسركيسيان، انطوان زهرا، هنري حلو، ممثل النائب وليد جنبلاط نجله تيمور.

كما حضر سفراء: الولايات المتحدة الاميركية، السعودية، مصر، فرنسا، كندا، ماليزيا، ايطاليا، قطر، الامارات، سلوفاكيا، الاتحاد الاوروبي، باكستان، الارجنتين، بنغلادش اوستراليا وكازخستان، نقيب الصحافة عوني الكعكي، منسق الأمانة العامة لـ»قوى 14» آذار فارس سعيد، أعضاء من المكتبين السياسي والتنفيذي في «تيار المستقبل»، رئيسة «الكتلة الشعبية» مريام سكاف، وفاعليات دينية وسياسية واجتماعية وحزبية وشبابية وكشفية، وحشد من جمهور «تيار المستقبل» ومحبي الرئيس الشهيد.







سلام وميقاتي وقيادات سياسية يستذكرون رفيق الحريري:

نفتقد حكمته ورؤيته القائمة على مجتمع  الاعتدال والتعايش

 

استذكر رؤساء حاليون وسابقون ووزراء ونواب وقيادات وشخصيات، الرئيس الشهيد رفيق الحريري في ذكرى اغتياله الحادية عشرة مع رفاقه في 14 شباط 2005 .

*  سلام: في هذه المناسبة، قال رئيس الحكومة تمام سلام في بيان اننا «في الذكرى الحادية عشرة للجريمة النكراء التي غيرت وجه لبنان، نفتقد الرئيس الشهيد رفيق الحريري وكل ما مثله وحققه وعمل من اجله طيلة حياته التي كرسها في سبيل بلاده وشعبه»، معتبرا ان «الرؤية التي حملها رفيق الحريري للبنان، يجب ان تكون نبراسا يهتدي به كل حريص على قيام مجتمع لبناني تسوده قيم الاعتدال والتعايش الرحب والسلم الاهلي، ودولة لبنانية قوية تتسع لكل ابنائها وتواكب بهم ومعهم انجازات العصر».

ودعا سلام في» الذكرى الأليمة، ووسط الأزمة السياسية الخانقة التي نمر بها، جميع القيادات اللبنانية المسؤولة الى التفكر في ما آلت اليه أمورنا والى بذل كل الجهود للخروج من الحالة البائسة التي نتخبط فيها، والانخراط بنيات صادقة في مسيرة استعادة لبنان بصورته المشرقة التي ارادها رفيق الحريري».

وختم سلام متوجها لعائلة الرئيس الحريري بالقول: «في الرابع عشر من شباط، أتقدم بالتحية من عائلة الراحل الكبير ومحبيه ومن كل الاوفياء لنهجه، وأشد على أيدي حامل الأمانة دولة الرئيس سعد الحريري، وأؤكد ان لبنان لن ينسى من جعله هاجسه الأول والأخير، ودفع حياته في سبيله».

* ميقاتي:  وقال الرئيس نجيب ميقاتي في بيان «تطل ذكرى استشهاد الرئيس الحريري ورفاقه هذا العام، ولبنان يشهد فراغا في رئاسة الجمهورية منذ ما يُقارب السنتين، والمؤسسات الدستورية الاخرى شبه معطلة والصراع السياسي في اوجه. وكم نفتقد لحكمة رفيق الحريري وتفاؤله وطموحه، وكم نحن بحاجة الى من يُعيد جمع اجزاء هذا الوطن، الذي استفحل فيه الاصطفاف المذهبي (...) ».

* فرعون: وقال  الوزير ميشال فرعون في بيان: «نتذكر الشهيد رفيق الحريري اليوم، تماما كما نتذكره في المراحل الصعبة التي يمر بها وطننا، والتي كان الراحل يملك من الوطنية والحكمة ما يتيح تجاوزها، ولعل هذا ما قصده قاتلوه من جريمتهم».

واضاف: «وفي هذه المناسبة نتقدم من الرئيس سعد الحريري وجميع أفراد العائلة ومن محبي الشهيد والأوفياء له بالتعزية الشديدة، آملين الا يمر عام آخر من عمر شهادته من دون أن يشهد لبنان قيامته ونشهد على انتخاب رئيس للجمهورية وعودة الحياة الدستورية الى طبيعتها».

* ريفي:  وقال وزير العدل اللواء أشرف ريفي، في تغريدة عبر «تويتر»:«في ذكرى إغتيالك أيها الرئيس الشهيد رفيق الحريري نقول: مستمرون ولن نتراجع حتى نرى من أمر وخطط ونفذ اغتيالك وراء القضبان».

*الجسر: ولفت عضو كتلة «المستقبل» النائب سمير الجسر خلال ندوة خاصة عن الرئيس الشهيد رفيق الحريري نظّمتها هيئة التثقيف السياسي في منسقية طرابلس في «التيار   الى ان «مع كل يوم يمرّ سنفتقد رفيق الحريري اكثر فأكثر وسندرك مع الأيام حجم الخسارة التي ادركتنا والتي المت بالوطن في آن (...) «. وذكّر بانه «حين خرج الشهيد من السلطة في العام 1998 ظن المتآمرون انها النهاية وان الخروج من السلطة سيكون مقدمة لاخراجه من البلد كما كانوا يشتهون. لم يدر في اذهان اولئك الغافلون ان الرئيس الشهيد لم تكن حساباته نزوة سلطة تتقاذفها رياح شهوة السلطة، بل كان في ذهنه وارادته مشروع بناء وطن لا يحيده عنه شيء (...)».

* الصفدي: وادلى النائب محمد الصفدي بتصريح ، قال فيه:»  لقد استشهد الرئيس الحريري في وقت كان لبنان في امسّ الحاجة اليه، لتثبيت الوحدة الوطنية. وبعد استشهاده تحققت انتفاضة الاستقلال وكبر الأمل بالمصالحة الوطنية وبناء الدولة، لكن ذلك لم يتحقق واضاع اللبنانيون فرصة نادرة للنهوض ببلدهم (...)».

* كباره:  رأى النائب محمد كبارة، في بيان أصدره لمناسبة ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري، ان لبنان «أحوج ما يكون اليوم إلى حكمة وحضور الرئيس الشهيد رفيق الحريري»، مشيرا الى ان «الذكرى الحادية عشرة على استشهاده تمر في ظروف صعبة للغاية، تهدد لبنان بالفراغ الدائم في المؤسسات، وبالحديد والنار اللذين يحيطان به من كل حدب وصوب (...)».

 * حسن: واستذكر شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن الرئيس الشهيد رفيق الحريري،  بالقول: «(...)كان رجل الانفتاح والحوار والإعمار، ورمز الاعتدال، فيما نحن اليوم بأمس الحاجة لقيم الاعتدال لنواجه بها التطرف والظلم والعنف (...)».

* جعجع: وغرّد رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع عبر «تويتر» قائلاً: «الرئيس الشهيد رفيق الحريري: لن ندعكَ تُغتال مرتين».

* عبيد: ورأى الوزير السابق جان عبيد في ذكرى 14 شباط ان «اعمق الكلمات تعجز عن إيفاء الرفيق الشهيد رفيق الحريري حقه، سيظل كصديق وصادق ووفي ووطني وعربي، مالئا الوجدان والذاكرة والضمير والقلب. حياته ومماته وخلوده في قمة العبر والاعتبار، ونحن، وكل من عرفه ورافقه وأحبه وعمل معه، سيظل بالنسبة إلينا معينا لا ينضب لعائلته الصغرى في بيت الحريري ولعائلته الكبرى لبنان وللاوفياء والشجعان في أمته العربية الوفية. اليك ايها الصديق الخالد نجدد الود والوفاء والاستمرار في المصير اللبناني العربي الاستقلالي والمشترك. مهما طال الطريق وعظمت التحديات والتضحيات».

*  ميشال معوض:  وأشار رئيس حركة «الإستقلال» ميشال معوض، في الذكرى الـ11 لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، إلى أن الفاعلين «ظنوا أنهم باغتيال الحريري ينهون نبض النزعة الاستقلالية وإرادة المقاومة للوصاية السورية، فولد في 14 شباط 2005 «انتفاضة الاستقلال»، وقادت اللبنانيين الى معجزة التوحد في 14 آذار 2005»، مضيفا «تمكن اللبنانيون بوحدتهم من تحقيق الحلم في 26 نيسان 2005، فكان جيش الاحتلال السوري وأجهزة استخباراته خارج لبنان (...)».

* محفوض:  وقال   رئيس «حركة التغيير» عضو الامانة العامة لقوى «14 اذار» ايلي محفوض عبر «تويتر «: الى «ان ذكرى استشهاد الحريري مناسبة وطنية لا تعني العائلة او «تيار المستقبل»  فحسب، انما محطة تاريخية تتعلق بجميع اللبنانيين لكون هذا الاستشهاد وحّدهم وحررهم (...)».

 

«لن تكون هناك وصاية جديدة»

نهاد المشنوق التقى الحريري في بيت الوسط

وزار ضريحي الشهيدين الحريري والحسن

 

إلتقى وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق الرئيس سعد الحريري في بيت الوسط، بعد عودته إلى بيروت. وكان المشنوق زار ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري، حيث قرأ الفاتحة، ثم ضريح اللواء الشهيد وسام الحسن، حيث قرأ  الفاتحة أيضا.

وردا على سؤال قال المشنوق: «القتلة سيستمرون في الفشل لأن الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وهو في ضريحه، يبقى الحد الفاصل بين الحق والباطل. ولم يستطيعوا تغيير هذه المعادلة ولن يستطيعوا».

أضاف: «الحق لا يزال هنا وسيبقى، فهو يستمر في الناس، و»تيار المستقبل» جزء من جمهور كبير يؤيد وجهة النظر هذه، ويقاوم من أجلها ويقدم الشهداء».

وردا على سؤال، قال المشنوق: «لن ينجح أحد في فرض وصايته على لبنان، ولم ينجح النظام السوري إلا لفترة موقتة وتم تحرير لبنان بعدها، والآن، أياً كانت الصورة، لن تكون هناك وصاية جديدة».

 

حديث المفتي الشعار

 

سقط سهواً اسم الزميل عادل كرّوم من الحديث الذي أجراه مع سماحة مفتي طرابلس الشيخ مالك الشعار الذي نشر في عدد «الشرق» الاخير، فاقتضى الاستدراك والتوضيح.