بدا مجمل المشهد السياسي الداخلي منذ امس تحت وطأة الذكرى الحادية عشرة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري استعدادا لاحياء الذكرى في مجمع البيال في الرابعة والنصف بعد ظهر اليوم الاحد حيث ستكون المحطة الاساسية فيه الكلمة التي سيلقيها الرئيس سعد الحريري والتي ستنقل مباشرة عبر الشاشات. واذ كثرت التكهنات المسبقة حول مضامين الكلمة وخصوصا لجهة الازمة الرئاسية فان اوساطا وثيقة الصلة بتنظيم احتفال البيال أكدت لـ"النهار" ان الحضور الرسمي والحزبي والسياسي في البيال بعد ظهر اليوم سيكون على مستوى معاني الذكرى ودلالاتها الكبيرة بمعنى ان جميع قوى ١٤ آذار ستتمثل في الاحتفال وكذلك قوى من خارج تحالف ١٤ آذار كالتيار الوطني الحر وتيار المردة وآخرين بالاضافة الى مستقلين . واشارت الى ان احتمال غياب قادة معينين عن الاحتفال كرئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع لن يحجب الحضور الحزبي والنيابي القواتي الواسع للاحتفال الامر الذي يعني ان احياء ذكرى الرئيس رفيق الحريري لا يتأثر بتباينات ظرفية حول الموضوع الرئاسي وهو المشهد الذي ينتظر ان يكرسه المهرجان . وفي هذا السياق لفتت مصادر بارزة في قوى ١٤ آذار الى انها من دون استباق اطلالة الرئيس سعد الحريري وما ستحمله لا تستبعد ان تكون حركة المشاورات الكثيفة التي حصلت اخيرا استعدادا لاحياء هذه الذكرى قد ادت الى تبريد الأجواء الملبدة بين بعض مكونات قوى ١٤ آذار ولو ان الامر لم يرق الى المستوى المطلوب من اعادة توحيد الموقف والرؤية حيال الترشيحات الرئاسية . اذ انه بحسب قول هذه المصادر ل" النهار " ليس منطقيا توقع عودة كل من الرئيس الحريري والدكتور جعجع عن مبادرة او خيار بحجم ترشيح الاول للنائب سليمان فرنجية وعقد الثاني تفاهم معراب مع العماد ميشال عون وتبني ترشيح الثاني للرئاسة بشطبة قلم . فالامر ليس مطروحا الان من هذه الزاوية ولو ان الترشيحين أحدثا ما احدثاه من تداعيات ولكن المطروح بعد الكلمة التي سيلقيها الرئيس للحريري سيتركز على الوسيلة الافضل لتنظيم التباينات داخل تحالف ١٤ آذار ما دامت كل قواه تشدد تكرارا على تمسكها به بل وتعترف بان الحاجة الوطنية لاستمرار هذا التحالف غدت اكبر من اي وقت مضى . ولذلك تضيف المصادر نفسها ان اليوم الذي ستحيى فيه سيرة الرئيس الشهيد رفيق الحريري وما تركه بمشروعه الكبير للبنان وإعماره وسلمه وتطوره سيشكل الحافز الاكبر لدفع الامور نحو لملمة صفوف كل الذين ساروا معا في مشروع الدفاع عن دولة المؤسسات خصوصا في ظل الاخطار الحقيقية الضخمة التي تتهددها جراء الفراغ الرئاسي . ولفتت المصادر في هذا السياق الى المواقف التي دأب نائب الامين العام ل" حزب الله " الشيخ نعيم قاسم في اليومين الاخيرين والتي تكرس في رأيها مقولة "اما مرشحنا واما الفراغ" الامر الذي يضع حدا لكل وهم او رهان على انفراج وشيك في الازمة الرئاسية . اذ ان الشيخ قاسم قالها بوضوح " اننا نريد الرئيس الذي اسمه معلن بالنسبة إلينا والذي يطمئن المقاومة ولن نقبل الا به ". وهو بذلك يكرس الخط البياني الذي سبق للامين العام للحزب السيد حسن نصرالله ان أعلنه في كلمته الاخيرة علما انه من غير المستبعد ان يتناول نصرالله الاستحقاق الرئاسي مجددا في الكلمة التي سيلقيها مساء الثلثاء المقبل في الذكرى الثامنة لمقتل القائد الأمني والعسكري في الحزب عماد مغنية .