عودة الرئيس سعد الحريري الى لبنان للمشاركة شخصياً في ذكرى اغتيال والده، اعادت بعض الحرارة الى جسم تيار المستقبل الذي يعاني من برودة بينه وبين بعض «الصقور»، وبينه وبين «القاعدة الحريرية» التي بدأت تتململ في غياب «الرأس» وكثرة المسؤولين والقياديين.
مشهدية «البيال» امس، تميزت باكتمال نصاب «البيت الازرق»، و14 آذار لتتحول الى مشهد حار بالقبلات والعناق بين الحريري واركان تياره والفريق الآذاري، لتلتقط صورة جماعية بينهم في نهاية الاحتفال للتأكيد على «وحدة 14 آذار» كما علق الحريري.
كيف كانت مشهدية «البيال» امس في الشكل والمضمون؟
- في الشكل: حضر الوزير اشرف ريفي وحتى النائب خالد ضاهر.
-حضر الدكتور سمير جعجع وعقيلته مع رصد العناق الحار مع الحريري قبل بدء المهرجان، رغم «الفراق القسري» للترشيحات الرئاسية بينهما، ليتحول في نهاية المهرجان الى فتور رغم «السلام والكلام».
-حضر للمرة الاولى ممثل عن النائب سليمان فرنجيه.
-حرارة واضحة ومتميزة مع آل الجميل، اذ جلس الرئيس امين الجميل الى يمين الحريري ووقف سامي الى يساره في الصورة التذكارية ووالده الى يمينه... و«وشوشات» مع «الفتى الكتائبي» وعناق وقبلات شملت ايضاً الاب...
-غاب النائب وليد جنبلاط وحضر نجله، الا ان جنبلاط التقاه في بيت الوسط قبل المهرجان، واجتمع مع الرئيس نبيه بري مساء.
2- في المضمون: لم يرشح الحريري فرنجيه بالمباشر بل ركز على مبادرة باريس واعلن تمسكه بها، واقرنها بسرد تجربته مع باقي الاقطاب الموارنة.
-توجه بالكلام المباشر الى الدكتور سمير جعجع قائلاً: يا حكيم... يا حكيم يا ليت المصالحة مع التيار الوطني الحر حصلت من زمان، فكم كنت وفرت على اللبنانيين.
-تحدث عن «الوفاء للحلفاء» (وهنا قصد جعجع) وقال: الوفاء للحلفاء جميل ولكن ما نفعه اذا كان على حساب مصلحة الوطن؟
-كرر هجومه على ايران وحزب الله من دون ان يسميه.
-كرر مبايعته للسعودية وقال: لن نسمح لاحد بجر لبنان الى خانة العداء للمملكة، لم تبادرنا يوماً بأي أذى، ولبنان لن يكون تحت اي ظرف من الظروف ولاية ايرانية.
-كرر الالتزام بالطائف والدستور والقانون.
-كرر ان تيار المستقبل هو تيار اعتدال.
-كرر ان تياره يهدف الى انهاء الفراغ.
-كرر ان تياره يواظب على الحضور في الجلسات الـ35 لانتخاب الرئيس.
-كرر الالتزام بخط والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري.
فهل كل ما شهده «البيال» من قبلات وعناق أنهى حالة الجفاء في صفوف البيت الواحد؟
وهل هدّأ خطاب الحريري النفوس و«الرؤوس الحامية» في تياره، وأنهى الفراغ رغم تأكيده وتكراره أن تيار المستقبل ليس المسؤول عن استمرار الشغور الرئاسي؟
ماذا قال الحريري في ذكرى والده؟
اشار الى ان زمن الوصاية السورية، لم يستطع ان يفبرك اشخاصا اكبر من لبنان، وان زمن الاستقواء الايراني، لن يستطيع ان يصنع قادة اكبر من لبنان.
واشار الى ان هناك من قرر ان يقاتل في الاماكن الخاطئة وتحت شعارات خاطئة، واذا كانت الدولة قاصرة عن وضع حد لهذا الخلل فان هذا القصور يستدعي رفع مستوى الاعتراض السياسي على اقحام لبنان في الصراعات العسكرية، ويستدعي هذا القصور مناشدة اهل العقل والحكمة والوطنية في الطائفة الشيعية، المبادرة لتفكيك اخطر الالغام التي تهدد سلامة العيش المشترك.
وفي الموضوع الرئاسي قال: «لم نرشح رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون، بعكس ما يقول البعض اليوم، ولا حتى وعدناه بتأييد ترشيحه، وبقي الفراغ، موضحا ان من الزعماء الاربعة المسيحيين، لم يبق الا رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية، ففتحنا حوارا معه لانهاء الفراغ».
ولفت الى «ان هذه الخطوة ادت بالدكتور سمير جعجع الى الانسحاب من السباق واعلان الجنرال عون مرشحاً للقوات»، معتبراً ان «هذا من حقه ومن حق عون».
وقال الحريري: بات لدينا 3 مرشحين، فرنجية، عون والنائب هنري حلو، ويمكن ان يكون هناك مرشحون آخرون، اضاف: «تفضلوا الى مجلس النواب وانتخبوا رئيساً، الا اذا كان مرشحكم الحقيقي هو الفراغ. واكد: «اننا نقبل اي مرشح يلتزم الطائف والقانون وحماية العيش المشترك».