بعد قرابة السنة والنصف من إعلان قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية داعش في كل من العراق وسوريا.
فإن تنظيم داعش ليس فقط لم يتم القضاء عليه. بل أنه يزداد تمددا وتوسعا وقوة على معظم الأراضي السورية. واكثر من ذلك فإنه وبعد أن أعلنت روسيا الحرب على قوات المعارضة السورية وكافة فصائل الثوار مقابل تقدم قوات النظام السوري مدعومة بقوات الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني. فإن الأراضي السورية باتت خالية تقريبا وإلى حد كبير من إي قوات قادرة على محاربة تنظيم داعش ومواجهته.
بحيث أن الكثير من المناطق في سوريا أصبحت خاضعة إما لقوات النظام وإما لتنظيم داعش.
ومنذ انطلاق الغارات الجوية لقوات التحالف ضد مواقع ومراكز تنظيم داعش فإن المسؤولين الأميركيين يشيرون إلى ثابتة عسكرية في الحروب وهي أنه لا يمكن حسم إي معركة على الأرض من الجو. وأن الإدارة الأميركية ليس بصدد إرسال قوات برية والدفع بها في الميدان السوري لمحاربة تنظيم داعش.
وعليه فإن القضاء على هذه الجماعات الإرهابية ألتي تدور في فلك داعش قد يستغرق سنوات تصل إلى الخمس او ربما أكثر من ذلك. وعلى هذه الخلفية أعلنت المملكة العربية السعودية مؤخرا عن استعدادها لأرسال قوات برية إلى سوريا لمحاربة تنظيم داعش ملقية الكرة في الملعب الأميركي. وذلك بعد أن بلغ الوضع في سوريا مرحلة خطيرة قد يتحول الشعب السوري برمته إلى لقمة سائغة بين قوى طائفية ومتطرفة لا قبل له على مقاومتها وهذا يعني مزيدا من القتل والتدمير والتهجير ومقدمة لمرحلة انتقام تنفذها قوات النظام وتنظيم داعش على حد سواء ضد اولئك الذين رفضوا الانضواء تحت سلطيتهما.
إلا أن الاقتراح السعودي استفز النظام السوري والمتورطين في الحرب السورية في موسكو وفي طهران. ففي حين اعتبرت موسكو ان السعودية غير جادة في اقتراحها.
فإن طهران ذهبت إلى أبعد من ذلك وهددت القوات السعوديه بالهزيمة في حال تدخلها بالرغم من ان الرياض أكدت غير مرة ان ذهابها إلى سوريا هو لمحاربة تنظيم داعش الذي تزعم كل من روسيا وإيران أنهما موجودتان في سوريا لقتاله. وهي تصر على الذهاب لمقاتلة فئة من المتشددين السنة ويشكلون خطرا على مستقبل المنطقة إضافة إلى ان تلك القوات السعوديه ستكون ضمن قوات التحالف الذي تجوب طائراته الأجواء السورية والذي تنسق موسكو معه.
لا شك أنه وبعد التقدم الملحوظ الذي حققته قوات النظام السوري على الأرض خلال الأيام الماضية بفضل الدعم الكبير الذي تتلقاه من إيران والقصف الروسي المتواصل. فإن الاقتراح السعودي بإرسال قوات برية لتتكامل مع الغارات الجوية التي تقوم بها قوات التحالف الدولي سيؤدي إلى تصحيح معادلة المفاوضات التي تم تعطيلها. ويفتح الباب أمام الحل السياسي بحيث لا يكون النظام فيه مستقويا. بل مستعدا للتفاوض من أجل إنهاء المأساة السورية.